الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما رأيكم بالصداقات والعلاقات البريئة على النت؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..

عندي أصدقاء كثر في النت، وهم لي أخوة في الله، بدأت بحذفهم من عندي، فقد كان الأمر صعباً جداً، ولكن بقي عندي صديقين غير الصديقات على الإيميل، أقدرهم وأحبهم في الله، وأثق فيهم كثيراً، أرجو منكم مساعدتي جزاكم الله خيراً وثبثنا وإياكم على دين الحق.

ما رأيكم جزاكم الله خيرا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دنيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ننصحك بأن تكتفي بالصديقات، فإننا لا نضمن ما توصل إليه هذه البدايات، ونسأل الله أن يحفظ شبابنا والفتيات، ولا يخفى على أمثالك من الفاضلات أن ديننا لا يقبل مثل هذه العلاقات إلا في إطار المحرمية أو أن تكون بين أزواج وزوجات، والإنسان لا يملك قلبه، وخاصة الفتيات، واللواتي يغرهن الثناء وعاطر الكلمات.

ونحن إذ نشكر لك حبك لأهل الخير، نتمنى أن يرزقك الله بمن يعينك على الخير.

ورغم أننا نظن بك وبهم خيراً إلا أننا نذكر بأن الشيطان يستدرج ضحاياه، ومن الضروري أن نعرف أن هذا العدو يغير خططه، وقد يشجع على فعل الخير وقد يصدق وإنه لكذوب، فكم من إنسان عجز عن منعه عن الصلاة فشجعه على الخروج إليها، ثم دخل عليه من باب الرياء أو الوسوسة أو العجب والغرور؛ ولذلك نُهينا عن اتباع خطوات الشيطان، وحذرنا الله من تزيينه وخداعه، والسلامة لا
يعدلها شيء، فابتعدوا عن مواطن التهم، واكتفوا بالدعاء للصالحين والصالحات بظهر الغيب، واجتهدي في النصح لأخواتك، واعلمي أن المرأة تأخذ عن أختها وتتأثر بها.

وقد أسعدني حذفك للأصدقاء، وقولك: (لقد كان الأمر صعباً) يدل على خطورة الاستمرار مع بقية الأصدقاء، وغداً سيصبح لك زوج لا يرضى بأن يزاحمه فيك أحد، فاتقي الله في نفسك، وأشغلي قلبك بحب الله، ثم بحب رسوله، وحب والديك وأخواتك، وأهل الإيمان إجمالاً، وعندما يرزقك الله بالزوج الصالح فتقربي إلى الله بحبه، واعلمي أن ذلك مما يرضي الله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه فإنه يجيب من دعاه، ومرحباً بك في موقعك، ونحن لك في مقام الأب الرحيم والأخ الشفيق.

ونسأل الله لك السداد والتوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً