الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يكذب لأتفه الأسباب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المشكلة هي أن خطيبي يكذب لأتفه الأسباب، حتى في حديثه اليومي، أنا صريحة معه، ولا أحب هذه التصرفات؛ لأني أعلم أني لو كذبت اليوم فسوف يعرف الحقيقة بعد زواجنا، مع العلم أنه تم عقد القران، هو طيب في كل شيء، لكني أكره هذا التلاعب في الكلام، فكيف أتصرف معه بدون أن أجرح مشاعره؟
جزاكم الله خيراً.
سؤال آخر:
أنا مخطوبة منذ سنتين تقريباً، وعقدنا القران منذ سنة، في البداية كنا متحمسين كثيراً لبعضنا البعض، لا يفوت يوم بدون أن يتصل أو حتى أكثر من مرة، لكن مؤخراً حدث نوع من الفتور في علاقتنا، يعدني بالمجيء لزيارتي لكنه لا يفعل، حتى أنا أصبحت لا أجد ما أتحدث به معه.

لدي مشكلة أخرى وهي أتوقع دائماً الأسوأ في علاقتنا، وأتخيل أن بعد زواجنا ستحدث لنا مشاكل، ولن أكون سعيدة، رغم أنه في الوقت الحاضر يحدث العكس تماماً، فهو يحبني كثيراً، وعائلته أيضاً، وأنا مرتاحة معه، وأريد حقاً أن أكون زوجة صالحة.

أعتذر عن الإطالة وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Selma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح لك زوجك وأن يعافيه من هذه الآفة وأن يجعلكما من سعداء الدارين.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه مما لا شك فيه أن آفة الكذب من أخطر الآفات على العلاقات كلها، خاصة العلاقة الأسرية التي تقوم على الصدق والثقة من الطرفين، وانتشار الكذب وكثرته تهدد وبلا أدنى شك العلاقة الأسرية، وتجعلها في مهب الريح، حيث تنعدم الثقة، ويفقد الاستقرار، وبالتالي يعم عدم الشعور بالأمان.

لابد من شيء من المواجهة الهادئة والمتعقلة لأن الأمر فعلاً حساس، ولكنه في ذات الوقت خطير، لذا أقول: لابد من دخول مرحلة العلاج، ولكن برفق وحوار هادئ، وليكن الأمر عملياً، بمعنى إذا حدث وكذب وتأكدت من ذلك فواجهيه كأنك تستفسري ولا تتهميه، فمثلاً تقولين له: أعد الكلام من فضلك لأني كأني سمعت خلاف هذا الكلام من كذا أو عند المكان الفلاني، وأنا أحياناً أنسى العبارات فأشعر وكأن الكلام متضارب، أو قريباً من هذا الأسلوب.

ولا تشعريه أبداً بأنك تتهميه، وإنما أنت فقط تستفسري منه لعدم وضوح الكلام بالنسبة لك، وسوف يحتاج الأمر منك إلى مزيد من الصبر مع كثير من الوقت؛ لأن مثل هذه الآفات تم اكتسابها عبر سنوات وسنوات، وليس من المعقول أو المنطقي أن يتم التخلص منها في ساعات معدودات، كما عليك بالدعاء له أن يعينه الله على التخلص من تلك الآفة، وإذا كانت هناك بعض المواد العلمية أو الدعوية التي تعالج هذه الآفة فإن قراءتها أو الاستماع إليها سيكون مساعداً على التخلص منها - بإذن الله - وإن اقتضي الأمر الصراحة في العلاج فليكن هذا أخر الدواء.

وبالنسبة لسؤالك الآخر، والذي يدور حول نفس المشكلة تقريباً، وربما اتضحت الصورة أكثر بتفصيلك بهذا السؤال لاحقا، حيث إنه في بعض الحالات التي تطول فيها فترة الخطبة أو حتى بعد عقد القران يحصل فتور بين المخطوبين بسبب طول الفترة، وذلك لأن النفوس تتشوق لأن تكون تحت سقف واحد تمارس فيه اللقاء الطبيعي الحلال والفطري، فلما حرمت من هذا الشيء كان طبيعياً أن يحصل لها شيء من النفور والتململ، وهذا ما يبرر تخلف خطيبك عن الموعد المضروب بينكما أحياناً ويخترع أعذارا قد لا تكون صحيحة هرباً من الضغط النفسي الذي يشعر به، ونحن بالطبع لا نؤيد هذا الأسلوب، أعني أسلوب التبرير غير الصحيح، وإخلاف الوعد، وإنما نشخص هذه المشكلة فحسب، وفي رأيي أن الجزء الأكبر من العلاج يكمن في التعجيل بحفل الزفاف، وإنهاء هذه المعاناة النفسية لكما، أضيفي إلى ذلك أنها معاناة اجتماعية كذلك، إذ أن المجتمع لا يحبذ طول فترة الخطبة أو عقد القران بدون زفاف، وإن كانت خلوته بك بل وحتى مقدمات المعاشرة ونحوها لا حرج فيها لأنكما صرتما زوجين بعقد القران الذي هو عقد النكاح ولم يبق إلا حفل الزفاف الذي عادة ما تحول بينه وبين إقامته العقبة المادية الكؤود، فبان لك بأن الجزء الأكبر من المشكلة ربما يكمن وراءها هذا السبب: تأخير حفل الزفاف، وهذا لا ينفي أن تكون هذه العادة عند خطيبك -حفظه الله- قبل أن يخطبك،فإن كان كذلك، فإنه يمكن تجاوزها وعلاجها برفق وإرشاد، ولن يتضح حجمها إلا بعد حفل الزفاف الميمون إن شاء الله، عندها يمكن أن تراسلينا لمساعدتك وإمدادك ببعض النصائح المتعلقة بهذا الأمر.

يسر الله أمركما، وبارك الله لكما وعليكم وجمع بينكما على خير.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر سماسم

    شكرا للسيدة لطرحها هذا السؤال الوجيه و شكرا للاجابة الطيبة التي افادتنا كثيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً