الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الخطوات المهمة للتخلص من الإدمان على الإنترنت؟

السؤال

السلام عليكم.

لقد أدمنت على الجلوس أمام شاشة الحاسوب، والتكلم في الشات لساعات طويلة يومياً، وهي تلهيني عن ذكر الله وقراءة القرآن، فساعدوني ماذا يجب أن أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بهاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للإيمان وأن يوفقك للتخلص من تلك العادة، وأن يجعلك من الصالحين.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فأحب بداية - يا ولدي - أن أقول لك: أنا فخور بك وبأمثالك من الشباب المسلم الحريص على عدم الاستسلام للواقع، والذي يحرص على مرضاة ربه واتباع سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فاتصالك بأهلك وإخوانك بالشبكة الإسلامية يدل على أنك تشعر بالانتماء لهذه الأمة العظيمة أمة الإسلام، وأنك على استعداد لفعل أي شيء حتى يرضى عنك الله، وهذا هو الذي نريد الحديث عنه الآن، ألا وهو موضوع إدمانك الجلوس أمام الحاسوب، ونحن نجزم قطعاً أن الحاسوب فيه خير وشر، ونافع وضار، ولكن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، فحتى وإن كنت لا تستعمله إلا في الشيء الحلال النافع المفيد إلا أن الإكثار منه أصبح يشكل بالنسبة لك مشكلة تبحث أنت الآن لها عن حل، وسوف أقدِّم لك بعض الخطوات التي تساعدك وهي كالتالي:

1- الرغبة الصادقة والعزيمة الجادة؛ لأنك إذا لم يكن لديك الاستعداد الداخلي للتغيير لا يمكن أن يتحقق لك ما تريد، سواء أكان في هذا الأمر أو غيره، فالتغيير رغبة داخلية يترتب عليها حدوث التغيير الخارجي، وهذا ما قرره القرآن الكريم بقوله جل شأنه: (( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ))[الرعد:11] فأهم شيء - يا ولدي - أن تكون راغباً في التغيير فعلاً؛ لأنه لن يساعد بهاء في التخلص من أي مشكلة إلا بهاء نفسه، وأعتقد أنك جاد هذه المرة وإلا لماذا تطلب منا المساعدة؟

2- تحديد الساعات التي تقضيها أمام الجهاز، ولا تتخطاها أو تتجاوزها مطلقاً، ولتكن في بداية الأمر ساعة واحدة يومياً فقط.

3- تحديد بداية الجلوس إلى الجهاز بوقت محدد ومعين، فإن فات الوقت المحدد لا تفتح الجهاز بعد ذلك؛ لأن وقته قد فات فلا أعطيه وقتاً آخر.

4- جعل الجهاز في مكان عام بالمنزل، وإخراجه من غرفتك إن كان بها.

5- جعل الساعة التي خصصتها له مبكرة بمعنى ألا تدخل عليه في وقت متأخر.

6- طلب المساعدة من الأهل في تنبيهك للوقت والالتزام الشديد في ذلك.

7- تحديد المواقع التي تريد الدخول عليها تحديداً دقيقاً؛ حتى لا يأخذ البحث منك وقتاً طويلاً وحتى لا تتولد عندك الرغبة في رؤية ومشاهدة أي شيء جديد.

8 -إعادة توزيع وقتك بأمانة ودقة وجعل المذاكرة مع الصلاة أهم أولوياتك.

9- الالتحاق ببعض المشاريع والأعمال الجماعية كحضور الدورات والمحاضرات والندوات الشرعية، أو الاشتراك في بعض البرامج والأنشطة الرياضية أو الاجتماعية.

10- زيادة حصة المذاكرة، ووضع الهدف أمامك بأن تكون متميزاً ومتفوقاً.

11- تحديد سلبيات الإدمان وكتابتها في ورقة، ثم حدد الإيجابيات التي ستحصل عليها.

12- ضع لك برنامجاً لحفظ القرآن الكريم، ولو كل يوم آية أو آيتين أو ثلاثة يومياً.

13- احرص على المحافظة على صلاة الجماعة واجتهد في الدعاء، وسوف توفق بإذن الله.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً