الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تربية الأبناء وتشجيعهم على حفظ القرآن

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي ولد عمره 4 أعوام ونصف، أريد أن أحفظه القرآن الكريم، إنه الآن -وبفضل الله وكرمه- حفظ جزء عم وجزء تبارك -ولله الحمد-.

المشكلة تكمن في أنه أوقات كثيرة لا يطيعني؛ لأنه يريد مشاهدة التلفاز طول الوقت الذي يكون فيه بالبيت؛ لأنه يذهب إلى المدرسة فنحن نعيش بالخارج في أوروبا؛ ومشكلتي أنا بالأخص معه أنه عندما يراوغني ولا يريد أن يحفظ فإنه يقول لي كثيراً: بعد هذه الفقرة ثم التي بعدها، وهكذا فأحياناً أتركه يشاهد ما يريد ولكن عندما يكون كثيراً فأنا أطفئ التلفاز وأرغمه أن يأتي معي ويحفظ، فعندما يريد أن لا يحفظ يتذمر في البداية، ولكني عندما أداعبه وأقول له: هز رأسك لكي يذهب الشيطان فإنه يضحك، ولكن هو يجلس وهو مرغم على ذلك، وأعتقد أن هذا لا يجب أن يكون، ولكن لا حل أمامي غير ذلك، فأنا ووالده دائماً التشجيع له، ونحضر له ما يريد على سبيل المكافأة له على حفظه، ونحن تقريباً مواظبون على ذلك.

وأنا أحياناً أقسو عليه لكي يسمع كلامي وأنا أخشي أني بهذه الطريقة القاسية في بعض الأحيان أن يصل إلي كره الحفظ -والعياذ بالله- فماذا أفعل معه؟ وأنا أفعل كل شيء معه بالهدايا وجلب ما يحب سواء أكان ما يريده أكلاً معيناً أو أي شيء آخر.

ولي سؤال آخر عن المراجعة فما هي الكيفية الصحيحة التي أجعله يراجع بها ولا ينسى ما سبق؟ وهل لا بد أن يراجع كل ما سبق له يومياً لكي لا ينسى أم أسبوعياً حيث أني بالرغم من أنى متفرغة لأولادي فأنا عندي طفلان آخران غيره منهم طفل عمره 6 أشهر ولا يكون لدي الوقت الكافي كل يوم لمراجعة السابق حفظه؟ وأنا التي أحفظه وحدي حيث أن والده يتساهل معه كثيراً بالرغم من أنه هو الذي بدأ معه الحفظ، فالولد يتفلت من يديه، وقد كان يريد أن يحفظه، ومرة جلس معه ولكنهما لم ينجزا شئاً في هذا اليوم وعندما جلست أنا معه جعلته يحفظ.

وهو -ما شاء الله عليه- ذكي، فهو يجلس أمام قناة للأطفال تذيع كل شيء باللغة العربية الفصحى وهو يحب ذلك كثيراً وهو يتحدث كثيراً معنا باللغة العربية الفصحى.

آسفة جداً لإطالتي عليكم، ولكني أردت فقط التوضيح لكي أستفيد من إجابتكم، وجزاكم الله جميعاً ألف خير وأرجو منكم الدعاء لي بالإخلاص وأن أستطيع تحفيظ القرآن لأولادي جميعاً -إن شاء الله تعالى-.

أرجو الرد في أقرب وقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فقد أسعدني هذا الحرص على الخير، وأسأل الله العظيم أن يوفقك ويحفظ لك الزوج والأولاد وأن يلبسنا وإياكم تاج الوقار، وأن يبعدنا عن غضبه والنار إنه الكريم الغفار.

ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

وأرجو أن تدركي أن هذه السن فيها شيء من العناد وسوف تنتهي هذه المرحلة بعد سنة ونصف تقريباً، ولذلك فنحن ندعوك إلى اختيار الأوقات المناسبة وإعطاءه فرصة معقولة للعب بل ومشاركته في اللعب أحياناً، وليس من المصلحة أن تطالبيه بترك اللعب وهو مندمج في اللعب ولكن الصواب أن تقولي وهو يسمع: الطفل الممتاز يترك اللعب ليدرس القرآن وفلان ممتاز وسوف يأتي لدراسة القرآن بعد عشر دقائق، ثم تحاوريه في أوقات الطعام أو قبل النوم أو عندما تكونون في نزهة في هدوء وتحاولي أن تقنعيه بأهمية دراسة القرآن وحفظه، ولا تقابلوا عناده بالعناد ولا تطلبوا منه طلبات تحتمل الإجابة بلا أو نعم، ولكن بطريق الملاطفة وأكثروا من الثناء عليه عندما يستجيب وعندما يحفظ وكرري الثناء في حضور والده وفي حضور من يحب من الأصدقاء والزملاء.

واطلبي منه أن يذكر الله ليذهب الشيطان بدلاً من قولك هز رأسك ليذهب الشيطان، ووضحي له نفور الشيطان من البيت الذي يقرأ فيه القرآن.

ونحن بالطبع لا نفضل أسلوب القسوة معه، مع ضرورة أن يكون المنهج موحداً فلا تغضبي عليه أنت والوالد يجامله ويضاحكه؛ لأن الطفل يتضرر من ذلك، والصواب أن يكون كل شيء خاص بأطفالكم متفق عليه بينكما وإذا كانت هناك أمور فيها اختلاف فلا بد من مناقشتها بعيداً عن آذانهم وأبصارهم.

وأرجو أن تعلموا أن الطفل يحتاج إلى الإشباع العاطفي والأمن والتقدير والحرية واللعب ويستفيد جداً من العدل بينه وبين إخوانه، وربما كان سبب تمرده في بعض الأحيان هو اهتمامك بإخوانه الصغار فإن ذلك من أسباب تمرد الأطفال وكأنه بذلك يريد لفت الأنظار والاهتمام.

ولا شك أن المراجعة مهمة وإذا تمكنتم من مراجعة نصف جزء يومياً فذلك طيب، خاصة والمراجعة لا تحتاج لوقت طويل ولا مانع من المجيء بالمصحف التعليمي لترداد السور في البيت كما أرجو أن يجد عندكم الاهتمام بالتلاوة والحفظ والتعظيم لكتاب الله.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله ثم بكثرة الدعاء لأطفالكم وأنفسكم، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً