الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخطوات الأساسية ووسائل الإقلاع عن التدخين

السؤال

السلام عليكم

دكتورنا الفاضل! أتناول حالياً دواء (سيروكسات بجرعة (30) يومياً، وذلك منذ قرابة أربعة أشهر.

كما أني أتعاطى التدخين منذ قرابة 15 عاماً بشراهة، وأود أن أتخلص منه لوجه الله؛ ولأنه يعيقني عن كثير من الخير، وأيضاً لتأثيره السلبي في جلب الأفكار السوداوية والهواجس الرديئة.

سؤالي: هل تنصحونني بعلاج معين؟ وهل هناك ضرر لو تعاطيت علاج زيبان الذي يقاوم الرغبة في التدخين إلى جانب علاجي السيروكسات أم ينبغي علي أن أقلل من جرعة السيروكسات إذا تناولت زيبان؟ لأنني قرأت لكم أن زيبان هو في الأصل علاج للاكتئاب.

أرجو إفادتي، أسأل الله أن يشفي مرضاكم ومرضى المسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قرار التوقف عن التدخين إذا اتخذه الإنسان، فهذا في حد ذاته الخطوة الإيجابية الأولى والخطوة الأساسية، فأنت ما دام لديك الإرادة والعزيمة التامة على التوقف عن التدخين فيجب ألا تنزعج كثيراً للآليات التي تساعدك، فإذا توقفت عن التدخين الآن فصدقني – أخي الكريم – أنه لن يحدث لك أي شيء، ربما تحس بشيء من الصداع أو القلق البسيط لثلاثة أو أربعة أيام ثم ينتهي الأمر تماماً؛ لأن العزيمة والإرادة تقلل كثيراً من الآثار الجانبية لفقدان النيكوتين المفاجئ.

هنالك دراسة الآن تشير إلى أن التصميم يساعد والعزيمة تساعد في تنظيم المواد الكيميائية الداخلية التي تقلل من الشراهة نحو النيكوتين، وهذا نلاحظه كثيراً، فكثير من الإخوة المدخنين - الذين يوفقهم الله تعالى لصيام شهر رمضان – لا ينزعجون كثيراً للتوقف عن التدخين؛ لأن الإرادة والعزيمة والهدف أسمى وأقوى من السيجارة.

أخي الكريم! أرجو أن يكون هذا هو مبدؤك الأساسي بأن عزيمتك وإصرارك هو الذي يكون الدافع بالنسبة لك.

وجد أيضاً أن ممارسة الرياضة تساعد في عدم حدوث أي آثار انسحابية للنيكوتين، وهناك طبعاً من يستعين بمشتقات النيكوتين بما يعرف بلاصقات النيكوتين، فهناك من يستعين بها في الأيام الأولى، وقد وجد أنها مفيدة للبعض، ولكن أقول: إن التصميم والعزيمة هما الأساس.

بالنسبة للعلاج الدوائي لا شك أن عقار (زبيان) يساعد كثيراً في تقليل الرغبة في التدخين، وهنالك نجاحات كثيرة جدّاً بعد استعمال هذا الدواء، ولكن أخي الكريم بالطبع لا أنصحك بتناول الزبيان مع عقار الزيروكسات بهذه الجرعة، وجرعة (30 مليجرام) يومياً تعتبر جرعة مرتفعة نسبياً.

الذي أنصحك به هو أن تخفض الزيروكسات بمعدل (10 مليجرام) كل ثلاثة أيام، وحين تصل إلى (10 مليجرام) الأخيرة يمكنك الاستمرار عليها وتبدأ بعد ذلك في تناول الزبيان، والزبيان عادة يتم تناوله لمدة أسبوعين للمساعدة على التوقف عن التدخين.

أسأل الله لك التوفيق، وأنا على ثقة كاملة ما دام أن لديك العزيمة والإرادة والتصميم فسوف تتوقف تماماً عن التدخين، ولابد – أخي الكريم – أن أذكرك بمضار التدخين، فهي معلومة للجميع، ولكن الكثير من الناس يستعمل النكران كدفاع نفسي، فقد أجمع علماء الأمة على أن التدخين حرام، وهو مهلك للصحة وللمال ومؤذٍ للآخرين.

أسأل الله تعالى أن يوفقك وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً