الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموقف من منع الأم ابنتها من الاعتناء بجسمها باعتبار ذلك من صنيع المتزوجات

السؤال

مشكلتي تتلخص مع أمي التي لا تساعدني على الاعتناء بنفسي وبنظافة جسمي بالطرق المختلفة، وتقول: إن أي شيء في مثل تلك الأمور للمتزوجات فقط، مثل سنن الفطرة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم لا تدعني أفعلها، فكيف أقنعها بذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ شروق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن والدتك تحتاج إلى تعلم، ونحن ننصحك بحسن التعامل معها، ويمكن أن تتدخل داعية أو طالبة علم لتصحيح الصورة وتوضيح المسألة لوالدتك، مع ضرورة ألا تكون هذه المسألة سبباً لإغضاب الوالدة؛ فإن طاعتها من الواجبات العظيمة في شريعة الله، والإنسان لا يخالف والديه إلا إذا أمراه بمعصية الله، وحتى في هذه الحالة فإن الله سبحانه قال: (( وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ))[لقمان:15].

وإذا كان الأمر متعلقاً بسنن الفطرة فسوف تصلين إلى حل في الموضوع، أما إذا كان اعتراض الوالدة على بعض صور الزينة التي لا يقبلها المجتمع فأرجو أن تطيعي والدتك، كما أرجو أن تعلم بناتنا أن الفتاة المسلمة ما كانت تتزين الزينة الكاملة إلا لزوجها، ولا مانع من التجمل ببعض الأشياء أمام محارمها وزميلاتها.

ولا يخفى على أمثالك أن كثيراً من مجتمعات المسلمين كانت تمنع الفتاة من كثير من الزينة قبل الزواج، وربما كان لذلك أصل شرعي؛ فقد (قالت عائشة لزوجة عثمان بن مظعون لما رأتها لا تهتم بزينتها، قالت لها: أمشهد أم مغيب؟ يعني: هل زوجك حاضر أو غائب؟ فقالت لها: مشهد كمغيب، ومعنى ذلك أن زوجها لا حاجة له في النساء، فرفعت عائشة الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم، فلقي عثمان بن مظعون فقال له: أرغبة عن سنتنا؟! قال: سنتك أريد؟ فقال صلى الله عليه وسلم فإني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء، ثم جاءت زوجة عثمان بن مظعون وعليها آثار الزينة، فقالت لها عائشة - رضي الله عنها -: مَهيَم؟! فقالت: أصابنا ما أصاب الناس).
وفي الخبر المذكور دليل على أن المرأة ما كانت تتزين في غياب زوجها، ومن باب أولى أن لا تتزين من لا زوج لها، خاصة إذا كانت سوف تخرج ويراها الرجال.

وكم يحزن الإنسان عندما يجد بناتاً صغاراً جداً وقد تم تلطيخ وجوههن وشفاههن، حتى إن الطفلة لتجد صعوبة عندما تحاول أكل الحلوى، وفي ذلك قتل للبراءة وتعريض للصغيرات لمخاطر المواد الكيميائية والألوان والمواد الحافظة.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بترك الخروج على ما اعتاده الناس إلا إذا كانت العادات لا تتفق مع الشرع، والشرع حاكم وليس بمحكوم.

ونسأل الله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً