الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اكتئاب وقلة نوم وصداع مستمر

السؤال

السلام عليكم

أرجو أن تساعدوني فأنا أعاني من اكتئاب وعدم النوم جيداً، والصداع المستمر، لا أرغب في شيء بالحياة، أحس بأني فاشلة في حياتي، أعاني من النسيان الشديد، لدرجة أني أنسى أشياء مهمة، تعبت وأنا في هذه الحالة، وحالتي ساءت من سنة ونصف تقريباً، لا أحتمل التحدث إلى أحد.

في بعض الأحيان إذا ساءت حالتي أود الموت والانتحار أو عمل شيء يدمر حياتي، وأبكي بشدة.

أرجوكم أن تساعدوني فأنا أود أن أعيش حياتي حياة طبيعية، أحس أني ليس لي فائدة في هذه الحياة.

أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أرى أنك تعانين من درجة بسيطة من الاكتئاب، وربما يكون هنالك نوع من عدم التوافق أو عدم القدرة على التواؤم مع متطلبات الحياة وضغوطها البسيطة - إن شاء الله تعالى - .
أنت في عمر يجب أن يعيش الإنسان فيه حقيقة الحياة بكل جمالها، والحياة طيبة وحلوة، فقط على الإنسان أن يكون إيجابياً في تفكيره، فأنت الآن في مرحلة الحياة الطلابية والتي هي حياة ممتعة جدّاً، سخري طاقاتك نحو التركيز على دراستك حتى تكونين من المتفوقات والمتميزات، وعليك بالصحبة الطيبة التي تجدي فيها المساندة والقدوة الحسنة.

التفكير في الانتحار هذا لا يجوز أبداً، مهما تسلطت عليك هذه الأفكار فيجب أن ترفضيها، فأنت مسلمة ودينك حرم الانتحار، وأنا أعرف تماماً أنه ليس لديك الرغبة الأكيدة أو الحقيقية في الانتحار، ولكن الذي تبحثين عنه هو نوع من المخرج، والمخرج موجود وهو أن تعيشي الحياة بقوة وبأمل، المستقبل لك - إن شاء الله تعالى – والحاضر كذلك لك، يجب ألا تحسي بأي نوع من السأم واليأس، فالحياة هي الأمل كما ذكرت لك.

بالنسبة لأعراض الاكتئاب واضطرابات النوم والصداع وضعف التركيز بالطبع هي من علامات القلق الاكتئابي، وتوجد - بفضل الله تعالى - الآن أدوية ممتازة وفعالة لعلاج هذه الحالات، هذا أيضاً يجب أن يفتح الأمل أمامك بأن العلاج موجود ومتيسر وسهل ولا يسبب أي أضرار - بإذن الله تعالى -.

هنالك عقار يعرف باسم (ريمانون) سيكون من الأدوية الطيبة والمفيدة لك جدّاً، فأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة نصف حبة – خمسة عشر مليجراماً – ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة – ثلاثين مليجراما –.
واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى نصف حبة لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناوله.

لا بد لك أيضاً من أن تمارسي أي نوع من الرياضة في داخل المنزل، فهذا - إن شاء الله تعالى – يحسن من طاقاتك النفسية، وعليك بإدارة وقتك بصورة جيدة، وحاولي أن تخصصي وقتاً للقراءة، وتخصصي بالطبع وقتاً للصلاة ولتلاوة القرآن وللدعاء والاستغفار، خصصي وقتاً للترويح عن النفس بما هو مشروع، وعليك بالتواصل مع صديقاتك ومع أرحامك، وأرجو ألا تجلسي وحدك كثيراً، اجلسي مع إخوتك، وتذكري أنه - إن شاء الله تعالى – الأمل لك، فأنت عمرك صغير وأمامك الكثير الذي يمكن أن تنجزيه.

إن شاء الله تعالى بتطبيق هذه الإرشادات البسيطة، وتناول الدواء الذي ذكرته لك سوف تجدين أن الحياة جميلة، وأن الحياة طيبة، وسوف يزول هذا الاكتئاب البسيط - بإذن الله تعالى – ومن أجل المزيد من تحسين صحتك النومية أرجو ألا تنامي مطلقاً في أثناء النهار، وأرجو ألا تتناولي أي مشروب به الكافيين مثل الشاي أو القهوة أو البيبسي – أو ما شابهه من المشروبات - بعد الساعة السادسة مساءً، وكما ذكرت لك التمارين الرياضة تعتبر ضرورية جدّاً، كما أرجو أن تثبتي وقتاً للذهاب إلى الفراش للنوم - فهذا ضروري جدّاً – لأن الساعة البيولوجية التي يمتلكها الإنسان هي مثل الساعة الزمنية التي يضعها في يده، وحين نرتب هذه الساعة البيولوجية بطريقة معينة هذا يسهل علينا النوم كثيراً، وأرجو أن تهيئي المكان حولك في وقت النوم بأن يكون هادئاً، وعليك أن تقرئي بعض القراءات البسيطة، ولابد أن تكوني حريصة على أذكار النوم.
أرجو من الله تعالى أن يكتب لك الشفاء والعافية، وعليك بتطبيق هذه الإرشادات وتناول الدواء الذي وصفته لك، وإن شاء الله سوف تعيشين حياة طيبة سعيدة هانئة.

يمكنك الوقوف على هذه الاستشارات فيما يخص حالتك:
1- التفكير في الانتحار: ( 262983 - 110695 - 262353 - 230518 ).
2- العلاج السلوكي للاكتئاب: ( 237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121 ).
3- مشكلة النسيان: ( 269001 - 269270 ).
4- آداب النوم: ( 277975 ).
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً