الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموقف من الحرص على تعليم الأطفال في مدارس اللغات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أم ولديّ 3 أطفال، وأربيهم لوحدي لأن زوجي مسافر، ودائماً في حيرة في اتخاذ قرارات بمستقبل أولادي، ولاحظت في عملي أن كل زميلاتي يدخلن أولادهن مدارس لغات! وأنا أدخلت بنتي مدارس خاصة (عربي)، وأتمنى أن أدخل الولدين لغات، وخائفة أن أكون ظلمت البنت وخائفة أن أظلم الولد في المستقبل حين يكبر ويكون معظم جيله لغات، وخصوصاً أن ابني مستواه عادي.

هل أواكب العصر وأتجه للغات، أم أدخل الأولاد لغات وأظلم البنت، أو أتركها لله وأدخلهم كلهم مدرسة واحدة عربي وأتجه لحفظهم للقرآن، وأترك مستقبلهم لله؟ أرجوكم أفيدوني لأني لا أعرف اتخاذ قرار.

أفيدوني بالله عليكم، وادعوا لأولادي بالتوفيق، ودلوني على الصحيح بالله عليكم؛ فما خاب من استشار.

أرجو المشورة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأطفال في هذه السن ينبغي أن يتعلموا القرآن ليكون السابق إلى قلوبهم، وهذا ما درجت عليه الأمة الإسلامية، وقد أشار لذلك ابن خلدون رحمة الله عليه، وتعليم الأطفال اللغات قبل لغتهم الأم فيه خطورة عليهم وعلى مستقبلهم، خاصة أن اللغات المذكورة لغات لأعدائنا، وتعلم تلك اللغات لا يكون بمعزل عن تلك الثقافات، وماذا يدرك من يفوته حفظ القرآن في صغره؟

ونحن لا نعترض على تعلم اللغات لكننا نرفض أن تكون الأولى، وإذا احتاجت الدولة الإسلامية لأي لغة فيمكنها أن تختار من يتعلمونها ويجيدونها ويخدمون الأمة بذلك، ولكن دفع الملايين إلى تعلم اللغات الأجنبية يضيع علينا تلك اللغة، كما يفوت على أبنائنا فرصة تعلم وإجادة لغتهم الأم.

وأنا في الحقيقة سعيد باهتمامك بأطفالك، وأشكرك على قيامك بدور الأب والأم، وأسأل الله أن يصلح لنا ولك النية والذرية.

وأرجو أن أقول لك ما يلي:

1- عليك بكثرة اللجوء إلى الله، وبكثرة الدعاء لأبنائك.

2- أرجو أن يجد أبناؤك فيك القدوة الحسنة، فإنهم يتأثروا بك جداً.

3- أرجو أن يحرص الأب على التواصل مع أبنائهم وتشجيعهم على القرآن والصلاة.

4- حاولي تعويض أبنائك جرعات من العطف والحنان بعد عودتك من العمل.

5- الحرص على العدل بينهم.

6- اجعلي عملك محكوماً بشريعة الله، وليس بما عليه الناس، وحرصك على حفظ أولادك القرآن هو أرقى ما تسابق إليه المتقون، ولا بأس بتعلم اللغة إذا احتيج إلى ذلك، مع ضرورة الحفاظ على هدي الإسلام.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ونسأل الله أن يرد زوجك من غربته، وأن يجعل الصلاح ميراثاً في ذرياتنا.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً