الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف ورغبة في العزلة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من حالة فصام خاصة بالعزلة، ويتجلى ذلك في عدم القدرة على التعبير والمواجهة منذ صغري ولمدة ثلاث وعشرين سنة، وبعدها تلقيت العلاج وهو دوجماتيل وتفرانيل لمدة تزيد عن ستة أشهر، وقد تغير حالي كلياً وأصبحت إنساناً مختلفاً، ولكن مع الوقت عادت الحالة أسوأ مما كانت عند ترك الدواء.

والآن أقوم بإعادة أخذ الدواء من فترة لأخرى على أمل أن تتحسن الحالة، ولكن لا يوجد تحسن يذكر بل شعور بالتعب المستمر والإرهاق وعدم القدرة على التركيز والخوف والرغبة في العزلة، فما هو الدواء المناسب لي حالياً؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الوصف الذي ورد في رسالتك ونوعية الأدوية التي تتناولها لا تدل أنك مصاب بحالة من الفصام، فالفصام هو مرض عقلي رئيسي وهذا لا ينطبق على حالتك.

أنت تعاني من نوع من القلق أو الخوف الاجتماعي، ولك أيضاً درجة ثانوية من الاكتئاب النفسي، ويبدأ العلاج بالتفكير الإيجابي، فانظر إلى الأشياء الجميلة والأمور الإيجابية التي حدثت لك في حياتك وسوف تجد أنها كثيرة، فأنت الآن لديك عمل وإن شاء الله تكون لك أسرة، فهذه كلها أشياء عظيمة وإيجابية حين يسعى الإنسان لتعزيزها وتقويتها تساعد كثيراً في علاج هذه العزلة.

وعليك أن تضع برامج يومية، فلا بد أن تكون لك برامج يومية من أجل التواصل، سواء في محيط العمل أو مع الأصدقاء والزملاء، فلا بد أن يكون لك حضور وتناقشهم في المواضيع التي تطرح أو بادر بطرح مواضيع من عندك، ولا بد أن يكون لك الحضور والتواجد في مثل هذه المواقف، فهذه وسيلة علاجية مهمة جدّاً.

وخارج ساعات دوام العمل لا بد أن تضع لك برامج يومية أو شبه يومية لزيارة الأصدقاء والأقارب والتواصل مع الأرحام والذهاب إلى المناسبات الاجتماعية، وهذا كله يزيد من رصيد الإنسان النفسي ويرفع كفاءته ومقدراته النفسية مما يجعله يقاوم هذا النوع من الانعزال.

وعليك أيضاً بأن تمارس أي نوع من الرياضة الجماعية مثل كرة القدم، فهذه وسيلة علاجية ممتازة، واذهب إلى حلقات التلاوة في أحد المساجد، فهذه أيضاً تؤدي إلى التفاعل والالتقاء بالخيرين والصالحين، وهذا يبعث على الطمأنينة وإراحة النفس وإزالة الخوف والقلق والاكتئاب.

ويأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، والأدوية التي كنت تتناولها أدوية جيدة ولكن توجد الآن أدوية أكثر فعالية، ومن أفضل الأدوية التي أنصحك باستعمالها عقار يعرف باسم (زولفت) ويسمى أحياناً بـ(لسترال) وهو موجود ومتوفر في المملكة العربية السعودية، فأرجو أن تبدأ بتناول هذا الدواء بجرعة حبة واحدة خمسين مليجراماً يومياً، ويفضل أن تتناوله ليلاً بعد تناول الطعام، وبعد شهر ارفع الجرعة إلى حبتين - مائة مليجراما - في اليوم، ويمكن أن تتناولها حبة صباحاً وحبة مساءً أو يمكنك أن تتناول الحبتين معاً في فترة المساء.

واستمر على هذا الدواء لمدة ستة أشهر (وهذه تعتبر هي الجرعة العلاجية) ثم بعد ذلك انتقل إلى الجرعة الوقائية وهي حبة واحدة في اليوم، وأعتقد أنك ربما تكون محتاجاً لهذه الجرعة الوقائية لمدة سنتين، وهذه المدة ليست طويلة أبداً.

فحاول أن تطبق التمارين السلوكية السابقة الذكر وأن تتناول هذا الدواء وهو من الأدوية الطيبة والمفيدة ويتفوق على التفرانيل والدوجماتيل في ميزات وخصائص كثيرة، وهذا هو ما أود أن أنصحك به وأرجو الالتزام به.

ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على علاج الرهاب سلوكياً في الاستشارات التالية: (259576 - 261344 - 263699 - 264538)، وعدم القدرة على التعبير: (267560 - 267075 - 257722) وقلة الثقة بالنفس: (265851 - 259418 - 269678 - 254892).

نسأل الله لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً