الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التكافؤ العلمي بين الخطيبين وأثره على السعادة الزوجية

السؤال

تقدم لخطبتي شاب وسيم عمره (30)، يعمل كطباخ في أحد الفنادق، متوسط الحالة المادية، على خلق ودين، ولكن المشكلة أنه أقل مني بكثير من الناحية التعليمية فأنا أحضر لنيل شهادة الماجستير في الهندسة وهو حاصل على الشهادة الإعدادية فقط، وهذا ما جعلني أرفضه لخوفي من عدم التفاهم معه، وخوفي من نظرة المجتمع، ولأنني في قرارة نفسي أحب العلم كثيراً ولا أتقبل أن أتزوج بشاب غير متعلم، ولكن أهلي يصرون على تزويجي إياه لأنني لم أعد صغيرة.

وأنا متضايقة جداً فما العمل؟ بماذا تنصحوني؟ وماذا أفعل؟ ولقد صليت صلاة الاستخارة ودعوت الدعاء ونمت فشاهدت حلماً فسرته لي صديقتي بأنه لا خير من الاستمرار، والمشكلة أن معظم الشباب الذين يتقدمون لخطبتي غير متعلمين، وأنا في الخامسة والعشرين من العمر وكل قريباتي اللواتي أصغر مني قد تزوجن وأنجبن.

أفيدوني ولكم مني جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن التكافؤ العلمي ليس شرطاً من شروط السعادة الزوجية ولكنه عامل مساعد في تحقيق درجات أعلى للوفاق، ولكن العناصر الأساسية للنجاح في مسألة النكاح تتمثل في الدين والأخلاق والأمانة وحصول القبول والميل والقدرة علي تحمل المسئولية، بالإضافة إلى كون كل طرف جاء من أسرة مستقرة، وما عدا هذا من العوامل فهي عبارة عن عوامل ثانوية مساعدة فقط.

والشهادات العلمية لا تفيد صاحبها إذا لم يكن له خبرة في الحياة وقدرة علي التفاعل مع المجتمع والقيام بدور إيجابي في الحياة وهذه العلوم لا تدرس في القاعات ولكن تكتسب بحضور الجمع والتجمعات وهذا علم متاح في ميادين الحياة، وأرجو أن تنتبهي لما يأتي:

1. عليك بتكرار الاستخارة والتوجه إلى من يملك الخير والصواب.

2. تذكري أنك لن تجدي رجلاً بلا عيوب كما أنك كإنسانة لست خالية من العيوب.

3. اعلمي أن رضا الناس غاية لا تدرك وتذكري أنك صاحبة المصلحة الأولى والكبرى فاختاري ما يعجبك لا ما يعجب الناس.

4.تذكري أن الناس سوف لن يسكتوا إذا رفضت الشاب، وسوف يقولون ماذا تنتظرون؟!

5. اعلمي أن والديك وأسرتك هم أحرص الناس على مصلحتك وإن في إرضائهم إرضاء لله.

6.اسألي نفسك عن عواقب الرفض وعن الخيارات البديلة، واعلمي أن زوجة الحطاب قالت لأولادها: إن زوجي حطاب في خارج البيت، لكنه في البيت ملك! فسعدت معه غاية السعادة.

7.حاولي أن تنظري إلى الشاب نظرة شاملة، وقد أسعدني قولك إنه صاحب خلق ودين ووسيم، وأنا أزيدك فأقول وعمله هذا يدل على أنه صاحب مسئولية وكونه يعمل في فندق فذلك يعني أنه على درجة من الرزق واللياقة غالباً.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير ثم يرضيكم به.

والله الموفق،،،

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً