الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تساعد المرأة زوجها لاجتناب المعاصي والإقبال على الله

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أتوجه في بداية حديثي بالدعاء لكم على هذا الموقع الرائع الذي أكرمنا الله به على الشبكة، وأسأل الله العلي القدير أن يلهمكم الصواب في الأخذ بيدي نحو الطريق السليم الذي يؤدي لسعادة الدنيا والآخرة.

أنا سيدة في الأربعين من العمر تزوجت منذ عشرين عاماً من رجل يكبرني بعشر سنوات.

برغم أن أمنيتي في الحياة تركزت في الزواج من إنسان ملتزم متدين إلا أن الله قدر لحكمة لا يعلمها ألا يتحقق هذا الأمل، ووجدت في زوجي كثيراً من جوانب القصور التي تتعارض مع أبسط قواعد الدين، فهو يؤدي الخمس صلوات ويقرأ القرآن ويصوم شهر رمضان، وهو طيب حلو المعشر حسن التعامل يشهد له جميع من يعرفه بحسن الخلق، إلا أن الزوجة أقرب للزوج وأعلم بمواقع التقصير، فهو يشاهد القنوات الجنسية التي ابتلينا بها في الآونة الآخيرة، كما أنه قد يلجأ للكذب في بعض الأوقات للخروج من مأزق ما أو حرج مثلاً أو خلافه.

المهم أنني لاحظت منذ عقد قراني على زوجي أنه يحب الجنس بدرجة كبيرة، ولا أخفيك أنني في بداية زواجنا ولمدة طويلة لم أكن أتجاوب معه بالقدر الكافي، إلا أنني عندما شعرت أن هذا شيء يعرض الزوج للفتنة، ويعرضني للعقاب من العزيز الجبار، اجتهدت أن أكون لزوجي في هذا الأمر كما يحب.

واجتهدت كثيراً في أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر في كل ما يعتريه من نقص إلا أنني لم أفلح في الأخذ بيده إلى الطريق المستقيم، وعندما أحسست أن الأمر قد يكون له تأثير عكسي عليه تركته واكتفيت بالدعاء له.

أما بالنسبة لي فبرغم حبي لله ولدين الإسلام إلا أن عندي خصلتين لا أخفيك أنني اجتهدت قدر استطاعتي أن أتخلص منهما ولم أفلح، ألا وهما: الشك المفرط، والغيرة المرضية، وهما عاملان يؤثران كثيراً على أمني النفسي.

والمشكلة أنني منذ عدة أشهر بدأت ألاحظ على زوجي علامات غريبة.

أولها: أنه في بعض الأحيان القليلة يرد على المكالمات بصورة غامضة وألاحظ ارتباكه!

ثانيها: أنه دائم الشكوى المادية بما لا يتلاءم مع واقع ظروفنا المادية.

ثالثها: أنه كثيراً ما تكون له مشاوير غامضة نوعاً ما، أشعر تجاهها بالريبة.

رابعها: وهو الأهم أنه بدأ في الشهور الأخيرة يقص علي قصصاً جنسية غريبة وتفاصيل دقيقة لما يحدث في دور الدعارة والعلاقات الجنسية المحرمة، وعندما أسأله عن مصدر هذه القصص يقول لي إنها حدثت مع أحد أصدقائه، وهو ما يملأ قلبي بالشك والحيرة في أمره!

وطبعاً لا شك أن لهذه العلاقات المحرمة عقوبات دنيوية وأخروية، وإن كان الإنسان يتحمل أمام الله عز وجل العقوبات الأخروية، إلا أن العقوبات الدنيوية كانتقال مرض الإيدز مثلاً أو غيرها من اكتشاف الأمر وحدوث الفضائح قد يكون للمحيطين به نصيب منها، فماذا أفعل والواقع كما ذكرت لكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ندى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإننا ندعوك للاهتمام بزوجك والحرص على إشباعه حتى لا يلتفت إلى الأخريات، ونتمنى أن يجد عندك التجديد في الزينة والديكور، وحاولي الدخول إلى حياته، ولا تتوقفي عن نصحه بلطف ورفق مع ضرورة إكثار الدعاء له، والثناء عليه بما فيه من المحاسن، والاجتهاد في عزله عن رفاق السوء، فإن صداقة الأشرار تعدي وتؤذي، ولا تحاولي إشعاره بما في نفسك من الشكوك، فإن ذلك قد يدفعه لتصديق تلك المخارق، واحرصي على الستر عليه فإن ذلك يعينه على الرجوع إلى الصواب والسداد.

وأرجو أن يدرك الجميع خطورة الوقوع في هاوية الفواحش ويكفي أن ندرك أن طاعون العصر (الإيدز) يمضي بسرعة، وأن الطب العالمي رغم تطوره يقف عاجزاً ومذهولاً أمام هذا المرض الذي لم تفلح كل المحاولات في علاجه، بل ثبت للأطباء أن جرثومة الإيدز قادرة على احتواء العقاقير وربما الاستفادة منها.

كما أرجو أن يدرك الجميع أن أي مرض يصيب الجسد يستفيد منه ويكتسب مناعة ضد ذلك المرض والأمراض المشابهة إلا الأمراض الجنسية، فإنها إذا دخلت جسد المريض فإنها لا تخرج منه، ولذلك فإنه لا علاج منها إلا بالوقاية منها والبعد عنها، ولذلك لم يقل القرآن (لا تزنوا) وإنما قال ((وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى))[الإسراء:32]، ((وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ))[الأنعام:151] لأن الوقاية هي العلاج، وليست خيراً من العلاج كما يقال في بقية الأمراض.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن تعلمي أن الغيرة التي يحبها الله هي ما كانت في الريبة، وأما التي لا يحبها الله فهي ما كان في غير ريبة.
ونسأل الله الهداية للجميع.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً