الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توهم الإنسان إصابته بمرض وكيفية التخلص من ذلك ؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أصيبت إحدى قريباتي منذ فترة بحالة نفسية شديدة، فذهبت لبعض المشايخ فوصف حالتها على أنها نوع من المس أصابها، ومن هنا توهمت بأني مصابة مثلها، وكل الأعراض التي شعرت بها أصابتني، وصرت أفكر طول الوقت أني ممسوسة، وبدأت بقراءة الرقية على نفسي، وتعبت نفسيتي كثيراً، وأصابني وسواس غريب لم أجد له تفسيراً، فلجأت إلى ربي بالدعاء والذكر، فارتحت قليلاً ولله الحمد، علماً بأني إنسانة ملتزمة ومحافظة على صلواتي وقيام الليل.

وقد فكرت بكل هذه الأفكار لأني أزور قريبتي في بيتها، وبيننا زيارات عائلية، وأنام معها بغرفة واحدة، فهي صديقتي وقريبتي أيضاً، وظننت أن ما أصابها أصابني أيضاً، فما تفسير حالتي؟ وهل هو نوع من الوسواس أصابني؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عذبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الشخص قد يتأثر بشخص آخر لدرجة أنه يتخيل له أنه قد أصيب بنفس ما يعاني منه الشخص الآخر، خاصة إذا كانت العلاقة وطيدة بين الشخصين وإذا كان الشخص الأول ذا شخصية قوية وفعّالة ومؤثرة، ففي مثل هذه الحالة يكون التأثر أقوى، وهناك نوع من القوة الإيحائية القوية التي تفرض نفسها على الشخص الآخر، مما تجعله يعتقد أنه مصاب ويعاني من نفس العلة التي يعاني منها الشخص الآخر.

ولا شك أن هذا التأثير يكون أقوى حين يتعلق الأمر بالأمور الغيبية، خاصة حين يكون الحديث عن العين وعن السحر وعن المس، فهنا أيضاً يكون الأثر أقوى ويكون تأثر الشخص أكثر.

فلابد أن تصححي مفاهيمك أولاً، ويكون ذلك بالاعتقاد بأنه لن يصيب الإنسان إلا ما كتب الله له، فهذا مبدأ أساسي ويجب أن تقتنعي قناعة كاملة بذلك.

ثانياً: ليس من الضروري ما أصاب الشخص الآخر أن يصيبك، فهذا مبدأ عام، ونحن دائماً نؤكد للناس أنه لا توجد عدوى حقيقية في هذه الأمراض النفسية أو حتى فيما يخص الجن والسحر والمس.

ثالثاً: عليك بتكرار الرقية الشرعية فهي باعث على الاطمئنان، وعليك بالدعاء بأن يحفظك الله تعالى من سوء، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من رأى مُبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه به، وفضلني عليه وعلى كثير ممن خلق تفضيلاً، عافاه الله من ذلك البلاء كائناً ما كان).

رابعاً: ربما يكون من الأفضل لك أن تتناولي أحد الأدوية المزيلة للخوف وهذا النوع من الوساوس والقلق والتوتر والشكوك، والعقار المفضل هو عقار سبراليكس، وجرعته هي عشرة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، وأعتقد أن هذه الجرعة وهذه المدة كافية جدّاً بالنسبة لك.

إذن التفسير هو أن هذه الأخت ونسبة لعلاقتك القوية بها قد أثرت عليك تأثيراً نفسياً ووجدانياً مما جعل بعض التهيؤات أو الاستعداد النفسي أو ما يسمى بالتأثير الإيحائي يفرض نفسه عليك ويجعلك تعتقدين أن ما أصاب هذه الأخت قد أصابك، وأن قضية الاعتقاد في المس والسحر والجن بالرغم من قناعتنا بها كمسلمين إلا أنها متفشية وبصورة خاطئة جدّاً في مجتمعاتنا ولابد من تصحيح هذه الأفكار، فأرجو أن تقومي بذلك، وفي نفس الوقت أرجو أن تتناولي الدواء الذي وصفته لك، والحمد لله أنت ملتزمة بصلواتك في وقتها وتقومين الليل وهذ يساعدك كثيراً في أن تزول كل هذه الأعراض عنك، نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً