الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخر علامات البلوغ لدى ابن العشرينات وكيفية العلاج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب في العشرينات من عمري، ولدي مشكلة أرجو من الله أن تكونوا سبباً في حلها.

أنا ليس لي شارب ولا لحية، ولا أنزل حتى في اللحظات الجنسية، ومع ذلك فإن انتصابي جيد وشهوتي جيدة، ولدي إثارة جنسية عالية جداً والحمد لله، ولكن مشكلتي في علاج يساعدني في ظهور لحيتي، حيث أظن أنني ملتزم ولا أزكي نفسي على الله، ولدي همة قوية في الدعوة إلى الله ولكنها تتوقف بسبب اللحية وكيد الشيطان ويدخل لي من هذا الباب.

كما أنه في الأيام الأخيرة أشعر بألم في ثديي مثلما شعرت به فترة البلوغ أو ما يسمى (الترمسة)، هل هذا بلوغ متأخر؟

وأود أن أعرفكم بعض الأمور التي تساعدكم إن شاء الله: أنا طولي يزيد عن (188)، ووزني (85)، وهل حالتي هذه ضمور في الخصيتين؟ وما أسباب الألم في الصدر الذي ذكرته لحضراتكم؟

أستحلفكم بالله أن تعطوا رسالتي حقها وتردوا عليّ بما يلهمكم به الله، فهو أرحم الراحمين. وأنا أظن بكم خيراً ولا أزكيكم على الله.

وأعرفكم أن لدي شعر العانة ولكنه قليل جداً وبطيء النمو، ولكنني أحلق العانة كما أمرنا صلى الله عليه وسلم كلما زادت.

بالله عليكم صفوا لي الدواء من هنا لأنني لن أذهب لطبيب بخصوص هذا الأمر.

وجزاكم الله عني كل خير، والله المستعان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ M حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يجب في البداية توضيح علامات البلوغ بشكل دقيق للوقوف على الحالة هل هناك بالفعل تأخر في البلوغ أم أن الأمر طبيعي؟

والمسألة فقط تكون في تأخر نمو اللحية، وهو أمر عادي قد يحدث نتيجة أسباب جينية وراثية.

فعلامات البلوغ تكون كالتالي:

1-الخصيتان، وهي أهم علامة للبلوغ، فإذا كان هناك زيادة في حجم الخصية لأكثر من 2.5 سم فهذا دليل قوي على حدوث البلوغ، ويحتاج الأمر إلى فحص إكلينيكي لتوضيح هل هناك ضمور في الخصية أم أن الأمر طبيعي.

2- وكذلك نمو شعر العانة، بحيث يكون شعراً كثيفاً ثم بعد ذلك يتدلى لجانب الفخذ وأخيراً يمتد للبطن، وأنت ذكرت أن هناك نمواً لشعر العانة بالرغم من كونه بسيطاً.

3- تغير في تكوين العضلات والصوت وحدوث الاحتلام، ولم تذكر شيئاً عن الصوت والعضلات وتكوين الجسم، وهل مثل الشباب في سنك أم لا؟ ولكنك ذكرت أنك لا تمني، ولا أعلم هل أيضاً لا يوجد احتلام؟ وهل أنت لا تحاول إخراج المني أم تحاول ولا تصل للنشوة وتقذف؟ فهذا الأمر أيضاً من علامات البلوغ المبكرة.

4- نمو شعر اللحية والشارب وبقية الجسم، وهي من الصفات الثانوية التي قد لا تظهر مبكراً بالرغم من البلوغ نتيجة لاختلافات جينية كما ذكرنا، وعدم ظهورها لا يعني بالضرورة تأخر البلوغ.

5- نمو الأعضاء التناسلية خاصة القضيب وكيس الصفن، وتحولهما إلى الشكل الذي يكون عليه الرجل البالغ وليس الطفل الصغير من حيث طول القضيب ومن حيث زيادة كثافة ولون جلد الكيس ونمو الشعر به.

هذه باختصار علامات البلوغ والتي تحتاج إلى تتبع لهذه العلامات مع الفحص للخصية لتحديد الحجم بدقة وهل هناك ضمور أم الأمر طبيعي؟

وبالتالي تكون علامات تأخر البلوغ كالتالي:

1- عدم نمو حجم الخصيتين، حيث يظل الحجم صغيراً مثل حجم خصية الطفل بحيث يكون أقل من 2 مل.

2- عدم نمو شعر العانة.

3- عدم نمو الذكر، وكذلك عدم نمو كيس الصفن.

4- عدم نمو العضلات بالشكل المناسب للمرحلة العمرية من البلوغ، مع تأخر العلامات الأخرى مثل بقية شعر الجسم والصوت.

ويبقى زيادة حجم الخصيتين أهم هذه العلامات.

وتكون الأسباب لهذا التأخر متعددة، منها:

المجموعة الأولى يكون فيها ارتفاع في بعض الهرمونات المسئولة عن البلوغ مثل Fsh، LH بحيث يكون هناك مشكلة في الخصية، فلا تستجيب لهذه الهرمونات فلا يحدث البلوغ، مثل:

1- أسباب وراثية وتؤثر على الخصيتين، مثل متلازمة كلاينفلتر.

2- تعرض الخصية للإشعاع أو التهابات حادة أو صدمة فتؤثر على وظيفتها.

3- بعض الأمراض المزمنة منذ الطفولة فتؤثر على البلوغ.

المجموعة الثانية، ويكون فيها انخفاض في هذه الهرمونات، وأمثلة على ذلك:

1- أمراض تصيب غدة في المخ مثل الغدة النخامية وغدد أخرى، حيث يقل إفراز هذه الهرمونات والهرمونات المسئولة عنها وعن البلوغ فيحدث هذا التأخر في البلوغ.

نأتي إلى كيفية تشخيص الحالة ويكون بالآتي:

1- الفحص الإكلينيكي لمتابعة علامات البلوغ.
2- عمل تحليل هرمونات Fsh، LH، Testosterone، مع بعض التحاليل الأخرى مثل Gnrh test.

وكذلك بعض الفحوصات الأخرى إذا كان هناك شك في السبب، مثل: فحص قاع العين، وعمل أشعة مقطعية أو أشعة رنين مغناطيسي.

وبالتالي العلاج حسب نتيجة الفحص والتحاليل من حيث العلاج الهرموني البديل، والذي يتحدد بمعرفة طبيب متخصص بعد الفحص، وهو ما أنصحك به ولا حرج في العلم، فأفضل العرض على طبيب الذكورة أو طبيب غدد صماء لاستبعاد أي خلل موجود بالفعل، ففي الأغلب أن البلوغ لديك طبيعي وأن المشكلة فقط في عدم نمو شعر اللحية، وهو أمر قد يكون وراثياً ومع الوقت يحدث نمو لشعر اللحية،
وللاطلاع على مشكلة نمو اللحية؛ فعليك بالاستشارات التالية " 284542" و"257852".

في النهاية أرى أفضلية العرض على طبيب متخصص حيث يصعب عليّ وصف علاج هرموني هكذا دون فحص وتحاليل هرمونات حال وجود مشكلة هرمونية، أما في حالة عدم وجود مشكلة في البلوغ -وهو ما أتوقعه- فأمر اللحية يتحسن مع الوقت والعلاج الموضعي.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب محمد

    صلي و ادعي لله و اشكر ربك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً