الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف المطلقة من الخطاب وكيفية كسب قلب ولدها المقيم مع أبيه

السؤال

السلام عليكم.

أنا امرأة مطلقة، وقد رفض والدي أن يعيش ابني معي بعد ولادته، وطلب مني أن أبعث بولدي إلى والده لكي يتحمل تربيته، ولم أستطع رفض طلب والدي لأنه طيب جداً، فبعثت بابني لوالده، ومنذ ذلك اليوم لم أر ابني الذي وصل عمر تسعة أشهر.

علماً بأني عشت حياة صعبة مع والد طفلي، وذلك من ظلم وضرب وخيانة، بعد أن كنت الفتاة المدللة عند أهلي؛ لأنني البنت الوحيدة، وبعد طلاقي وذهاب ابني عشت حياة حزينة، وقد تعديت تلك الفترة وأكملت دراستي بفضل الله ثم والدي ووالدتي وإخواني الذين ساندوني للخروج من هذه المحنة.

وقد ساندني والدي مادياً ومعنوياً، وأعيش حياة جميلة ولله الحمد، وبعد شهرين إن شاء الله سيذهب والدي للمحكمة لإحضار ورقة أمر بأن يزورني ابني، فكيف أستطيع أن أعلق ابني بي؟ وما هي الطرق لكسب ولدي؟!

وقد تقدم لخطبتي كثيرون، ولكني قابلت عروض الزواج بالرفض خوفاً من الفشل، مع أنني على قدر كبير من الجمال والأخلاق ولله الحمد، واجتماعية من الدرجة الأولى، فأرجو نصيحتي وإفادتي.

ولكم مني جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا لا ننصحك برفض الخطاب إذا طرق الباب أهل الدين والأخلاق، وأرجو أن تهتمي برأي ووجهة نظر أهلك الأحباب، فإنهم أحرص الناس على مصلحتك وأعرف الناس بأحوال الخطاب، ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك.

وليس هناك داعٍ للخوف من الفشل، وتوكلي على الله عز وجل، واحمدي الله الذي خلصك من ذلك الرجل ثم أسعدك مع والدك وأسرتك وأعانك على إكمال تعليمك.

وأرجو أن تُعطي طفلك ما يحتاجه من العاطفة والاهتمام، ولا شك أن لوالدك هدفاً من وراء ذلك التصرف، وليس كل من يفكر في الطلاق يتذكر تلك المسؤوليات والصعوبات، وغداً سوف يطرق بابكم من ينسيك جراح الأمس، فأشغلي نفسك بطاعة الله، واستقبلي الحياة بأمل جديد وبثقة في الله المجيد، ونسأل الله أن يلهمك رشدك ويهديك للرأي السديد.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ولا تقصري في التواصل مع طفلك وسوف يعود إليك؛ لأنك والدته رغم ما حصل، فلست مذنبة وسوف تتضح الحقائق له.

وعليك بكثرة الدعاء له من أجل أن يصلحه الله ويتولاه، نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً