الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التمادي في العواطف دون إمكانية الزواج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة في الرابعة والعشرين من عمري، تقدم لي شاب منذ سنتين، وتم قبوله من قبل أهلي لأنه يطابق المواصفات التي يريدونها من حيث الجنسية والمذهب والمستوى العلمي، لكننا لم نتوفق سويا بسبب الاختلاف الكبير بيني وبينه من حيث الأفكار والآراء وعدم قدرتنا على التفاهم، فقررنا الافتراق ليرى كل منا طريقه الأصح.

ومنذ فترة عرفت شاباً يريد التقدم لي، وقد استلطفته واختبرت دينه فوجدته ملتزما عكس خطيبي السابق، وهو يخاف الله ويوجد بيننا انسجام كبير، وأفكارنا شبه متطابقة، وأرى أنه يكمل نصفي الثاني، فأحببته وارتضيته زوجاً صالحا لي، لكن المشكلة تكمن في أنه من جنسية أخرى، وهذا يخالف شروط أهلي، والمشكلة الأخرى أن معه وثيقة وليس جواز سفر، أي أن حياتنا ستكون صعبة، وسيعاني أطفالي في المستقبل، حيث لن تكون معهم جنسية، والمشكلة الأخيرة أنه من مذهب مختلف، لكني لا أجد في ذلك مشكلة طالما نحن مسلمين، ولكن الكثيرين يقولون لي أن في ذلك مشكلة في المستقبل.

وقد استخرت الله كثيراً في هذا الرجل، لكني لا أشعر بشيء عدا الخوف من رفض أهلي له، وأنا على يقين بأن أهلي سيرفضونه لأن شروطهم لا تتواجد فيه عدا أنه ذو مستوى علمي كبير، فماذا أفعل؟!

علماً بأني أحبه لعقله ودينه ولا أريد خسارته، ولكن عندما فاتحت أهلي في الحديث عنه رفضوا حتى دخوله إلى منزلنا ورؤيته، فأرشدوني.

وشكراً جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جرايس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا لا ننصحك بالارتباط به طالما وجدت هذه المخاوف، ونحن ننصحك بعدم التمادي مع العواطف إلا بعد وجود ما يؤكد إمكانية الزواج، وسوف يأتيك ما قدره لك العظيم سبحانه، وقد يصعب على كل فتاة أن تعيش مع رجل يرفضه أهلها، والأهم من هذا هو أنك أيضاً تحملين بعض المخاوف من ناحية مذهبه وأشياء أخرى؛ لأن مجرد وجود أي تردد يعتبر إشكالا.

ونحن نوصي فتياتنا بأن لا يسارعن في تكوين أي علاقات عاطفية مهما كان هدفها إلا بعد التأكد من إشراك الأهل منذ البداية؛ لأن هذا هو المقبول من الناحية الشرعية، وهو المنسجم مع الأعراف، وفيه خروج من الإشكالات المتوقعة في حال حصول تعلق بالشاب، كما هو الحاصل الآن.

والأفضل أن تبحثي عن رجل آخر، أو بالأحرى أن تسألي عن رجل آخر يصلح زوجاً لك تتوفر شروط أهلك، وأهم من ذلك أن يكون صاحب دين وخلق، ومن نفس مذهبك حتى لا تخسري حياتك الزوجية؛ لأن الزواج لا يحتمل المخاطرة.


وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرنا وأمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات