الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متلازمة داون وسبب إصابة الأطفال بها

السؤال

أنا امرأة متزوجة منذ سنتين، وولدت منذ سنة طفلاً مصاباً بمتلازمة داون والحمد لله، وبما أن هذا الطفل هو الطفل الأول الذي أنجبته فهل هناك خوف أو احتمال إصابة للطفل القادم؟ وماذا يجب علي أن أفعل؟

أنا في حالة خوف دائم وقلبي غير مطمئن، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الصبر على هذا الابتلاء.

كما تعلمين أن (متلازمة داون) (Down syndrome) والتي وصفها (جون داون John down) عام 1866م هي ليست بالقليلة، وموجودة، حيث يعرف أن ما بين كل ستمائة إلى سبعمائة من المواليد الأحياء يكون لديهم هذه المتلازمة، ويعرف أن الإنسان لديه اثنان وعشرون زوجاً من (كروموسوم Chromosome)، وهذه الكروموسومات يضاف إليها الكروموسومات التي تحمل الشفرة الجنسية، أي: تحدد نوعية المولود إن كان ذكراً أو أثنى، وذلك بعد أن تُخصب البويضة يكون مجموع الكروموسومات هو ستة وأربعين عند الإنسان العادي، ولكن بالنسبة لمتلازمة داون Down syndrome توجد هنالك علة في الكروموسوم رقم واحد وعشرين؛ حيث إنه ينشق إلى ثلاثة أجزاء، مما يجعل مجموع الكروموسومات عند حالة داون سبعة وأربعين كروموسوماً.

في خمسة وتسعين بالمائة من الأطفال يكون عمر الأم هو العامل الأساسي، بمعنى أنه إذا كان عمر الأم متقدماً حين إنجاب الطفل تكون هنالك قابلية واحتمال أكبر لأن يصاب هذا الطفل بمتلازمة داون.

أما الخمسة بالمائة الآخرون من الأطفال الذين يصابون بمتلازمة داون فلا علاقة لعمر الأم بالإصابة بهذه المتلازمة، والذي وجد في معظم هؤلاء الأمهات أنه يوجد انشطار جزئي على الكروموسوم رقم أربعة عشر ورقم واحد وعشرين، وهذا الانشطار الجزئي ربما يكون هنالك دور للوراثة في سبب هذا الانشطار، ولا نقول: إن ذلك أمر قطعي.

فجزاك الله خيراً على تواصلك واستشارتك للشبكة الإسلامية، ولذلك وددنا أن نطلعك على الحقائق العلمية، ونصيحتي لك هي أن تقابلي الطبيب المختص في علم الأجنة وعلم الوراثة حتى يقوم بإجراء فحص بالنسبة لك، وهذا الفحص لا أقول لك: إنه من الفحوصات الصعبة، ولكنه يتطلب أن يتم في مختبر معين، بمعنى أن يكون المختبر من المختبرات المتقدمة في فحص الجينات، ومن خلال هذا الفحص يمكن تحديد وضعك الإرثي: هل لديك القابلية لإنجاب أطفال آخرين بمتلازمة داون أم لا؟

أقول لك هذا لأنك في سن صغيرة ولابد أن أكون صادقاً؛ لأن احتمال العامل الإرثي قد يكون موجوداً، ولكن ليس من الضروري أن يصاب جميع الأطفال، ومن خلال الفحص الجيني الذي سوف يتم يمكن تحديد وضع الكروموسوم رقم أربعة عشر ورقم واحد وعشرين بالنسبة لك، ومن ثم يستطيع الطبيب المختص أن يحدد مدى قابليتك لإنجاب أطفال آخرين بمتلازمة داون.

هذه الحقيقة العلمية يجب أن تعرفيها، ولا تقبلي كلامي هذا على الإطلاق، وهذا ليس من الضروري أنك ستنجبين أطفالاً بمتلازمة داون، ولكن نسبة لعمرك لابد من التأكد ولابد من الفحص.

هذه هي المعلومات العلمية التي أود أن أقولها لك، وأرجو أن تقللي من خوفك وأرجو أن تحتسبي، وسلي الله تعالى الحي القيوم أن يرزقك أطفالا معافين، وإن شاء الله تعالى سوف يفرج عنك كل همومك.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً