الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج المصاب بالاكتئاب ومرض السكر

السؤال

أعاني ومنذ حوالي سنتين من حالة من الاكتئاب الشديد، علماً بأني مريض بالسكر منذ 20 عاماً، كما أن ضغط الدم لدي ليس منتظماً، فهو في الأغلب عالٍ، أجريت عملية قلب مفتوح قبل عام من الآن تقريباً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الفتاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن الاكتئاب النفسي من الأمراض الشائعة جدّاً خاصة مع مرض السكري، حيث إن مرض ارتفاع السكر يؤدي في أربعين إلى خمسين بالمائة من الناس أيضاً إلى الإصابة بالاكتئاب النفسي، وكثير من الناس لا يلاحظ هذا، ولكن هذا من الثوابت العلمية المعروفة.

الحمد لله الذي أنعم عليك بالصحة بعد إجراء عملية القلب المفتوح، والذي أريده منك ألا تلصق بنفسك مفهوم أنك مصاب بحالة اكتئاب شديد، ربما يكون عسراً في المزاج أو شعوراً بعدم الارتياح، فإن هذا يحدث للإنسان بالطبع، وحتى إن كان هذا الاكتئاب اكتئاباً شديداً فلابد من أن تتذكر الأشياء العظيمة والأشياء الجميلة والأشياء الإيجابية في حياتك، تذكر الأسرة وتذكر العمل وتذكر الأصدقاء، وتذكر أن الله تعالى قد أنعم عليك بنجاح هذه العملية الكبيرة وأنك أفضل من كثير من خلق الله.

وأيضاً تأكد أن الاكتئاب النفسي أياً كان فإنه يمكن علاجه، وأحد وسائل علاجه هي: عدم الاستسلام له، وأن يعلم الإنسان أنه أقوى من الاكتئاب وهذه حقيقة أساسية.

سيكون من المفيد لك أن تمارس الرياضة - خاصة رياضة المشي – لأن الرياضة تساعد في تحسين المزاج وإزالة القلق وتساعد على الاسترخاء، وأنت حاجتك لممارسة الرياضة واضحة جدّاً لأنك تعاني من مرض السكر، وهذه المعاناة من مرض السكر بالطبع قد تؤدي إلى صعوبات وتعقيدات في الشرايين والأوردة، وأنت لا تريد عرضة لأي مشاكل طبية لاحقة، فممارسة الرياضة قطعاً ستكون أمراً مفيداً لك بالنسبة لمرض السكر وكذلك القلب وحتى بالنسبة لضغط الدم، فأرجو أن تضع للرياضة أهمية في حياتك وسوف تجد ثمار ذلك - إن شاء الله تعالى -.

في مثل عمرك وبما أنك تعاني من هذه الأمراض العضوية – نسأل الله أن يشفيك منها – وحدثت لك النوبة القلبية أياً كانت شدتها، نرى هنا أن العلاج الدوائي سيكون جيداً وسيكون مفيداً، والدواء الذي نتخيره لابد أن يكون علاجاً سليماً ولابد ألا يتفاعل مع الأدوية الأخرى التي تتناولها، لأني أحسب أنك تتناول أدوية للقلب وكذلك أدوية لمرض السكري.

الدواء الذي حقيقة أفضل أن تتناوله هو العقار الذي يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (إستالوبرام Escitalopram) وهو من الأدوية المضادة للاكتئاب وهو علاج فعال وعلاج سليم ولا يتفاعل سلباً مع الأدوية الأخرى، وهذا أمر ضروري كما أكدت لك ذلك.

ابدأ في تناول (السبرالكس) بجرعة عشرين مليجرام ليلاً، واستمر على هذه الجرعة يومياً لمدة شهر، ثم بعد ذلك أرى أن ترفع الجرعة إلى عشرين مليجرام وهي الجرعة العلاجية الرئيسية – واستمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى عشرة مليجرام ليلاً، وأفضل أن تستمر عليها لمدة عام؛ لأن مدة الوقاية بالنسبة لمريض السكري والذي في مثل عمرك من أفضل أن تكون مدة العلاج مدة أطول، ولا خوف مطلقاً من تناول هذا الدواء في هذه المدة؛ لأنه من الأدوية السليمة.

إذن هذا الدواء من الخيارات الطيبة وأرجو أن تتناوله بانتظام بالطريقة التي ذكرتها لك، وعليك أيضاً أن تطبق الإرشادات السلوكية السابقة من تفكير إيجابي وفعالية وتفاؤل وممارسة للرياضة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً