الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استمرارية الحب بين الزوجين وكيفية تحصيله

السؤال

أريد أن أكون زوجة يحبها زوجها بجنون طول العمر؛ لأني سمعت كثيراً عن البرود العاطفي بين الزوجات، وكثيراً عندما أتحدث عما أريد أن أفعله مع زوجي من حب أبدي يتهمونني بالخيالية، فهل فعلاً الحب لا يستمر طويلاً كما أتخيل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الحب يستمر في طول الحياة ويمتد مع أهل الوفاء لما بعد الممات، وقد يجمع الله الحبيب بمحبوبته (زوجته) في الجنات، وقدوة الناس في ذلك هو خاتم الرسل والرسالات، فأنت صادقة ويمكن أن يحصل ذلك إذا سقينا شجرة الحب بروح الإيمان والتعاون على طاعة الرحيم الرحمن، وحصل الفهم للشخصية، واشترك الجميع في طاعات رب البرية كحلقة التلاوة اليومية والتعاون على الأعمال الخيرية؛ لأن القلوب بيد رب البرية، القائل: ((لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ))[الأنفال:63].

أرجو أن يتذكر أهل الإسلام وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لخديجة – رضي الله عنها -، وذلك الوفاء الذي امتد إلى صديقاتها وقريباتها، حتى غارت أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – على خديجة رغم أنها لم ترها، وقد كانت عائشة أيضاً نموذجا في الحب المستمر والتعلق الشديد بصاحب الرسالة، وربما عبرت عن ذلك أحياناً بشدة الغيرة، والغيرة دليل على الحب فلا يتصور وجوده بدونها، ولكن منها ما هو ممدوح ومنها ما هو مذموم.

قد عبرت كثير من النساء عن شدة حبهنَّ لأزواجهنَّ كما عبر كثير من الأزواج عن صدق الود، كما قال الإمام أحمد عن زوجته يوم وفاتها: "والله ما اختلفنا في كلمة".

هذه بعض مكونات الوصفة السحرية لدوام المحبة:

(1) الاستمرار في طاعة الله والتعاون على ذلك والتواصي بالحق والصبر، فإنه ما حدث خلاف بين زوجين أو صديقين إلا بذنب أحدثه أحدهما.

(2) كثرة اللجوء إلى مصرف القلوب، قال تعالى: ((وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ))[الأنبياء:90].

(3) تقديم التنازلات، وإبراز الحسنات، والعفو عن الهفوات.

(4) الحكمة في التعامل، كما قال أبو الدرداء لزوجته عند دخلتهما: (إذا غضبت فرضني، وإذا غضبت رضيتك وإلا لم نصطحب).

(5) حسن الاستقبال للزوج، والابتسامة عند طعامه، والهدوء عند منامه، وحسن الوداع له عند خروجه، والسؤال عنه عند غيابه.

(6) الاهتمام بالمظهر والزينة، والتجديد في ذلك، والاهتمام بنظافة الأبناء ودراستهم.

(7) المشاركة الوجدانية في المشاعر والآلام والآمال.

(8) الاحترام المتبادل لأهل كل من الزوجين.

(9) المواظبة على ذكر الله، والحرص على إخراج الشيطان من المنزل.

(10) الصبر والصبر والصبر.

هذه وصيتي لك بتقوى الله، وكم أنا سعيد بفكرة السؤال، وأحسب أنها مفتاح للنجاح بعد توفيق الفتاح، وأسأل الله أن يبلغك المقصود، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً