الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأرق والامتحانات.. العلاقة بينهما وتأثيرهما على النوم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عند اقتراب موعد الامتحان أنام ساعة أو ساعتين ثم يهرب عنّي النوم، وأحياناً أعجز عن النوم وأغفو قليلاً فجراً، نفس الحالة عند وقوع مشكلة أو غضب أو قلق.

أناشدكم مساعدتي على حلّ هذه المشكلة التي تعذّبني كثيراً.

وجزاكم الله كلّ خير والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا النوع من القلق – القلق المصاحب للامتحانات – الذي يؤدي إلى الأرق وضعف النوم هو ظاهرة معروفة، وحقيقة القلق في حد ذاته يعتبر طاقة نفسية مطلوبة من أجل تحسين الدافعية والمثابرة لدى الإنسان، ولكن أتفق معك حين يؤدي الأمر إلى فقدان النوم أو اضطرابه بصورة ملاحظة فهذا قد يؤدي بالطبع إلى الشعور بالإجهاد النفسي والجسدي.

عموماً هذه الظاهرة ليست ظاهرة مزعجة بالدرجة التي تتصورها، فهي - إن شاء الله تعالى – مؤقتة وسوف تزول، والذي أنصحك به أولاً أن تفكر في أنك يجب أن تأخذ الراحة الكافية ويجب أن تدير وقتك بصورة صحيحة، بمعنى أن تخصص وقتاً للراحة، وتخصص وقتاً للمذاكرة والتحضير للامتحانات، ويجب أن تمارس أي نوع من الرياضة – هذه ضرورة مهمة جدّا – ويجب أن ترفه على نفسك بما هو مشروع – أيضاً هذا أمر هام وضروري جدّاً - .

وبالنسبة لتحسين صحتك المنامية فسوف تساعدك - إن شاء الله تعالى – التمارين الرياضية، وأيضاً كن حريصاً في المحافظة والالتزام على أذكار النوم فهي تساعد على جلب الطمأنينة وعلى إتيان النوم أيضاً.

البعض يلجأ بالطبع إلى استعمال بعض الحبوب المنومة في مثل هذه الحالات، وأنا حقيقة لا أميل لاستعمال هذه الأدوية، ولكن الذي أنصح به وأود أن أنصحك أنت أيضاً بذلك هو أن تتناول أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق، ومن أفضل هذه الأدوية عقار يعرف تجارياً وعلمياً باسم (موتيفال Motival) وهو من الأدوية الجيدة جدّاً وليس إدمانيا وليس تعوديا ولا يؤدي إلى نوم زائد، ولكنه دواء استرخائي سوف يساعدك في تقليل القلق ومن ثم تستطيع النوم.

أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً وتستمر على هذه الجرعة، وأعتقد أنها سوف تكون كافية – ولكن إذا ظل مستوى اليقظة والقلق مرتفعاً لديك فيمكن أن ترفع الجرعة إلى حبتين في اليوم وذلك بتناول حبة واحدة في الصباح، وحبة واحدة في المساء، وأنا على ثقة كاملة أنه - إن شاء الله تعالى – لن يخل بدرجة اليقظة لديك، لأنك بالطبع في حاجة لئن تحضر للامتحانات.

أيضاً حاول دائماً أن تركز على المذاكرة والاستذكار في فترة الصباح، وحاول أن تنجز، بمعنى أن تراجع كل ما تريد في وقت معقول: في النهار وفي بدايات الليل، وحين تحس أنك قد أنجزت في هذا اليوم بعد ذلك - إن شاء الله تعالى – سوف يتغير شعورك وسوف يأتيك النوم وسوف تنام - إن شاء الله تعالى – قرير العين.

من أكثر الأسباب التي تمنع النوم في أثناء الامتحانات هو خوف الطالب من المادة المتراكمة، وأن يحس أنه قد قصَّر، وأن يحس أنه لن ينجز في وقت مبكر في أثناء اليوم وفي بدايات الليل كما ذكرت لك؛ لأن الشعور بالإنجاز سوف يبعث الطمأنينة لديك، أما إذا تركت الأمور متراكمة فسوف تحس بالقلق وأنه لابد أن تذاكر ولابد أن تسهر ساعات طوال، وهذا بالطبع سوف يحرمك النوم.

نصيحتي لك أيضاً أن تقلل من تناول الشاي والقهوة بقدر المستطاع.

أما بالنسبة أن الحالة تنتابك أيضاً عند الغضب وعند القلق، فإن هذا في رأيي كله راجع لشخصيتك، فربما تكون شخصيتك من النوع الحساس ومن النوع الذي لا يتحمل الكتمان، وهذا يؤدي إلى احتقانات نفسية داخلية ينتج عنها القلق والتوتر وعدم النوم، فحاول أن تتجنب الغضب بقدر المستطاع فلا تغضب، لا تغضب، وكن من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، وكن من المحسنين فإن الله يحب المحسنين، وهذا في حد ذاته يجعلك مطمئناً.

أرجو أن تركز كثيراً على الرياضة، لأنها سوف تفيدك أيضاً.

- جزاك الله خيراً، وأسأل الله تعالى لك العافية، وهذه المشكلة مشكلة بسيطة فيجب ألا تشعر بأنها تعذبك، فقط عليك بتطبيق الإرشادات السلوكية السابقة، وكل عام وأنتم بخير.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً