الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغيرة الشديدة وسرعة الغضب وعلاجها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا فتاة عمري 19 عاماً، أدرس في المرحلة الجامعية، وأعاني من الغيرة الشديدة والتعصب والغضب بسرعة؛ مما يسبب لي قلقا دائما؛ وينعكس ذلك على تعاملي مع والدي فأصير قليلة الأدب، وأجرح الكثيرين من حولي، حتى أصبح الناس كلهم لا يتحملونني.

علماً بأني طيبة القلب، وكريمة، وأتعامل مع الجميع بحسن النية، وعندما أنام أندم على ما فعلته، ولكني أكره من يسيء إلي ولا أتحمله حتى وإن كانا والديّ، ولا أعرف كيف أتصرف، وأشعر أني حساسة جداً، وأكبت أشياء في داخلي ولا أحكيها لأحد، وأشعر دائماً بالنقص رغم أنني أملك كل شيء، وأخجل كثيراً ولا أتكلم مع الناس، وأفعل الأشياء بمفردي، ولا أتعامل مع الناس، ولدي طموح كبير، وقد أصبت بالإحباط كثيراً، وأحافظ على الطاعات، وأخاف الله كثيراً، فساعدوني كي أكون طبيعية ومحبة للناس.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hiba حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن طاعتك لله سوف تقودك إلى الخيرات فتوجهي لرب الأرض والسموات، فإنه الهادي إلى أطيب الأخلاق وأكمل الصفات، واعلمي أن تصحيح الوضع ممكن بحول الله وقوته، والنفس تحتاج إلى ترويض وقهر وتدريب، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يصلح لنا ولك الأحوال، وأرجو أن تنتبهي لما يلي:

1- كثرة اللجوء إلى الله.
2- حاولي تفادي أسباب الغضب.
3- تذكري أضرار الغضب عليك صحيا ونفسيا واجتماعيا.
4- حاولي القراءة عن الحلم والعفو وتمثلي بأخلاق الفضلاء والفاضلات.
5- عندما يأتيك الغضب عليك باتباع الإرشادات الشرعية، وهي: التعوذ بالله من الشيطان، وذكر الرحمن، ومفارقة المكان، وحبس اللسان، وتغيير الهيئة بقدر الإمكان، ثم الوضوء كما علمنا المبعوث من عدنان، فإذا اشتد الغضب فصلي لمالك الأكوان.

وإذا علم الإنسان أن الغضب من الشيطان، وأن هم هذا العدو هو أن يحزن الإنسان، وتذكر الغضبان هيئته ومنظره عند الغضب سهل عليه ترك الغضب، ولا يخفى عليك أن للوالدين مكانة عظيمة، ورغم أنهم سوف يعذرونك ويحتملونك لأنهم يحبونك ويريدون لك الخير، إلا أننا ندعوك إلى تفادي الاحتكاك معهم أو رفع الصوت عليهم، فإن ذلك لا يليق بأمثالك من الفاضلات المطيعات لرب الأرض والسموات.

والمسلمة لا تستغني عن التعامل مع الناس، ولكن عليك أن تختاري الصالحات، وتجنبي الكبر والتعالي، واعلمي أنك تحتاجين لغيرك وأنهم يحتاجون إليك، فأشغلي نفسك بالمفيد، وأكثري من تلاوة كتاب ربك المجيد.

وإذا لم تكن للغضب أسباب ظاهرة فأرجو مراجعة الطبيب، كما أرجو أن تواظبي على أذكار المساء والصباح، وعليك بقراءة الرقية الشرعية، وذكّري نفسك بفضل الصبر وبمكانة الصابرين عند رب العالمين، وحاولي أن تنظري للدنيا بأمل جديد وبثقة في الله الحميد، وحاولي تفسير تصرفات من حولك على أحسن محاملها، ولا تظني بكلمة شرا وأنت تجدين لها في الخير محملاً.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بالاستغفار، وبالصلاة والسلام على رسولنا المختار، نسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً