الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما حكم العملية التجميلية لأنف الفتاة في ظل الإحساس بتشويه الجمال؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أستشيركم في موضوع وإن كان يحرجني قليلاً إلا أنه يهمني كثيراً.

وهو أنني فتاة في السابعة والعشرين من العمر، حفظت القرآن في صغري ونشأت في بيئة محافظة ولله الحمد، وأنا الآن أحضر الماجستير.

ما يؤرقني هو أنه إلى الآن لم يتقدم لخطبتي أحد باستثناء ابن عمتي، والذي لا أدري ما سبب تراجعه المفاجئ بعد تقدمه لخطبتي بل وإصراره على ذلك منذ صغره، ما يقال حولي هو أنه كان مستعجلاً جداً ولم يطق انتظاري لأكمل الفصل الأخير من دراستي في الجامعة، بل وتزوج من ابنة خالته والتي هي ابنة عمتي وانتهى الأمر على ذلك، وبقيت أنا لا يتقدم أحد لخطبتي باستثناء بعض الأحاديث التي كانت مجرد إشاعات لم يتحقق منها حديث واحد.

لذا دائماً ما كنت أتساءل مع نفسي: ما سبب هذا العزوف المتواصل عني، وبدأ خوفي يزداد من شبح العنوسة التي أجّج نارها كثرة أسئلة من حولي: أتزوجت أم لا؟ مع نظرة شفقة تزامن هذا السؤال، وقلق والدي الدائم الذي بدأت ألحظه رغم تحفظهما وتكتمهما عن هذا الموضوع.

وجواباً لتساؤلات نفسي بدأت أنظر في مواصفات المرأة المطلوبة، فلمستها في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها) فأخذت أنظر ما يتوافق منها في.

فمن ناحية المال فأموري ميسورة -ولله الحمد- خاصة لو قبلت كمعيدة في الجامعة؛ حيث إن معدلي ممتاز ويؤهلني لها.

ومن ناحية الحسب فأنا من عائلة محترمة جداً ومعروفة.

ومن ناحية الدين فلا أزكي نفسي فكل بني آدم خطاء، ولكني دائماً ما أعود وأرجع وأصلح من سلوكياتي وأخلاقي درءاً لها من كل ما يشين وينفر.

ومن ناحية الجمال فأنا على قدر متوسط منه، وما يعيبني فيه هو أنفي الكبير بعض الشيء والذي يسبب لي الإحراج والخجل، وكثيراً ما أتوارى بسببه وأفقدني الثقة، وبصراحة أرى أنه المسئول الأول عن هذا الصدود، ولهذا يراودني أن أجري له عملية جراحية تجعله في الحجم الطبيعي، وقد فاتحت والدي بهذا الشأن فأبدى موافقته في حالة جوازه شرعاً.

ولأنني لا أريد الاعتراض على خلق الله ولا أريد أن أغير خلق الله فقد خلقنا في أحسن تقويم، لذا فأنا حائرة مترددة ومشتتة بين هذا وبين أن أبقى هكذا مفتقدة للسكن والمودة والرحمة وإلى الشخص الذي يشاركني همي ويشاطرني حياتي.

وبصراحة فنفسيتي في الآونة الأخيرة بدأت تستاء وبدأت أفقد الأمل وأخاف من عواقب هذا الحرمان.

لذا فسؤالي: هل أجري العملية مع العلم أنها بسيطة، فهي تحتاج لتخدير موضعي وبقاء في المستشفى ليوم واحد فقط؟

آمل منكم الإجابة عن سؤالي دون إحالة، وأعتذر جداً عن الإطالة، ولكم جزيل شكري وفائق امتناني.

وفقكم الله لفعل الخير، وأنالكم سعادة الدارين، وأعلاكم من الجنة منزلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أجد من كلام الأخت السائلة أنها على قدر كبير من الأخلاق والدين وهذا هو سر اهتمامها بالأمر.

كبر حجم الأنف صفة وراثية لدى الكثير من الناس، ولكن ليس الكل يرغب في تغييره، بعضهم بسبب الدين والآخر لا يلقي له بالاً.

بالنسبة للعملية هي من العمليات السهلة الممتنعة، حيث إنها تحتاج إلى الكثير من الخبرة والمهارة من الطبيب المعالج حتى يستطيع أن يفي باحتياج المريض، فأوصي الأخت السائلة بالتحقق من خبرة الطبيب.

التغيير الحاصل هو تغيير جزئي لا يؤثر على الشكل العام، ولكن يحسن النقطة المزعجة للسائلة.

وهذه لا تنطوي تحت بند تغيير خلق الله، لا سيما إذا كان هذا التشويه واضحاً، أما إذا كان التشويه بسيطاً فيحسن الامتناع عنه خروجاً من الحرج الشرعي في هذه الحالة، أي: يباح فقط إذا كان التشويه ظاهراً، فالتحسين والتجمل مطلب شرعي ولا يوجد في الشريعة الإسلامية ما يمنع من العملية إذا كان أي من أعضاء الإنسان مشوهاً.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً