الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما المواصفات المطلوبة في الخاطب والمخطوبة؟

السؤال

السلام عليكم

ما هي الصفات التي يجب أن أتصف بها والطريق التي يجب أن أسلكها كي أكون زوجاً صالحة مثل أمنا خديجة وعائشة -رضي الله عنهن وأرضاهن- ولكي أعيش أنا وزوجي في جنة الدنيا قبل الآخرة ليرزقنا الله رجالا مثل سيدنا عثمان بن عفان وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم وأرضاهم؟

أتوسل إليكم أن تخبروني بشرح واستفاضة، وكيف يمكن ممارسته في الحياة اليومية مع عائلتي كي أكون مطمئنة أنني في الطريق الصحيح الذي سوف يوصلني إلى غايتي -إن شاء الله-؟

مع العلم أنني لست متزوجة ولا مخطوبة ولكني أريد أن أتعلم فنون الحياة الزوجية، وكذلك أريد أن تفيدوني وتدلوني بعلمكم وخبرتكم على أهم الصفات التي يجب أن يتصف بها شريك حياتي لكي يساعدني في تحقيق أمنياتي.

وكيف يمكن أتأكد بأن تلك الصفات متوفرة لديه؟

وجزأكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Wafae حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يبارك فيك وأن يُكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمنَّ عليك بزوج صالح يكون عوناً لك على طاعته ورضاه، وأن يجعلك وإياه من أهل الجنة.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة- فإنها لغاية عظيمة جدّاً أن تكون الفتاة المسلمة راغبة أن تكون مثل أمنا خديجة -رضي الله تعالى عنها- وأمنا عائشة -رضي الله تعالى عنها- وأمثال الصحابيات الصالحات اللواتي عشن مع النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فهذا هدف عظيم وتلك غاية سامية.

ولتحقيق هذا الهدف -بارك الله فيك- فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنتي).

فهؤلاء النسوة وهذه القدوة الصالحة التي تكلمت عنها في أمنا خديجة وأمنا عائشة وغيرهنَّ -رضي الله تعالى عنهنَّ جميعاً- إنما ربَّاهنَّ القرآن والسنة، ولذلك قراءتك للقرآن الكريم، خاصة إذا كان هناك شيء من التفسير لآيات القرآن وقراءتك لبعض سنة النبي محمد عليه الصلاة والسلام ككتاب (رياض الصالحين) -مثلاً- مشروحاً تستطيعين أن تتعرفي منه على هدي النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- في حياته من الألف إلى الياء.

أو قراءة كتاب عن صفات المرأة المسلمة، صفات أمهات المؤمنين، هذه كتب تعينك - بإذن الله تعالى – على أن تسلكي السبيل الذي تريدين، وأن تكوني أنت وزوجك في جنة الله تعالى في الدنيا قبل الآخرة.

هناك أيضاً كتب بعنوان (كيف تكسبين زوجك)، هذا كتابٌ مفيد أيضاً ورائع، لو منَّ الله - عز وجل - عليك بقراءته فإنه كتاب إسلامي يُبيِّن لك -بارك الله فيك- ما أنت في حاجة إليه، ويُبيِّن لك ما تحتاجينه للتعامل مع زوجك وللوصول إلى قلبه، وهناك أيضاً كتاب (كيف تكسب زوجتك). أيضاً كما أن هناك كتبا (كيف تكونين أمّاً رائعة صالحة)، (كيف تكونين قدوة حسنة)، هذه كتب موجودة في المكتبات، ولذلك تستطيعين -بارك الله فيك- أن تذهبي إلى هذه المكتبات الإسلامية وأن تسألي مَن هم من المتخصصين لديكم في بلادكم في الجانب الإسلامي، ولعل هناك عناوين غير العناوين التي عندنا أو لعل هناك كتب نحن لم نسمع بها أو لعل الكتب التي أذكرها ليست متوفرة لديكم، فأنصح -بارك الله فيك- أن تتوجهي إلى المكتبات الإسلامية وأن تسأليهم هذه الأسئلة، وأنا واثق أنهم -بإذن الله تعالى-سوف يكونون عوناً لك ويعطونك الشيء المناسب؛ لأن هذا متوقف -بارك الله فيك- على مستواك الثقافي وعلى رصيدك من القراءة السابقة وعلى ظروفك الذي أنت فيها.

الآن: هل أنت لديك فراغ كامل أم أنك تعملين مثلاً والفراغ عندك قليل، هل أنت ظروفك النفسية جيدة؟

هذه عوامل كلها تساعد في تحديد نوع الكتاب الذي ينبغي أن يقرأه الإنسان، أما الكلام العام فنحن نتكلم كلاماً عاما؛ ولذلك أنا أنصح كما ذكرت: إما أن تذهبي لبعض العلماء الثقات المشهورين بالورع والديانة والصلاح والتقوى أصحاب العقيدة الصحيحة ليس هؤلاء المشايخ الذين غرقوا في الصوفية المصابة بالغلو أو لتذهبي لأحد المكتبات الإسلامية وتطلبي منهم ذلك: (أنا أريد كتاباً مثلاً يفعل كذا).
أقول: لعل لديكم كتبا في المغرب نحن لم نسمع بها هنا، وقد أصف لك بعض الكتب وهي ليست موجودة، فمثلاً في بلادكم تكون هناك مشكلة، ولكن أقول -بارك الله فيك-قطعاً هناك كتب، وإذا قدر الله تعالى ولم تجدي هذه الكتب فبمقدورك أن تأخذيها من أي دولة من دول الخليج أو من مصر مثلاً أو من الشام، وإذا لم يتيسر فمن مكة إذا كان أحد ذاهبا هناك إلى تلك البلاد من الممكن أن يسأل في المكتبات، ولكن لابد كما ذكرت معرفة مستواك التعليمي ومعرفة ظروف الفراغ الذي عندك والظروف الصحية والنفسية؛ لأن هذا يساعد في تحديد الكتاب بدقة - بإذن الله تعالى-.


أما كيف تعرفين أنك مطمئنة إلى الطريق الصحيح؟ فكما ذكرت لك إذا ربنا -جل وعلا- منَّ عليك -إن شاء الله تعالى- بقراءة القرآن وتفسير من التفاسير المختصرة وفهم كلام الله تعالى، وكتاب ككتاب (رياض الصالحين) في هدي خير المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وقرأت هذه الكتب واجتهدت في تطبيقها فستكونين على الطريق الصحيح - بإذن الله جل جلاله-.

هناك أيضاً كتب في العقيدة بسيطة تستطيعين -بإذن الله عز وجل- أن تتعرفي على عقيدة أهل السنة والجماعة، فهنالك كتاب مثلاً يسمى (أعلام السنة المنشورة)، هذا في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة، ويوجد كتاب يسمى (عقيدة أهل السنة والجماعة) للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- أيضاً هو كتاب مبسط ولكنه يأتي بعقيدة أهل السنة والجماعة التي هي التوحيد وحق الله -تبارك وتعالى- على العبيد.

وهناك كتاب يسمى (التوحيد) للإمام محمد بن عبد الوهاب مشروحاً، وهو طبعاً كتاب موسع إذا استطعت أو إذا أردت أن تقرئي في التوحيد أكثر وأكثر -بإذن الله تعالى-.

أنت طبعاً لست متزوجة إلى الآن وترغبين أن تتعرفي على الصفات التي يجب أن تتوفر في زوجك، والصفات هذه بيَّنها النبي -عليه الصلاة والسلام- حيث قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، فأنت تحتاجين إلى أمرين أساسيين: الأمر الأول الدين، والأمر الثاني الخلق.

والدين هذا نعرفه بالمسجد، ونعرفه من تعاملات الناس، ونعرفه بالخلق، فهذا الأخ الذي يأتيك لا بد أن يُسأل عنه هل هو من أهل الصلاة ومن أهل المحافظة على الصلاة في جماعة، هل هو مثلاً في حياته يطبق الدين ولا يقع في الحرام.

وفي الأخلاق نفس النظام: كيف يتعامل مع أمه وكيف يتعامل مع أخواته، وكيف يتعامل مع والديه عموماً؟ كيف يتعامل مع جيرانه وكيف يتعامل مع زملائه في العلم؛ لأن هذه كلها تبين حقيقة قضية الخلق التي وضعها لنا النبي -صلى الله عليه وسلم-.

هذه هي الصفات المطلوبة، إضافة لهذا هناك صفة مهمة وإن كانت ليست بهذه الأهمية، وهي أن يكون قادراً على الإنفاق عليك؛ لأن الله تبارك وتعالى أمر:

(وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً)، [النساء:4]، وقال: (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ)، [الطلاق:7].

فإذن المطلوب من الرجل أن ينفق على زوجته وعياله وأن يحرص على تأسيس بيت طيب مناسب يتناسب مع إمكاناته وقدراته، وأن يكون هذا البيت بيتا آمنا وبيتا أمينا، تأمن فيه المرأة على نفسها وعلى عرضها وعلى أولادها وعلى مالها، إلى غير ذلك.

فإذا توفر ذلك فتوكلي على الله، وأسأل الله -عز وجل- أن يمنَّ عليك بزوج صالح وأن يثبتك على الحق وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يكرمك -بإذن الله تعالى- بمعرفة السبيل الذي يوصلك إلى الجنة والطريق الذي يجعلك متأسية ومقتدية بأمهاتنا أمهات المؤمنين خديجة وعائشة وصفية وحفصة وأم سلمة وغيرهنَّ من زوجات النبي الكريم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-.

هذا وجزاك الله خيراً ووفقك الله لكل خير.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر lina

    بارك الله فيك على هذا التوجيه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً