الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاختيار بين عمل مميز محاط بالكثير من المغريات والفتن أو البحث عن عمل آخر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله فيكم وبجهودكم المباركة، وأسأل الله العظيم الذي جمعني بكم في هذه الدنيا على الشبكة أن يجمعني بكم في هذه الدنيا ثم يجمعني بكم يوم نلقاه وهو راض عنا.

السيد الدكتور أحمد الفرجابي، لقد كان لكلامك وقع كبير في قلبي ونفسي وتأثرت به كثيراً، واستجبت لما أمرتني به فغيرت عملي بعد فترة شهر أو أكثر، فوجدت راحة عظيمة وبقيت في عملي الجديد مدة أربعة أشهر، ولكن بعد أن اطمأننت إلى أن قلبي أصبح فارغاً مما كنت أشكو منه عدت إلى مكان عملي الأساسي؛ لأن في تركي له فقدان الكثير من الميزات، ولكن يا للأسف عاد ما كنت أشكو منه وعاد ضيقي وحزني لما كان عليه، وكما قلت أنت فإن استمرار الوضع يزيده تعقيداً.

علماً بأنه لا طاقة لي على الزواج، فأرجو أن تشيروا علي: هل أترك عملي نهائياً إلى عمل أدنى منه ويعوّضني الله أم أصبر عسى الله يجعل لي مخرجا من حيث لا أحتسب؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن في التضحية الامتيازات من أجل سلامة القلب والدين بلوغا للخير، والعافية والسلامة لا يعدلها شيء، وقد جربت ورأيت الآثار والثمار واعلم أن ما عند الله خير للأبرار وتوكل على الواحد القهار ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك الأخيار.

وأرجو أن تعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وأن العبرة في الأرزاق ليس بكثرتها ولكن ببركتها، والبركة لا تنال إلا بالإيمان والتقوى، كما أن الإنسان يهدف من كل عمل إلى الوصول إلى راحة النفس وطمأنينتها وهذا لا ينال إلا بغض البصر، والبعد عن أماكن الفتن، ومن هنا فنحن ندعوك إلى البحث عن عمل تعان فيه على الطاعات وتبتعد فيه عن الفتيات، مع ضرورة أن تعجل بطلب العفاف من خلال الدخول -القفص الذهبي- لأن الحل الأكمل للشهوة هو الزواج كما أوصى بذلك رسولنا -صلى الله عليه وسلم- فقال: (يا معشر، الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

وليت الشباب أدركوا أن الفقر لن يكون عائقاً أمام الزواج؛ لأن الله سبحانه يعين طالب العفاف، ولأن المرأة تأتي برزقها ولأن طعام الاثنين يكفي الأربعة، وقبل ذلك فإن الله سبحانه يقول: (إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)، [النور:32]، وأيقن السلف بذلك فكانوا يلتمسون الغنى في النكاح، والعلاقة بين الغنى والنكاح واضحة ومشاهدة، والسر في ذلك -والله أعلم- هو أن الشاب يشعر بقيمة الدرهم والدينار بعد الزواج فيجتهد في العمل، كما أن الزوجة الصالحة تعين زوجها على حسن التدبير، وإذا لم يتيسر الزواج فإن الله يقول: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا)، [النور:33] فلا بديل للعفاف إلا العفاف.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وشكراً لك على الاستجابة والتواصل مع موقعك، ونحن في خدمة شبابنا الأعزاء، ونسأل الله أن يصرف عنك السوء والفحشاء وأن يملأ نفسك بالإيمان والطهر والتقى وأن يرزقك بالصالحة من النساء، وأن يسعدكم بالبررة والأتقياء.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً