الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية معرفة الأسباب لخوف الفتاة الشديد من موضوع الزواج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة رمزت لاسمي بــ (س-ص)، أبلغ من العمر (20) سنة، أدرس بالمرحلة الجامعية.

أعاني من أنني أخاف من الزواج ليس لسبب معين، وعندما يأتي أحد ليحدثني بالأمر أشعر بخوف شديد وعدم ارتياح ويحمر وجهي، وأشعر بخفقان القلب، عدم وضوح الرؤية في العين، برودة أطرافي، أشعر بدوار وكأن الدنيا تدور من حولي، وإذا طال نقاشهم وأحسست أنهم جادون تأتيني رغبة في البكاء ويزداد الخوف.

أيضاً: يضايقني عندما أكون في مكان ما ويتحدثون عن أمر الزواج يحمر وجهي مع أنهم لا يقصدونني بحديثهم، فقط تكون مناقشة بنات مع بعضهن.

وأيضاً عند ذكر بعض الأشخاص الذين حاولوا الارتباط بي وأنا لا أريدهم أبداً، ومع هذا فقط بمجرد ذكر أسمائهم يحمر وجهي ويتضح عند الجالسين معي بأن هنالك شيئاً غريباً، وأنا أخجل من هذا الشيء لأنه يتضح أن هناك شيئاً غير طبيعي.

وبشكل مستمر لا أستطيع أن أخبئ ما أشعر به، فهو يتضح على وجهي، حتى إن أخواتي وبعض أقاربي يسخرون مني، وينتقدون هذا الشيء، وأنا ليس بيدي شيء، ولم أستطع أن أغير نفسي، فكرت ألا أخرج من البيت ولا أجتمع بالناس، لماذا هذه الاضطرابات؟ وهل هناك من حل؟

وبماذا تنصحونني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ س-ص حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإن معرفة السبب تساعد بعد توفيق الله على إزالة الخلل والعطب، ومرحباً بابنتنا الفاضلة في موقعها، ونسأل الله أن يلهمك رشدك والسداد، وأن ينفع بك البلاد والعباد.

وأرجو أن تعلمي أن في الزواج سعادة للرجل وللمرأة، وسكناً واستقراراً وأمناً وطمأنينة، قال تعالى: ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً))[الروم:21]، وقال تعالى: ((هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ))[البقرة:187]، واللباس هو أقرب الأشياء للإنسان، وفيه حماية ووقار، فللنساء خلق الرجال، وللرجال خلق النساء، والشيء يستريح إلى أصله، والله سبحانه يقول: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا))[النساء:1]، ولست أدري ما هي أسباب الخوف الذي يسيطر عليك من الزواج؟

فإن معرف السبب تعين على إصلاح العطب، وهل كانت هناك مشاكل بين والديك؟ وهل تعرفين امرأة عاشت تجربة مُرة مع زوجها، وهل تعرضت في حياتك لتحرش وشر؟ وهل لديك صديقات تعرضن لمشاكل في البيوت أو الحياة؟ وهل تأثرت بامرأة فاشلة في حياتها الزوجية؟ وهل استمعت لقصص مخيفة عن الزواج؟

وإذا لم تكن هناك أسباب واضحة فهل بالإمكان تحديد نقطة البداية لتلك المخاوف؟ وهل حاولت قراءة الأذكار والرقية الشرعية؟ وهل أنت مواظبة على الصلوات والطاعات؟ وهل تشعرين بأشياء غير طبيعية؟ وهل حاول أهلك عرضك على طبيبة نفسية موثوقة في دينها وعلمها؟

وسوف نكون سعداء إذا وصلتنا إجابة عن الأسئلة المذكورة أعلاه.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأحذّرك من محاولة الانعزال والهروب من المجتمع، فإن مثل هذا التصرف سوف يعمّق المشاعر السالبة.

وأرجو أن تذكري لنا كل شيء، ومن حقك أن تطالبي بحجب الاستشارة والأسرار محفوظة.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً