الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحركة الزائدة عند الأطفال

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من مشاكل كثيرة نفسية وأيضاً مع زوجي بسبب تصرفات ابني البالغ من العمر 11 سنة، فهو كثير المشاكل في المدرسة والبيت أيضاً، وعديم التركيز في المدرسة، ولا يركز في دروسه، وهم دائماً يشتكون من هذا الأمر، كما أنه كثير المشاكل مع رفاقه، فهم لا يحبون اللعب معه، يضحك بدون سبب في مواقف لا تسبب الضحك أبداً، بل على العكس هو عنيد جداً وعصبي ومتوتر دائماً بل ومتذمر في كل شيء، وهو يتبول في فراشه مع أنني عالجته لكن دون جدوى، لا أدري ماذا أفعل معه؟ أنا متعبة جداً، مع العلم أن جده كان لديه بعض هذه الصفات.

أفيدوني بارك الله فيكم، فأنا متعبة جداً، ولاحظت أنه لا ينام إلا بعد أن يرمي جميع ما في الغرفة في الخارج من ثياب أو لعب، وأعتقد أن لديه وسواسا قهريا، فهو يغسل يديه كثيراً حتى أصبح لديه تشققات، كما أن تفكيره أصغر من سنة.
عذرا منكم لطول رسالتي ولكنني فعلاً حزينة ومتعبة.
قواكم الله على طاعته، والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هالة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله تعالى العافية والشفاء لابنك، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

أستطيع أن أستنتج وأستنبط من رسالتك أن هذا الابن – حفظه الله تعالى – ربما يكون لا يتمتع بدرجة عالية من الذكاء والمقدرات المعرفية، وهذا الطفل أيضاً من الواضح أنه لديه داء الحركة الزائد، فإن داء الإفراط في الحركة يؤدي إلى العصبية، ويؤدي إلى أن يبعثر الطفل ما حوله، وفي نفس الوقت يكون الطفل قليل الاستيعاب جدّاً، وضعيف التركيز جدّاً.

هذه الحالة واضحة تماماً، ووجود الوسواس القهري أتفق معك أن كثرة الغسيل هذا هو نوع من التفكير الوسواسي،وهذا نشاهده كثيراً لدى الأطفال الذين لديهم محدودية في الذكاء في هذا العمر.

الوضع المثالي بالطبع أن يعرض على الطبيب النفسي، خاصة الطبيب النفسي المختص في الأمراض النفسية لدى الأطفال.

هنالك بعض الأدوية التي تساعد في التحكم في تصرفات الطفل، منها عقار يعرف تجارياً باسم (ريتالين Ritalin) ويعرف علمياً باسم (ميثلفينيدات Methylphenidate) ولكن هذه أدوية خاصة لا توصف مطلقاً إلا تحت ضوابط طبية معينة.

إذن الذي أقوله لك: يجب أن يعرض هذا الطفل على الطبيب النفسي، وأعرف أن الذين يعيشون في السويد ربما يكون الأمر ليس باليسير، ولكني أعرف أن هذه الدول تتمتع بخدمات ممتازة جدّاً، ويمكنك الذهاب حتى إلى طبيب الأسرة وسوف يقوم - إن شاء الله تعالى – بتوجيهك وتحويل الطفل إلى الطبيب النفسي.

يبقى بعد ذلك أنه ما دام تفكيره أصغر من سنه، وأنا قد بينت حقيقة أنه مصاب بضعف في ذكائه على هذا الذي ذكرته وعلى تصرفاته الأخرى، فيحتاج الطفل قطعاً بأن تكرر له الأشياء أكثر من مرة، وأن يشجع الطفل وأن يحفز دائماً وألا يرهب كثيراً؛ لأن ترهيبه يجعله أكثر عناداً، فحاولي أن تتجاهلي بقدر المستطاع تصرفاته السلبية، فهذا - إن شاء الله تعالى – يؤدي إلى تعديل في سلوكه.

ولكني أشعر تماماً أن الطفل بجانب العلاج السلوكي هو محتاج لأحد الأدوية التي تثبط كثرة الحركة، وهي أدوية موجودة وذات فعالية جدّا، فأرجو أن تعرضي الطفل على الطبيب، ولا تحزني أبداً، فأنا أقدر تماماً أنك متعبة والإنسان دائماً يريد طفله مثالياً وهادئاً، ولكن هذا نوع من الابتلاءات البسيطة، والحمد لله الآن وسائل العلاج ووسائل المساعدة متوفرة، فأرجو اتباع ما ذكرته لك من إرشاد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً