الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجان والسحر.. حقيقتهما وتأثيرهما على البشر

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت أتصفح بعض الاستشارات في الشبكة الإسلامية فمررت على بعض استشارات السحر، وقد كنت في حيرة من أمري في هذا الموضوع، فأنا أسأل كثيراً عن الجان والسحر وهل يتدخلون في حياة الإنسان أم أنهم بعيدون كل البعد عن حياتنا، وما هو عكس ذلك ما هي إلا أقاويل؟ ووجدت الكثير من الأجوبة المتضاربة ولم أصل لجواب شافي لأسئلتي، فأرجو إفادتي بالأسئلة التالية حول الجن:
1- الجن موجود ولكن أين؟ هل هو حقاً يعيش بيننا ولكننا لا نراه، وإن كان كذلك فهل هو حقاً يستعير أغراضنا كما يدعي الناس؟
2 - هل للجان قدرة كبيرة على التأثير على حياة الإنسان سلباً كان أم إيجاباً، طبعاً كل شيء بإرادة الله؟

3- كيف يستطيع البعض رؤية الجان؟ وهل يستطيع الجان تغيير شكله والظهور للبشر؟
4 - بشأن السحر، هل هو موجود حقاً في زماننا؟ وهل له أعراض؟ وما هو علاجه؟ فقد سمعت كثيرين يوهمونني بأنني أقع تحت تأثير سحر بسبب فشلي في الخطوبة مرتين، وبسبب رفضي للشباب الذين يتقدمون لي بسبب أو بدون سبب بنظرهم.

فإنني أحس باختناق وبرغبة شديدة في البكاء ما إن أوافق على أحدهم ومن ثم أرفض مباشرة بسبب هذه الحالة التي تصيبني، ولكنني لم أستجب لأي من أقاويلهم، ولكنني قرأت عن الرقية الشرعية في الاستشارات الموجودة في الموقع، فكيف أعرف إن كنت مسحورة أم لا، وما هي الرقية الشرعية؟

أعتذر عن الإطالة وأرجو منكم إفادتي في أسئلتي.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شمس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الجان خلق خلقهم الله ومنهم مؤمنون وكفار، ومتقون وأشرار، وقد استمعوا لرسولنا واستجابوا له كما ورد خبرهم في سورة الأحقاف وفي سورة الجن كذلك، وهم موجودون بيننا يأكلون ويأخذون من كل طعام لا يذكر عليه اسم الله، ويسكنون في بيوت الغافلين، ولا سبيل للشياطين إلى الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون كما جاء في كتاب الله: (( إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ))[النحل:100]^.

أما بالنسبة لرؤية الجن فهي ممكنة لأنه يتشكل كما حصل مع أبي هريرة رضي الله عنه عندما كلفه النبي صلى الله عليه وسلم بحراسة تمر الصدقة فجاءه رجل وأخذ تمر الصدقة فأمسك به فزعم أنه صاحب عيال فأطلقه، وتكرر ذلك في أيام ثلاثة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسأله في كل صباح ماذا فعل أسيرك البارحة؟ وكان النبي صلى الله وسلم يقول: (أما إنه قد كذبك وإنه سيعود).

وفي نهاية القصة قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة أتدري من تكلم منذ ثلاث؟ ثم قال له: ذلك شيطان.

كما أن الشيطان قد يتشكل في صورة ثعبان أو قط أسود أو كلب.

أما بالنسبة للرقية الشرعية فهي عبارة عن دعاء ولجوء إلى الله وتلاوة للقرآن، والأذكار تكون بقراءة المعوذات وآية الكرسي وخواتيم البقرة وسورة البقرة وآيات السحر وسورة الفاتحة والكافرون، وقد تكون بغير ما ذكرنا من الآيات والأذكار، والمسلمة ترقي نفسها بنفسها لأنها أحرص الناس على مصلحتها، ويمكن أن يقرأ عليك الرقية محرم من محارمك، ولا مانع من الذهاب إلى راق شرعي شريطة أن يكون موثوق الدين، وأن تكون رقيته بكلام مفهوم، وأن يعتقد الجميع أن الشفاء من الله، وحالتك تستدعي قراءة الرقية الشرعية خاصة إذا كان ردك للخطاب من غير أسباب.

ولا أظن أن هناك تضارباً في الآراء، ولكن هناك رفض للتوسع في هذا الباب لأن المؤمنة تدرك أن الأمر بيد الله، والكون ملك لله وكيد الشيطان ضعيف، ولا يستطيع أن يضر أحداً إلا إذا قدر الله ذلك.

ولا شك أن السحر موجود وله تأثير ولكن بإذن الله وتقديره كما جاء في القرآن.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه مع ضرورة المحافظة على أذكار المساء والصباح والإكثار من تلاوة القرآن، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
--------------------
لمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الروابط التالية، وفيها كيفية الرقية للتخلص من المس: (237993- 236492-247326).

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • جعفر السقاف

    ان من نعم الله على البشر ان يهيأ لك اسباب الفلاح وخيرها انشار العلم وأفضله علم الحال،أوصيكم بالتعمق في عالم الجن خاصة وفي العلم عامة،شكرًا لكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً