الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تعويض الزوجة عن الساعات التي يقضيها الزوج في العمل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب متزوج منذ ما يقارب سنتين - ولله الحمد - ولي ولد أسأل الله أن يجعله من الصالحين، ومشكلتي أن زوجتي تتذمّر وتشتكي دائماً من طول فترة دوامي في العمل - تبلغ اثنتا عشرة ساعة -، ودائماً أحاول أن أخبرها أن هذا كله من أجلها ومن أجل ابننا لنحسّن معيشتنا، ولكنها دائمة الانزعاج وتتهمني بأني لا أحبها أو لا أهتمّ لها، علماً بأنني لا أحب الخروج كثيراً، حيث أذهب من عملي للبيت ومن بيتي للعمل، إلا من زيارة خاطفة لوالدي أو إخواني، فكيف أساعدها على التخلص من تذمّرها من طول ساعات عملي؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Shergo حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ندعوك إلى أن تعوض زوجتك بجرعات العطف والاهتمام عن طول فترات العمل والدوام، مع ضرورة أن تحسن الاستماع وتعطيها فرصة للتعبير عن آلامها وآمالها، وذلك لأننا نخشى أن تكون ممن يأتي من العمل متعباً ثم ينام دون أن يهتم بمشاعر زوجته التي تنتظره طوال اليوم بفارغ الصبر، كما أرجو أن تحاورها في هدوء لإقناعها بجدوى وأهمية توفير الحياة الكريمة للأسرة.

وهذه نصيحة نقدمها لزوجتك وأرجو أن تطلعها عليها نقول فيها: (من مصلحة الزوجة أن لا يطول جلوس الرجل في المنزل؛ لأن الرجل مثل الماء، والله سبحانه ينفع بالماء إذا تحرك وجرى، ويمتلئ بالطحالب والميكروبات إذا كان الماء راكداً، وإذا طال جلوس الرجل في البيت فإنه سوف يسأل عن كل صغيرة وكبيرة، والأخطر من ذلك أنه سوف يلجأ إلى الصمت الذي يعتبر من أكبر أعداء المرأة).

وما من امرأة أصرت على حجز الزوج في المنزل إلا ندمت على ذلك، وليت الأخوات يدركن أن الرجل يجدد مشاعره بالخروج والدخول، كما أن المرأة تجدد مشاعرها وتكتشف حب زوجها بالكلام والدلال، فإذا كان الرجل ممن يحسن الإنصات ويهتم بالسماع الإيجابي فإن زوجته تسعد بوجوده وبالجلوس معه، وهذا ما نتمنى أن يهتم به كل زوج، وخاصة الذين تطول فترات غيابهم عن المنزل.

وهذه وصيتي لكما جميعاً بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، مع ضرورة التعاون على البر والتقوى، والحرص على أداء طاعات مشتركة كالتلاوة والنوافل أو التعاون على عمل مشاريع خيرية ككفالة الأيتام؛ لأن هذه الأشياء تعمق مشاعر الود والحب بين الزوجين، نسأل الله الهداية والتوفيق للجميع.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً