الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شك الفتاة بأنها مسحورة بسبب نفور الخطّاب.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة على قدر من الجمال، كلما يتقدم شاب لخطبتي لا يعود مرة أخرى، رغم أني ليس بي ما يعيبني، وأسرتي محافظة جداً، وزوجة أخي تقول إنها تخشى من أن يكون قد فعل أحد لي سحراً، ونصحتني بأن أقرأ أدعية تيسير الزواج، ففعلت ذلك وقمت بقراءة بعض الأدعية بعد الوضوء، وبعدها نمت فجاءني رجل بالمنام، فناداني باسمي وأخبرني أني مصنوع لي عمل (سحر)، فقمت من منامي قلقة فزعة، فما الحل لحالتي؟

علماً بأني لم أعد صغيرة، وكل صديقاتي من عمري قد تزوجن، ولا أعرف سبب عدم رجوع الناس لخطبتي.

بارك الله فيكم وفي مجهودكم الطيب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سجود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يبارك فيك وأن يُكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يُذهب عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يعافيك من كل سوء وبلاء، وأن يمنَّ عليك بزوج صالح يكون عوناً لك على طاعته ورضاه.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنك لا زلت في عمر العشرين، وما زال سنك طيباً -ولله الحمد-، فلا تفزعي من هذا الأمر ودعي هذه الفكرة بداية، فهذا السن عادي بالنسبة لظروف الناس، وقد رزقك الله بمقومات رائعة، فأنت على قدر من الجمال بفضل الله، وسيأتيك قدرك في الوقت المناسب.

وينبغي أن تحمدي الله -عز وجل- على النعم التي أكرمك بها، كنعمة الاستقامة والاسم الحسن أو الكنية الحسنة ونعمة الجمال ونعمة الدراسة أيضاً، وأما الزواج فهو رزق قسمه الله قبل خلق السموات والأرض، فكل امرأة قدِّر لها شخص يتقدم لها في مكان معين وفي زمان معين، وكذلك كل رجل قدر الله له فتاة معينة يتقدم لها في زمان معين ومكان معين، فقد تكون الفتاة غير جميلة ورغم ذلك يتعلق قلبه بها فيتزوجها، وقد يكون الشاب غير جميل ورغم ذلك يتقدم إلى الفتاة فتحبه أكثر من أجمل إنسان في العالم؛ لأنه هو نصيبها الذي قدره الله لها.

قال تعالى: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)، [الزخرف:32]، فثقي وتأكدي من أن هناك رجلاً في علم الله تعالى سوف يتقدم في الوقت الذي أراده الله، فلا تشغلي بالك بهذا الموضوع.

وأما فكرة أنه عُمل لك سحر على اعتبار أن الخطَّاب أو الخطيب يأتي ولا يعود مرة أخرى رغم أنك فيك مواصفات رائعة ولله الحمد والمنة، فقد يكون هذا وارد نتيجة الجمال الذي أكرمك الله به والأسرة الطيبة التي أكرمك الله بها،ولو أنك شخصية عادية ما عندك هذا القدر من الجمال لما فكر أحد أن يحسدك.

فأنصحك بعمل الرقية الشرعية؛ لأن حل السحر يكون بالكتاب والسنة، فمن الممكن أن تقومي برقية نفسك، فهناك كتب موجود فيها الرقية الشرعية؛ لأن الرقية الشرعية عبارة عن مجموعة آيات ومجموعة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فاشتري أي كتاب يتعلق بالرقية الشرعية أو أشرطة الرقية الشرعية واستمعي إليها، ثم بعد ذلك تبدئي برقية نفسك أو ترقيك أمك أو يرقيك والدك، فإذا لم يستطيعوا فمن الممكن أن تستعينوا بأحد المشايخ المعالجين الثقات الذين ليس لديهم بدع أو خرافات في العلاج، بل إنك تستطيعين أن تدخلي على المواقع البحثية وتكتبي (الرقية الشرعية) وستأتيك الآيات والأحاديث والتجارب، وبذلك تبدئين في علاج نفسك، وحتى يتيسر لك ذلك أنصحك بالآتي:

أولاً: المحافظة على الصلاة في وقتها.

ثانياً: أذكار الصباح، وخاصة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة، أيضاً: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات، وأيضاً: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) أيضاً ثلاث مرات.

ثالثاً: قراءة سورة البقرة يومياً، إن استطعت وكان عندك فرصة، وإذا لم تستطيعي قراءتها فمن الممكن أن تسمعيها مسجلة أو عن طريق إذاعة القرآن الكريم، فإن قراءة سورة البقرة لا تستطيعها السحرة، كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة لا يقربه شيطان ثلاث ليالٍ، فتستطيعين بذلك -بإذن الله تعالى-.

رابعاً: احرصي على أن تخرجي إلى المدرسة أو الجامعة وأنت متوضئة، وأكثري من آية الكرسي باستمرار، فإن آية الكرسي تمحق السحر محقاً، وكذلك أذكار المساء.

وختاماً: لا تشغلي بالك بهذا الأمر، وابدئي رحلة العلاج، وهي سهلة ميسورة، وإياك أن تذهبي إلى السحرة والعرافين؛ لأن هذا سيزيد الأمر سوءاً، وأما هذا العلاج بالقرآن والسنة إذا لم ينفع فلن يضر، وحصني نفسك بما سيقوم الشيخ بإعطائك من تحصينات تقومين بها، وسيأتيك العبد الصالح الذي أنت من نصيبه الذي قدره الله -تبارك وتعالى-، نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأسأله أن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين، وأن يمنَّ عليك بزوج صالح عاجلاً غير آجل.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً