الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شاب يتعلق بفتاة ملتزمة بينما لا زال في مرحلة التحصيل العلمي

السؤال

السلام عليكم

لقد أحببت فتاة بعدت عني ولم أستطع نسيانها، وأريد أن لا أنساها لأنني لن أجد غيرها، ولم تكن مثل الفتيات اللاتي رأيتهن، وإنما كانت صادقة وملتزمة، فانصحوني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك إلى كل خير، وأن يعينك على أن تتميز في دراستك، وأن يجعلك ممن يرفعون راية الإسلام عالية خفاقة ويحققون مراكز علمية متقدمة تعود على المسلمين بالخير والنفع في الدنيا والآخرة.

بخصوص ما ورد برسالتك، فإن الحب في هذه الفترة ليس كما تتصور أو تظن، وإنما هو إعجاب جاء من قبلك لهذه الفتاة لما رأيت فيها من صدق والتزام، وبما أنها صادقة وملتزمة فقد حازت على إعجابك، ولكن أين أنت الآن من هذه الرحلة الطويلة، فأنت ما زال أمامك مراحل كثيرة، فلو تقدمت الآن لأهلها لن يقبلك أحد، لأنك حتى تتزوج تحتاج إلى أشياء كثيرة لعلها لا تتوافر فيك، فلا تشغل بالك بهذه المسألة الآن، لأنها ستعطل حياتك وتوقف تفكيرك، وسوف تؤثر على مستقبلك.

إذا كنت تحبها بصدق وكانت تستحق هذا الحب فهي تريد محمداً الناجح، تريد محمداً الفائز المتفوق، فعليك أن تأخذ بالأسباب وأن تجتهد وأن تكون متميزاً، وحاول أن توظف هذا الحب بطريقة أفضل مما تتصور، وهو أن تكون الأول على صفك وتقدم لها هذا النجاح هدية، بأن تظل كل عام الأول على الصف تحصل على أعلى الدرجات في صفك، ثم بعد ذلك تنتقل من الإعدادية إلى الثانوية، ثم بعد ذلك إلى الجامعة.

لا مانع من أن تجعلها هدفاً تحقق من خلاله التميز والنجاح، ثم بعد ذلك تحصل على شهادتك الجامعية وتكون متميزاً، وعند ذلك ستتقدم إليها وكلُّك ثقة في الله تعالى ثم في نفسك؛ لأنك إنسان ناجح وإنسان متميز ومتفوق، وساعتها لن يردوك أبداً وسيقبلونك وسيفرحون بك.

أما الآن فلن تستطيع أن تخطو أي خطوة إيجابية إلا في هذا الطريق الواحد، وهو الجد والاجتهاد، فلا تشغل بالك ولا تضيع وقتك في هذه الذكريات، وإنما الذي عليك الآن أن تستنفد وقتك كله، وعليك أن تحافظ على طاعة ربك وتبتعد عن المعاصي كلها حتى يوفقك الله، واعلم أن الله تبارك وتعالى سيقف معك وسيكون بجوارك، قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)، [النحل:128]، فاحرص على أن تكون منهم.

نسأل الله عز وجل أن يكرمك كرامة الصالحين، وأن يحقق لك ما تتمنى وفق كلامه تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً