الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رعشة في اليد عند التعرض لموقف محرج

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 34، أعاني من رعشة، خاصة في يدي، وذلك عند تعرضي لموقف محرج أو ارتباك، وهذا منذ سنين!

فبماذا تنصحونني بارك الله فيكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فجزاك الله خيراً وبارك الله فيك ونشكرك كثيراً على ثقتك فيما تقدمه الشبكة الإسلامية.

فإن هذه الرعشة التي تأتيك في اليد في مواقف اجتماعية معينة، هي من الواضح مرتبطة بنوع من القلق البسيط نسميه (القلق الظرفي) أو القلق المرتبط بالموقف، ويعرف أن القلق يمكن أن يأتي في صور عضوية أو في صور نفسية، ومع ذلك أنت ليس لديك المكونات الأخرى للقلق، لذا نعتبر هذه الحالة من الحالات البسيطة جدّاً.

والعلاج أولاً يجب أن تكون لك الثقة في نفسك، فأنت رجل عسكري ولا شك أن العسكرية بضوابطها واحترام الرتب والتزاماتها الأخرى وما تقوم به من تمارين يجب أن يقويك جسدياً ونفسياً.

ثانياً: ليس هنالك ما يدعوك للارتباك أو الحرج أمام الآخرين، فأنت بشر وهم بشر والأمر ليس أكثر من ذلك، نعم يجب أن نحترم الناس ويجب أن ننزل الناس منازلهم، ولكن ليس هناك حقيقة ما يدعوك للشعور بالحرج والارتباك، فأرجو أن تقوم بتحليل نفسي داخلي وتقنع نفسك أنه لا شيء أبداً يدعوك لمثل هذا الذي تعيشه من توتر.

حاول أن تمارس أي نوع من تمارين الرياضة خاصة تمارين المشي والجري، وحاول أن تستفيد من الحياة العسكرية في ذلك، حيث أن الرياضة تمتص طاقات التوتر والغضب.

يوجد أيضاً تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين يمكنك أن تمارسها لوحدك، وهي بسيطة جدّاً، فأرجو أن تستلقي في مكان هادئ في داخل الغرفة وتفكر في أمر طيب، ثم أغمض عينيك وافتح فمك قليلاً، وبعد ذلك خذ نفساً عميقاً وبطيئاً حتى يمتلأ صدرك بالهواء وترتفع البطن قليلاً، وبعد ذلك أمسك على الهواء قليلاً في صدرك، ثم أخرج الهواء عن طريق الفم، ويجب أن يكون إخراج الهواء بكل تركيز وقوة وبطء.

كرر هذا التمرين خمس مرات بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، وسوف تجد - إن شاء الله تعالى - أنه أفادك كثيراً.

بعد ذلك يأتي العلاج الدوائي وسوف أقوم بوصف بعض الأدوية البسيطة جدّاً والتي سوف تساعدك كثيراً في علاج هذه الحالة.

هنالك عقار يعرف باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat) أو (باكسيل Paxil)، ويسمى في المغرب العربي باسم (ديروكسات Deroxat)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرامات) ليلاً بعد الأكل، واستمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة كاملة، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة بعد ذلك إلى نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

وهنالك دواء آخر إضافي يعرف أنه ممتاز جدّاً لعلاج الرعشة وهو يعرف تجارياً باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرامات يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عنه، ويمكنك أن تستعمله عند اللزوم.

أرجو أن تطمئن أن الحالة بسيطة وأرجو أن تتبع الإرشادات التي ذكرتها لك وتتناول الدواء الذي وصفته لك، وأنا على ثقة كاملة أنك - إن شاء الله تعالى – سوف تتمتع بصحة نفسية وجسدية ممتازة.

بارك الله فيك ونشكرك على تواصلك مع الشبكة الإسلامية وثقتك فيما تقدمه.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً