الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعريف الذكاء.. وكيفية معرفة مستوى الذكاء.

السؤال

السلام عليكم.

شكراً لكم على ما تقدمون.

ما هو الذكاء؟ وكيف أختبر نفسي وأعطيها الجواب الصحيح؟ لأني أجد البعض يقولون لي ذلك ولا أجده في نفسي بتاتاً، وأرى أن عمري أكبر من عقلي، وجلست أفكر في ذلك وأنظر لمن هو حولي ومن هو في سني ومن يصغرني أجدهم أحسن بكثير، ولا أجدني متميزاً في شيء، وبحثت في نفسي ولم أجد!


دائماً ألوم نفسي على أشياء فعلتها، ولا أثق في نفسي لأني لا أمتلك شيئاً يجعلني أثق بها حقيقة، ولا أخادع نفسي بأني أمتلك ما يؤهلني، لا أعرف أتصرف في شتى نواحي الحياة.

شكراً لكم على إفادة المسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محب الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنا لا نستطيع أن نعرف الذكاء بتعريف واحد، فهو يعرف بعدة طرق، فهنالك معادلة رياضية يعبر من خلالها عن قوة ذكاء الإنسان، وهنالك جداول معروفة لدى الأخصائيين، ولكن بصفة عامة نستطيع أن نقول أن الذكاء هو قوة الإنسان المعرفية، أي مدى مقدرته على استقطاب واستجلاب واستقراء المعلومات والمعارف، والاستفادة من هذه المعلومات ومما اكتسبه من معرفة لكي يحس بالرضا حيال نفسه ويتعامل مع الآخرين بما هو مطلوب، ويستطيع أن يتكيف مع بيئته، وأيضاً الذكاء يرتبط بالنضوج الوجداني للإنسان، بمعنى أن الإنسان يجب أن يكون متوازناً مع مجتمعه ومع بيئته ولديه القدرة على التكيف الاجتماعي، هذه كلها من مدخلات الذكاء.

أنا لا أعتقد أنك تستطيع أن تختبر نفسك؛ لأن هذا ليس صحيحاً، فالاختبارات هذه لابد أن تكون عن طريق المختصين، فلذا أنصحك بمقابلة الأخصائي النفسي، وهم الحمد لله كثر في السعودية، ومن خلالهم يمكنك أيها أن تعرف نسبة الذكاء لديك، وإن كانت هذه النسب ليست دقيقة ولكنها تعطي مؤشرات عامة.

حقيقة أنا لا أريدك أن تحكم على نفسك هذه الأحكام السالبة، فأنت تقول: أن عمرك العقلي هو أقل من عمرك الميلادي، وهذا حكم قاسٍ في نظري، هذا يجعلك بالدونية وتحس بالسلبية، وأنا أستشف من رسالتك أنها رسالة معقولة جدّاً، والطريقة التي عبرت بها عن نفسك لا تدل على أن لديك قصوراً أو قلة في الذكاء، فأعتقد أن الأمر كله يتعلق بسوء تقدير أو تحقير قيمة الذات، وهذه مشكلة كبيرة جدّاً، والإنسان يتناسى قيمة ذاته أو يحقر ذاته أو لا يضعها في مكانها الصحيح فهذا من أسوأ وأخطر الأمور المسلكية والنفسية، فأرجو أن تنهض بنفسك، وأرجو أن ترفع من همتك، وأرجو أن تكون أكثر ثقة في نفسك، وأن يكون لك الرضا.

أنت لا تعمل الآن فعليك أن تبحث عن عمل، سوف تشعر بقيمتك من خلال عملك، وحاول أن تنظم وقتك، لا تجر هذه المقارنات بينك وبين الآخرين بصورة سالبة، بل أجرها بصورة إيجابية، وحاول أن تتخذ قدوة حسنة من المتميزين ومن المتفوقين، وحاول أن ترفع من مهاراتك الاجتماعية بأن تتواصل وبأن تتبسم في وجه إخوتك، بأن يكون لك حضورك في المسجد وفي المجتمع، لا تنظر إلى نفسك هذه النظرة السلبية، وهذا هو الذي أنصحك به تماماً.

لماذا تلوم نفسك؟ لا تلم نفسك حتى وإن كانت هنالك أخطاء في الماضي، فأرجو أن تعلم أن الماضي لا يعني أي شيء، هو عبارة عن بنك معلومات وليس أكثر من ذلك، استفد مما هو إيجابي منه، واسع لتطوير حاضرك ومستقبلك من خلاله، لا يوجد فشل، إنما هي تجارب كما يقول الكثير من علماء النفس، المهم أن تستفيد من الماضي لتطوير الحاضر كما ذكرت.

سيكون من الجيد لك أن تضع برامج يومية، ويجب أن يكون العمل على رأسها، فإن قيمة الرجل في العمل وسوف يشعر الإنسان بقيمته الحقيقية من خلال ما يقدمه لنفسه وللآخرين. الإنسان الذي لا يعمل والإنسان الذي لا ينتج والإنسان الذي لا يثابر سوف يجد نفسه في فراغ، وسوف يجد أن وجوده من عدمه هما أمران سيان.

فأرجو أن تكون إيجابياً في تفكيرك حول نفسك، وأنا على ثقة كاملة أنك إذا تدققت وتبحثت وتفحصت سوف تجد أنك بخير وأن لديك مقدرات فقط أنت لم تستفد منها ولم تنظر إليها بصورة إيجابية.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً