الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعور الشخص بأن من حوله يطلبون أذاه ما السبب والحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

دكتورنا الفاضل / محمد عبد العليم .. إليك مشكلتي ..

بداية الحالة قبل 3 سنوات في المرحلة الثانوية، حيث بدأت أشعر بأن من حولي يريدون أذيتي ويراقبونني ويتآمرون عليّ، وبعد 6 أشهر من المعاناة ذهب بي والدي إلى أحد الأطباء، فوصف لي دوجماتيل 100 مل وبروزاك 20 مل وبدأت حالتي بالتحسن السريع؛ لكنني طلبت من الطبيب أن يزيد جرعة الدوجماتيل إلى حبة كاملة تركيز 200 مل، ووصف لي فيفارين 50 مل للثقة بالنفس واستمريت على العلاج مدة سنتين كنت مستقرا نوعاً ما؛ لكن أعراض الفصام لم تختف تماماً.
كما أنني عندما أوقف الدوجماتيل تعود الأعراض، فطلبت من الطبيب أن يغير لي الدوجامتيل إلى دواء آخر أكثر فعالية، فوصف لي ريسبردال حبتين يومياً مع بينزكسول لمنع الأعراض المزعجة للريسبريدال، واستمريت عليه أسبوعاً، لكن كانت هناك أعراض مزعجة جعلتني أعود إلى الدوجماتيل، وهي انتصاب العضو الذكري أثناء المشي، مما سبب لي الكثير من الإحراج، وكذلك التأتأة في الكلام والجفاف في الحلق ( وحيث أن الله حباني صوتا جميلا في تلاوة القرآن والإنشاد )، فقد كان هذا العرض أكثر الأعراض الجانبية إزعاجاً لي.

أما مشكلة الدوجماتيل معي فهي الخمول الشديد وصعوبة الاستيقاظ من النوم للجامعة.

أنا أتمنى أن يكون الريسبريدال هو الدواء الذي أستعمله، لكن هذه الأعراض مزعجة جداً، وأنا أرى في كثير من الاستشارات أنك تصف مع الريسبريدال دواء اسمه آرتين، فهل هو أفضل من البينزكسول لمنع الأعراض المزعجة للريسبريدال ويزيل هذه الأعراض التي ذكرتُها؟ وما هو الاسم العلمي للآرتين؟

وأتمنى أن تضع لي برنامجا علاجيا كاملاً بالنسبة للريسبريدال، وما هي الأعراض الجانبية للريسبردال التي ستلازمني طوال استخدامه؟

واسمح لي بسؤال أخير:
هل الحجامة تتعارض مع العلاج النفسي؟ حيث أنني أحتجم من فترة لأخرى، وأحس براحة كبيرة.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً وبارك الله فيك، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

فأعتقد أن الحالة التي تعاني منها هي حالة ظنانية خفيفة - إن شاء الله تعالى وقد قام الطبيب في بداية الأمر بوصف الدوجماتيل Dogmatil بجرعة صغيرة، وأضاف إليه البروزاك Prozac، وهذا يعني أن حالتك حقيقة لم تكن شديدة أو مستعصية أو كانت في بداياتها.

بالنسبة لعقار رزبريادون Risperidone والذي يعرف تجاري باسم (رزبريدال Risporidal )؛ لا شك أنه علاج ممتاز وناجع وفعال جدّاً لعلاج الأعراض البارونية والظنانية، ولكن الجرعة المؤثرة يجب ألا تكون أقل من أربعة مليجرام في اليوم، والبعض قد يحتاج إلى ستة مليجرام أو إلى ثمانية مليجرام في اليوم.

تكون جرعة البداية هي اثنين مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى أربعة مليجرام ليلاً، ويستمر عليها الإنسان للمدة التي يراها الطبيب وهو في حالات نوبات الفصام أو الأمراض المشابهة لها، لأول مرة يجب ألا تقل مدة العلاج من ستة أشهر إلى سنة، وحين تصل جرعة الرزبريدون إلى أربعة مليجرام يفضل إضافة عقار مثل عقار يعرف تجارياً باسم (آرتين Artane)، ويعرف علمياً باسم (بنزهكسول)، وإعطاء الآرتين يكون بقصد منع الأعراض الجانبية التي قد تحدث من الرزبريدون، وهذه الآثار الجانبية تتمثل في الإصابة برعشة بسيطة أو انشداد وتخشب في العضلات يحس به الإنسان كقلة في الحركة أو عدم القدرة على الانطلاقة الحركية، بعض الناس قد يحس بقلق أنه لا يستطيع أن يجلس أو يقف في مكان واحد، وتجده كثير الحركة، وهكذا.

وموضوع الانتصاب ربما يكون أيضاً جزءاً من الانفعال وزيادة القلق التي قد تحدث في بعض الحالات القليلة مع الرزبريدون.

إذا أردت أن تستمر على الرزبريدون - وهو عقار فاعل كما ذكرت لك – فابدأ باثنين مليجرام ليلاً، وبعد أسبوعين ترفع الجرعة من اثنين إلى أربعة مليجرام ليلاً، وتناول آرتين - بنزهكسول - بجرعة اثنين مليجرام ليلاً، واستمر على هذه الجرعة – جرعة الرزبريدون - لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى اثنين مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى، وحين تخفض الجرعة إلى اثنين مليجرام يجب أن تتوقف عن الآرتين لأنه لا داعي له، حيث إن الآرتين كما ذكرت لك هو ليس علاجاً للمرض في حد ذاته، ولكنه مانع للآثار الجانبية التي قد تحدث وقد لا تحدث مع تناول الرزبريدون.

هنالك أيضاً اقتراح آخر، وهو أن ننقلك إلى علاج آخر، علاج لا يسبب أي نوع من الخمول، ولا يسبب أي نوع من النعاس، هذا العقار يعرف علمياً باسم (إرببرازول Aripiprazole) ويعرف تجارياً باسم (إبيفلاي Abilifu) وجرعته هي خمسة عشر مليجرام يومياً، هذا الدواء يتميز بأنه لا يؤدي إلى أي زيادة في الوزن، ولا يؤدي إلى أي نوع من الخمول أو الشعور بالتكاسل، وجرعته مختصرة وهي حبة واحدة في اليوم.

إذن هذا يمكن أن يكون بديلاً جيداً للرزبريدون، ولكن إذا رأيت أن تبدأ بالرزبريدون بالطريقة التي شرحتها لك فلا مانع من ذلك، حيث إن الرزبريدون يتميز بأنه أرخص نسبياً مقارنة مع الإرببرازول.

الذي أنصحك به بجانب العلاج الدوائي هو أن تعيش حياة طبيعية، فأنت ـ الحمد لله ـ لست بمعاق، نظم وقتك، ركز في دراستك، تواصل اجتماعياً، كن فعّالاً، احرص في عباداتك، مارس الرياضة... هذه إن شاء الله كلها تعطيك عائدا إيجابياً على حياتك النفسية وحياتك الاجتماعية وحياتك الأكاديمية.

أما بالنسبة للحجامة، فهي لا تتعارض مطلقاً مع العلاج النفسي، وبما أنك تحتجم من وقت لآخر وتحس بالراحة فلا مانع في ذلك.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وشكرك كثيراً على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

ويمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: ( 272641 - 265121 - 267206 - 265003 ).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً