الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض الخاطب بسبب مشاكل عائلية

السؤال

ابن خالي يريد أن يتقدم لخطبتي، ولكن توجد مشاكل تافهة بين العائلتين، وهو شاب متدين ويصلي الصلاة في وقتها، وكلما تريد أمي أن توافق يقوم إخواني بإقناعها بالعدول عن ذلك.

علماً بأني أريده، وقد استخرت الله عز وجل فرأيت والدي - رحمه الله - في المنام يقول لي إنه موافق، ورأيت خالي في المنام يقول لي: (أنت لولدي)، ولكني أخاف أن يخرب أهلي العلاقات بيننا؛ لأن أهله موافقون، وهو يمل من كثرة المشاكل، فما العمل؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليس من حق إخوانك ولا من حق غيرهم أن يحولوا بينك وبين صاحب الدين إذا طرق الباب، وليتهم أدركوا أنك صاحبة المصلحة، وأن الإسلام يضع القرار في يدك، وأرجو أن تطلبي مساعدة الفضلاء والعقلاء والعلماء والطيبات من أرحامك والصالحات، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يرفعك عنده درجات.

وأرجو أن تقدري مشاعر أهلك فإنهم يفعلون ذلك بدافع الحرص عليك، ولكنهم بلا شك وقعوا في الخطأ؛ لأن شريعة الله عز وجل لا تبيح لهم التدخل والرفض إلا إذا كان هناك خلل في دين المتقدم إليك، وأما إذا كان صالحاً فلا مجال للرفض، خاصة إذا شعرت الفتاة بالميل والقبول، وذلك لأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وعليه فإن دور الأولياء والأهل ما هو إلا دور توجيهي إرشادي فقط.

ونحن ننصحك بالتعامل مع الوضع بالحكمة، وأرجو أن يكرر الشاب المحاولات وأن يدخل الوساطات والوجاهات، وعليك بالسعي في إزالة المخاوف العالقة بالأذهان.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلمي أنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده، وأن الأمة إذا اجتمعت لينفعوك فإنهم لن يستطيعوا إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن تآمروا وخططوا ليضروك فلن يفلحوا إلا بشيء قد قدره الله عليك، نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً