الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اتصاف الزوجين بصفات العصبية والغضب.. نظرة استشارية

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوجة ولدي - والحمد لله - 3 أبناء، أعاني من العصبية الزائدة منذ كنت فتاة، ولكن بعد كثرة المسؤوليات زادت لدي العصبية، للأسف زوجي يعاني من العصبية الزائدة أيضاً، ونصحه طبيب بألمانيا بالهدوء وعمل تمارين الاسترخاء، وأنا أنصحه بأن يأخذ أدوية الأعصاب، ولكنه لا يعيرني أي اهتمام.

ومع عصبية زوجي وضغط المسئولية زادت الحالة لديّ، وبدأ يؤثر على حياتي عامة وعلى أطفالي، فليس لي أي طاقة أو تركيز حتى وإن كان أطفالي يتناقشون.

مع ملاحظة هامة جداً: هناك الكثير من أسرتي من يستخدم دواء (البروزاك)، بعضهم لعلاج الوسواس والبعض لعلاج العصبية، ونصحوني به، ولكنني دائماً أقول: إن الله هو الشافي إذا استعنت به، ولكنني - وأشكر الله على كل النعم - بدأت أستاء من العصبية والسيطرة عليها .. أفيدوني وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبارك الله فيك، فجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

فالذي أستطيع أن أستخلصه من رسالتك أنه في الأصل لديك شيء من الاستعداد والقابلية للتوتر والعصبية؛ لأن هذا الأمر موجود لدى أفراد أسرتك، لا نعني بهذا أنه توجد تأثيرات وراثية مباشرة، ولكن يوجد أيَضاً ما نسميه بالاستعداد والميول الإرثي.

الذي أنصحك به هو أولاً أن تكوني هادئة بقدر المستطاع، خاصة أنك ذكرت أن زوجك شديد العصبية والتوتر، ولا شك إذا أنت أيضاً واجهت المواقف الزوجية بعصبية وتوتر، هذا سوف يؤدي إلى نتائج سالبة لن تصب في مصلحة الحياة الزوجية، فلا بد أن تنتهجي منهج الحوار والتسامح، وأن تعرفي أن الحياة الزوجية تتطلب الكثير من التضحيات والصبر، وهي شراكة وميثاق غليظ يقوم على السكينة والمودة والرحمة، ولا بد للطرفين أن تكون لهما إسهاماتهما في استقرار الحياة الزوجية.

أنت لديك أشياء إيجابية كبيرة عظيمة في حياتك، فأنت زوجة ولك -والحمد لله- ثلاثة من الأبناء، هذه نعم عظيمة لا بد أن تتفكري وأن تتأملي فيها، وتذكر هذه الإيجابيات والتمعن فيها يزيل العصبية والتوتر والتفكير السلبي.

نصيحتي لك هي أيضاً أن تعبري عما بخاطرك أولاً بأول في حدود الذوق؛ لأن السكوت عن الأشياء الصغيرة يؤدي إلى الكثير من الاحتقانات النفسية السالبة.

أنت نصحت زوجك بتمارين الاسترخاء وأنا الآن أنصحك أنت أيضاً بأن تمارسي هذه التمارين، لأني أرى فيها - إن شاء الله تعالى – فائدة ذات منفعة كبيرة جدّاً بالنسبة لك، وبجانب تمارين الاسترخاء أيضاً حاولي أن تمارسي أي نوع متاح من الرياضة، وتمارين المشي تعتبر من التمارين المفيدة جدّاً.

العلاج الدوائي مطلوب في حالتك؛ لأن العصبية ما دامت موجودة في الأسرة، فهنالك مكون بيولوجي لا نستطيع أن نتجاهله، وعقار يعرف تجارياً باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine) من العقارات الجيدة والعقارات الفعالة جدّاً والسليمة، فلا مانع مطلقاً أن تبدئي في تناوله، والجرعة المنصوحة في حالتك هي كبسولة واحدة في اليوم وليس أكثر من ذلك، استمري على الدواء لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تناوليه بمعدل كبسولة واحدة كل يومين لمدة شهر... وسوف تجنين منه - إن شاء الله تعالى – فائدة كبيرة وعظيمة.

انتهجي كما ذكرت لك منهج الحوار مع زوجك، وتذكري واجباتك الزوجية، واجعلي مساهماتك في استقرار الأسرة كبيرة بقدر المستطاع، واسدي النصح الإيجابي لزوجك في مقابلة الطبيب دون أن تشعريه بأي ضعف أو نقص من جانبه؛ لأن احترام المشاعر ضروري جدّاً في مثل هذه المواقف.

ما ذكرته في ختام رسالتك من هذه الدرجة العالية من التوكل والصبر أسعدني كثيراً، وفي ذات الوقت أود أن أذكرك أن الأخذ بالأسباب هو شيء مكمل للصبر، ومن الأسباب التي يجب أن تأخذي بها هي تناول الدواء الذي وصفناه لك.

فبارك الله فيك، فجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً