الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إرشادات في علاج الخوف والوسواس المؤثر في متلازمة البيت وصداع الرأس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

ما زال يلازمني الخوف والوسواس وعدم الخروج من البيت والصداع خلف الرأس، والتفكير في حالتي أتعبني، فكيف أتخلص من هذه الحالة من غير أخذ علاج نفسي؟!

وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو صهيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فقد وضعت شرطاً للعلاج، وهو ألا تتناول دواء أو علاجاً نفسياً، ولا شك أن مثل هذا الشرط ليس صحيحاً، فإن العلاج هو حزمة ورزمة واحدة، ويتكون من علاج سلوكي وهذا يقوم به الشخص بنفسه، فإن المعالج فقط يوجه وينصح ويضع الأسس العلمية التي يجب أن تتبع، وكذلك يصف الدواء ما دامت هنالك حاجة ضرورية للدواء.

حالتك هي الوساوس والخوف، وكلها دليل على وجود قلق نفسي، والقلق النفسي له أسباب بيولوجية، بمعنى أن هنالك اضطراباً في بعض الموصلات العصبية في الدماغ، وله أيضاً أسباب متعلقة بالشخصية والتكوين الغريزي والنفسي، وربما تكون له أيضاً أسباب اجتماعية، وفي حالتك أعتقد أن عدم العمل هو سبب اجتماعي لهذا القلق ولهذه المخاوف.

فإذن نقول لك: إن العلاج السلوكي يتمثل في أن تحقر فكرة الخوف والوساوس، وأن تواجهها بكل عزيمة، وأن تخرج من البيت:

• ابدأ بالخروج إلى المسجد وصلى صلواتك الخمس هناك في المسجد، وسوف تلتقي بإخوانك المصلين، هذا إن شاء الله يشرح صدرك ويؤازرك ويدعمك، ويجعل هذا الخوف ينقضي تماماً.

• اخرج أيضاً لزيارة أصدقائك وأرحامك وتواصل معهم، هذا أيضاً فيه علاج وفيه خير كثير.

• مارس الرياضة، خاصة الرياضة الجماعية، سوف تجد أنها مفيدة جدّاً، سوف تقضي على الخوف والقلق والصداع، والصداع ما هو إلا ناتج من الانقباضات العضلية التي سببها القلق والتوتر.

• لابد أن تبحث عن عمل؛ لأن العمل فيه خير كثير، فهو يزيد من طاقات الإنسان الاجتماعية ويجعله يشعر بالرضا، كما أنه يطور المهارات في محيط العمل ويتواصل مع الآخرين، ويكتسب خبرات إضافية، هذا علاج أساسي وضروري.

بقي بعد ذلك أن أصف لك العلاج الدوائي والذي أرى أنه ضروري، والأدوية الحديثة بفضل الله هي سليمة، وغير إدمانية وغير تعودية، وهي نعمة من نعم الله تعالى، فلا تحرم نفسك منها.

هناك أدوية كثيرة منها عقار جيد يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft)، أو يسمى باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة (خمسين مليجراماً) ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى مائة مليجرام (حبتين) ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى خمسين مليجراماً ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

والدواء البديل للسترال هو عقار يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin)، ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، وجرعته هي أن تبدأ بخمسين مليجراماً ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى مائة مليجرام، واستمر عليها لمدة شهرين، ثم ارفع الجرعة إلى مائتي مليجرام ليلاً واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى مائة مليجرام ليلاً واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى خمسين مليجراماً ليلاً، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء، وهذه الأدوية أدوية فعالة وأدوية سليمة وممتازة، ولك الاختيار ما بين أحدهما.

أرجو أن تأخذ الوصفة العلاجية كاملة بشقها الاجتماعي والنفسي والإرشادي والدوائي، هذا هو العلاج الصحيح، وأنت اتصلت بنا في (إسلام ويب) من أجل التناصح، وهذا الذي نقوله لك نرى أنه هو الصواب، ونسأل الله تعالى أن ينفعك به، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع موقعك (إسلام ويب).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية عبدالله سعيدان الحربي

    جزاكم الله خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً