الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اسمرار لون الظهر والرقبة عن باقي الجسد والعلاج المناسب

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي اسمرار ظهري ورقبتي عن باقي أجزاء جسمي، فمن يرى رقبتي يظن أني لا أغتسل جيداً، وقد استخدمت خلطة من الدوكين فورت وريتين إي ومرهما للالتهابات، واستمررت شهرين فصار لون بشرتي فاتحا وصافيا، ولكن بعد تركي للعلاج رجع وكأني لم أضع شيئاً، فما سبب المشكلة؟ وما هو العلاج النافع بإذن الله؟!
وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن خلال المناقشة التالية سنلاحظ أنه لا يوجد سبب وحيد لما تشتكين منه، بل هي احتمالات، ولكل احتمال حله الخاص به، كما وأن العلاج الذي استعملته جيد ومفيد، ولكن كما لاحظت أن الأعراض تعود بعودة الأسباب وإيقاف العلاج، مما يجعلنا نؤكد على السبب قبل العلاج.

من المهم أن ننظر للجسم نظرة شاملة وليس نظرة محددة وموضعية؛ لأن الجسم متكامل، وقد يكون المفتاح في الوصول إلى السبب في موضع بعيد عن الجلد، مثل المبيض أو الهرمونات أو غير ذلك، ووجود الاسوداد في ثنيات البدن -خاصة الرقبة والإبطين - قد يدل على وجود بعض الأشياء التي ليست كلها أمراضا، وسنستعرض بعض النقاط المتعلقة بهذا الموضوع باختصار.

إن من الأخطاء الشائعة أن اسوداد الجلد سببه عدم النظافة، ومن الأسباب الهامة في اسمرار ثنيات أو طويات البدن هو الدلك والفرك والاحتكاك، والإسراف في فركها وتنظفيها (وداوني بالتي كانت هي الداء)، وهذا الموضع تزيد فيه نسبة التصبغ عن غيره بشكل اعتيادي عند أغلب الناس، خاصة الإبط وأعلى الفخذين وبدرجة أقل الرقبة وثنيتها.

إن البدانة والاحتكاك من العوامل المهيئة للتصبغات، خاصة في مواضع الثنيات، وإن أي نوع من الالتهابات قد يأتي ويزول، ولكن يترك بعده لونا أسمر يسمى التصبغات التالية للاندفاع، فحاولي تجنب الالتهابات، وبعض الإصابات الفطرية قد لا تظهر واضحة على الرقبة ولكن فركها يؤدي إلى ظهور ذلك الاسوداد والذي يبدو كالأوساخ، ولكنه بقايا فطرية أو مفرزات فطرية أو عناصر فطرية ترى بالمجهر مكوناتها ولا تميزها العين المجردة، وتشخص بالفحص المباشر المجهري بعين خبيرة (طبيب أمراض جلدية) ويسميها البعض تينيا وتعالج بمضادات الفطريات الموضعية مرتين يومياً لعدة أسابيع (مثل البيفاريل كريم أو الكانيستين كريم).

هناك عائلات يزيد عندها هذا التصبغ أكثر من غيرها خاصة في الثنيات، وبعض الأدوية مثل المينوسايكلين قد تزيد التصبغ العشوائي أو الموضع، وكذلك كثرة الوسوسة والتنظيف العنيف والدلك يزيد الاسوداد بدل أن ينقصه، وقد يحدث ذلك التهاباً يؤدي لظهور هذه القشور أو الأوساخ.

وهناك مرض اسمه أكانثوزيز نيغريكانز أو بسودو أكانثوزيز نيغريكانز، وأنه يشخص بالفحص السريري أو النسجي، وتحتاج زيارة الطبيب للفحص والمعاينة ونفي أو إثبات المرض، كذلك يجب إجراء تحليل الهرمونات لنفي أسباب أخرى لهذه التصبغات.

وأما علاج ذلك فإن الأدوية التالية قد تفيد في حال نفي الأسباب المؤدية، ومنها أتاشي أو الدوكين 2% أو فيدن لوشن، أو صابون يحوي مادة مقشرة خفيفة (الفا هيدروكسي أسيد) أو وايت أوبجيكتيف، وقد يفيد استعمال الساليسيليك أسيد ليس أكثر من تركيز 3% وهي من المواد التي تذيب المادة المتقرنة.

وننصح بمراجعة طبيب أمراض جلدية للفحص والمعاينة ونفي وجود أسباب مرضية، وفي حال وجود سبب فإنه يعالج، وفي حال عدم وجود سبب يستعمل العلاج الموسف الموضعي كما ذكرنا أعلاه، خاصة الساليسيليك أسيد ليس أكثر من تركيز 3%.

وقد يفيد استعمال الكريمات المبيضة للبشرة مثل: (بيوديرما وايت أوبجيكتيف ولكنه يبيض المسمر ولا يبيض الطبيعي، فيدينغ لوشن لشركة غلايتون، ديبيغمنتين، أتاشي كريم، تريتينوين، ديرما لايت، مستحضرات ريكسول للتبييض، الدوكين والدوباك لكل منهما 2% و4%).

ختاماً إن كان السواد خفيفاً فلا داعي للقلق، وإن كان شديداً ومنتشراً فعندها راجعي الاحتمالات السابقة المذكورة أعلاه، فإن كان التشخيص واضحاً فهذا يطمئن، وإن كان غير ذلك فالأولى مراجعة الطبيب، وتوثيق التشخيص، وبعدها يأتي العلاج بشكل منطقي تالي.

والخلاصة أن السواد حول الرقبة شائع عند البدينين، وعند بعض العائلات، وقد يكون وحمة، وعندها الحل بالليزر أو الجراحة، والتشخيص يتم عند الفحص والمتابعة مع طبيب جلدية، وقد يكون ثخانة في الجلد، تسمى الإشواك، وله أنواع، وعلاجه بالمواد الحالة للبشرة، مثل مستحضر الساليسيليك أسيد 3-5%، وقد يكون تاليا لالتهاب الجلد؛ بسبب التماس في المنطقة مع مواد محسسة، ولكن ينبغي عندها أن يكون هناك قصة من تحسس في مواضع أخرى، مثل أكزيما اليد، أو التهاب الأنف التحسسي، أو التهاب العين التحسسي، والحل هنا معرفة السبب وتجنبه، واستعمال الكورتيزون الموضعي الخفيف عند اللزوم.

وننصح بمراجعة طبيب الجلدية الثقة لوضع التشخيص، ونفي الأسباب الداخلية لما تعانين منه، ثم وضع خطة العلاج، والتي يمكن أن نشارك بها، ولكن بعد التثبت من التشخيص سواء بالفحص أو الاستقصاءات كالخزعة مثلا.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر يمينة

    جميل

  • أمريكا نسرين هارون

    بصراحة انا فادتني كتييير لانه عندي اكزيما باليد وتحسي انفي معناها حكة الرقبة تابعة لها وحكة البطهر

  • أمريكا بلال

    جزاكم الله خيرآ

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً