الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي يشكو من الصداع ويكره صوت الأذان.

السؤال

السلام عليكم.

لدي طفل عمره خمس سنوات، منذ تسعة أشهر أصبح يشكو من صداعٍ في رأسه، وعندما ذهبنا به إلى الأطباء شخصوا حالته أن لديه كهرباء زائدة في مخه، وأعطوه علاجات لكنها لم تنفع في تبديد الصداع، ثم أصبح يكره صوت الأذان ويخاف منه جداً، ويخاف من صور الدمى، ويخاف من صور الألعاب، ويخاف من صوت القرآن، ولم يعد جيداً في المدرسة ولا في الحفظ كما كان سابقاً، فأرجو أن أجد عندكم الجواب الشافي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Maha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن الشكوى من الصداع في هذا العمر يجب أن لا نأخذها بتهاون، ولا أريد أن أسبب لك أي نوع من القلق، ولكني أؤكد لك أن الأطفال لا يكذبون، والذي أرجوه هو أن تذهبي بالطفل للطبيب مرةً أخرى – طبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب – حتى يقوم بمراجعة الطفل ليتأكد من نظره ومن الأذن ومن الجيوب الأنفية، وإذا تطلب الأمر إجراء صورة مقطعية أو صورة بالرنين المغناطيسي للرأس هذا سيكون هو الأفضل.

بالنسبة لعلاجات الصرع أو ما ذكرته بكهرباء زائدة في المخ، هذا علاج ضروري وهو إن شاء الله علاج فاعل وناجع جدّاً، وأرجو أن تكوني حريصة وتعطينه الطفل في وقته.

لو تلاحظين أني استعملت كلمة (الصرع) لأن الكهرباء الزائدة في الدماغ لا تعني غير ذلك، وربما يكون هذا الطفل لا يعاني من الصرع، ولكن في نفس الوقت لا توجد كهرباء زائدة لديه، ربما يكون لديه نوع من الصداع النصفي أو الشقيقة، وهي توجد لدى الأطفال، فيجب أن تستوضحي ذلك من الطبيب، ويجب أن نسمي الأشياء باسمها، ومن حقك أن تعرفي معلومات كاملة عن ابنك، هل هو فعلاً لديه كهرباء زائدة؟ فإن كان هذا وجد فهذا يعني أن لديه نوعاً من الصرع ويمكن أن يعالج عن طريق الأدوية المضادة للصرع، أما إذا كان هذا الصداع يُفسر بصداع نصفي أو شقيقة لدى الأطفال - وهذه موجودة - فهذا أيضاً يمكن أن يعالج، وليس هنالك ما يجعلك تنزعجين في الحالتين، المهم أن تمتلكي الحقائق.

كما أرجو أن أوضح أن هنالك بعض الأطعمة تثير الصداع لدى الأطفال - خاصة الصداع النصفي - ومن هذه الأطعمة الشوكولاتة، فأرجو أن تكوني حريصة في ذلك، وأن تستفسري أكثر من الطبيب المعالج.

بالنسبة للمخاوف المتعددة والتي ذكرتها، فأنا لا أعتقد أن الطفل لديه مخاوف حقيقية، فربما يكون الطفل قد عُومل معاملة فيها الكثير من اللطف والدلال نسبة لظروفه الصحية، وهذا جعله سريع الخوف وسريع القلق، والذي أنصحك به هو أن تتجاهلي هذه الأعراض تماماً، وفي نفس الوقت اجعلي الطفل يعتمد على نفسه قليلاً، لا تجعليه دائماً يجلس معك.

أعرف أن الأطفال حين يتعودون على أوضاع معينة كثيراً ما يستغلون هذا الموقف، وهذا يحدث لطفلك ولطفلي ولجميع الأطفال، ولذا من الناحية التربوية فنحن ننصح بالعلاج عن طريق التجاهل.

حاولي أن تطمئني الطفل، قولي له (لا شيء يدعوك لأن تخاف، صوت الأذان ما شاء الله هو صوت جميل) وعلميه أن يُؤَذّن، هذا يجعله إن شاء الله يكون أكثر قُرباً لهذا الصوت ولا يخاف منه، ولكن في نفس الوقت التجاهل لمبدأ المخاوف أصلاً يعتبر أمراً ضرورياً جدّاً.

أرجو أن تتاح الفرصة لطفلك لأن يلعب مع بقية الأطفال، فهذا ضروري جدّاً، وكل ما يخاف منه اجعليه يواجهه ويعيشه، كالخوف من صوت ممن يقرأ القرآن اجعليه يقرأ القرآن، والخوف من الأذان اجعليه يؤذن، وأصوات الدمى وهذه الأشياء، فحين تصدر هذه الأصوات من الدمى قومي أنت بالتفاعل معها بفرحة وانشراح وهكذا، ومن ثم هذا سوف يؤدي إلى نوع من الألفة بين الطفل والدمى، إذن التجاهل مع تصحيح مفاهيم الطفل، وتعريضه لمصدر خوفه بالصورة التي ذكرتها لك.

بالنسبة لمسألة تدهور مستواه في المدرسة، فهو ما زال طفلاً صغيراً، وأعتقد أن عوامل الخوف ربما كونت لديه أيضاً قلق الفراق، فأصبح ملتصقاً بك أكثر من اللازم، وهذا جعله لا يحبذ المدرسة ولا يحبذ الدراسة مما أثر على مستواه.
يجب أن تدفعيه إلى المدرسة بكل إصرار وفي نفس الوقت لابد أن تطبقي معه مبادئ التربية العامة وهي الترغيب والتشجيع مع التجاهل لما هو سلبي.

يمكنك أن تطبقي طريقة النجوم - وأنا أعرف أن هذه الطريقة فعالة إذا طُبقت بالصورة الصحيحة - وهي بلغةٍ مبسطة أنك سوف تكافئينه بنجوم تُثبّت على لوحة فوق سريره، فإذا تصرف أي تصرف جيد وإيجابي (مثلاً: إذا لم يخف من أصوات الدمى) فسوف تعطينه ثلاثة نجوم مثلاً، وإذا تصرف تصرفاً سلبياً سوف تسحب منه نجمة مثلاً، وفي نهاية الأسبوع أو بعد نهاية كل ثلاثة أيام يمكن أن تُستبدل ما اكتسبه من نجوم بهدية بسيطة، ولابد أن ترتبط قيمة الهدية بعدد النجوم التي اكتسبها.. هذا مبدأ سلوكي معروف وممتاز، فقط يتطلب الصبر عليه والمثابرة، إذا طُبق بصورة جيدة لمدة أربعة إلى خمسة أسابيع فحسب الدراسات السلوكية تكون النتائج رائعة جدّاً بإذن الله، وأرجو أن تحافظي على الأذكار المشروعة والرقية الشرعية.

أرجو أن أكون قد أوضحت ما هو مطلوب، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظ ويشفي ابنك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا ايهم نور

    السلام عليكم يااختي الفاضلة هده اعراض مرض روحاني انا عانيت الكتير منها لان الطفل يخاف القران والادان وصداع الراس نصيحة ادهبي به الي شيخ ويقرا عليه وسوف تلاحضين الاعراض والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً