الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإرشادات في التعامل مع القلق والتوتر وآلام المعدة قبيل الامتحان

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب جامعي، في اليوم الذي أقدم فيه على مادة الامتحان أشعر بألم شديد في معدتي مما يؤدي إلى عدم تركيزي، وعدم القدرة على الدراسة، إلا أنني عندما أمسك أسئلة الامتحان فإن الآلام تزول ويعود كل شيء إلى طبيعته، ولكن في هذه السنة رافق الآلام تقيؤ مع أنه لا يخرج أي شيء من فمي، فأفيدوني.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإن هذه الحالة التي تعاني منها هي حالة بسيطة إن شاء الله، وهي تعبير عن قلق ومخاوف ظرفية مرتبطة بالامتحان، ربما لا يظهر عليك القلق بمكوّنه النفسي من خوف وتوتر، ولكن من الواضح أنه يعبر عنه جسدياً.

وهذه الحالة ليست مستغربة لأنها تحدث حتى للأطفال الصغار، فأنت تعرف أن بعض الأطفال الجيدين والمتميزين يكون لديهم خوف من الذهاب إلى المدرسة في الصباح، أو خوف من فراق أمان البيت، والطفل قد لا يذكر لوالديه أنه يخاف، ولكنه يكون متردداً وقد يرفض الذهاب إلى المدرسة، وبعضهم يشتكي من آلام في البطن وتقيؤ، وبكل أسف هؤلاء الأطفال يُعرضون على أطباء الجهاز الهضمي ويتم عمل المناظير لهم، والأمر كله نفسي، بعد ذلك قد ينصحهم أحد الأطباء الجيدين للذهاب لمقابلة الطبيب النفسي.

ومن الملاحظ تماماً أن هؤلاء الأطفال لا يعانون من هذه العلة في أيام العطلة أو الأعياد أو هكذا، وكثير من الأهل لا يقتنع في بداية الأمر أن هذه الحالة نفسية، ولكن بعد القيام بالشرح والاستبصار والمحاورة الجيدة من قبل الطبيب يقتنعون تماماً أن الحالة حالة نفسية وليست أكثر من ذلك.

وددت أن أذكر لك هذه الجزئية لأنها مهمة، وبالطبع لا تنطبق عليك؛ فأنت طالب جامعي وفي منتهى الوعي ولله الحمد، لكن هناك تقارب كبير بين الحالتين، وهو أن القلق يمكن أن يظهر في صور قد تكون غريبة بعض الشيء ولكننا نشاهد هذه الحالات، فأنا أقول لك: إن حالتك بسيطة وليست دليلاً أبداً على وجود أي مرض عضوي، إنما هي تقلصات تحدث في المعدة ناتجة من التوتر والقلق حول الامتحانات.

الذي أنصحك به هو أن تعرف أن هذه الامتحانات أمر عادي، واللحظة التي تكون أنت فيها مُقدماً على الامتحانات يكون هنالك آلاف الطلاب يُقدمون على نفس التجربة، ويجب أن تخاطب نفسك: (ما الذي يجعلني أقلق؟ ما الذي يجعلني أعاني من هذا الألم، هذا الأمر بسيط جدّاً، وإن شاء الله سوف أواجه الامتحان بكل اقتدار). إذن: الحوار الداخلي والإقناع الداخلي يعتبر أمراً ضرورياً.

ثانياً: هناك تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء، أريدك أن تتدرب عليها وتركز عليها في الليلة التي قبل الامتحان وكذلك بعد الامتحان، هذه التمارين يمكن تطبيقها بأن تستلقي على السرير وتغمض عينيك وتفكر في أمر سعيد أو حدث جميل حدث لك فيما مضى، ثم تضع يدك على صدرك بدون قبض أو شد، وبعد ذلك خذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، واجعل صدرك يمتلئ بالهواء حتى ترتفع البطن، ثم أمسك الهواء قليلاً في صدرك، ثم أخرج الهواء بكل بطء وقوة عن طريق الفم، كرر هذا التمرين خمس مرات متتالية، التمارين الاسترخائية جيدة في القضاء على الشد العضلي الداخلي.

ثالثاً: سوف يكون أيضاً من الجيد أن تتناول أدوية بسيطة، فهنالك دواء يعرف تجارياً باسم (تفرانيل Tofranil) ويعرف علمياً باسم (امبرمين Imipramine)، لا مانع أبداً من أن تتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً يومياً، يفضل أن تتناوله ليلاً، ابدأ في تناوله الآن ولمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك توقف عنه، ولكن لا مانع من تناوله قبل الامتحانات بأسبوع، أما إذا سبب لك نعاساً فلا داعي لاستعماله وإن كان لا يسبب أي نوع من النعاس.

هناك بعض الناس ننصحهم أيضاً بتناول دواء يعرف تجارياً باسم (إندرال Iinderal)، ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol)، هو دواء جيد جدّاً لتخفيف الأعراض (النفسوجسدية) المتعلقة بالمخاوف الظرفية كالامتحانات، يمكن أن تتناوله بجرعة عشرين مليجراماً في الليلة السابقة للامتحان، وتتناوله أيضاً بجرعة عشرة مليجرام بساعتين قبل الامتحان، ولن تحس إن شاء الله بأي مكروه.

وأرجو أن تطمئن تماماً أن الأمر بسيط، وعليك أن تستعين بالله العظيم العلي الكريم، وتسأله النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة، وتقرأ شيئاً من القرآن وبعض الأدعية الكريمة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن تتجاهل هذه الأعراض، وإن شاء الله بعد هذا الشرح المبسط لن تعاني منها أبداً، ثق في نفسك وثق في مقدراتك وهذا هو المطلوب، نسأل الله لك التوفيق والسداد والنجاح والفلاح، ونشكرك على التواصل مع (إسلام ويب).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً