الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعجبت بأستاذي الجامعي ولا يزال يتجاهلني رغم إعلامي له بذلك

السؤال

السلام عليكم.

أنا عمري 22 سنة، ومشكلتي أني حساسة جداً، وعندي تعلق بالناس الذين أحبهم، مؤخراً أحببت أستاذي الذي يدرسني في الجامعة، طبعاً هو غير متزوج، وعمره 27 سنة، وصراحة حاولت ألمح له بطريقة غير مباشرة لكن لم أعرف إن كان فاهمها أم ولا؟
وفي النهاية قررت أن أكلمه وكلمته على الموبايل وعرفني من صوتي، وقال: اصبري لآخر الفصل، وللأسف انتظرت آخر الفصل وما حصل أي شيء، ولم يهتم وكأنّ مشاعري ما لها قيمة، وأنا الآن تخرجت ووضعي النفسي سيء جداً، وأتمنى أن لا يكون نسيني وربي يرزقني إياه.

أنا والله الكل يعرف أخلاقي، وأني بنت مؤدبة، حتى هو عندما تكلمت معه سألته عن رأيه فيّ وقال أنني بنت ملتزمة وجريئة قليلاً، أتمنى تساعدوني بأسرع وقت؛ لأني لم أنس الموضوع.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أروى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك - أيتها الأخت - في موقعك استشارات إسلام ويب، ونذكرك ابتداءً أنه ليس بالضروري أن يكون ما تتمنينه لنفسك هو الخير وفيه سعادتك، فكثيراً ما يتمنى الإنسان شيئاً ويحرص عليه ثم يكون فيه شقاؤه وتعاسته، والله تعالى يقول: (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ))[البقرة:216]، فإذا أردت أمراً فلا تبالغي في التعلق به، وذكري نفسك بهذه الحقيقة.

ونصيحتنا أيتها الأخت الغالية - إن كنت تريدين سعادة حقيقية لا شقاء بعدها – أن تصلحي حالك مع الله أولاً، فتلتزمين فرائضه وتجتنبين محارمه، فهو سبحانه وحده القادر على أن يمنحك السعادة وأسبابها، وكوني على يقين بأن الإنسان كلما أبتعد عن الله تعالى وعن منهجه نزلت به أنواع الهموم وحرم كثيراً من الخير؛ ولذا فنوصيك بجملة وصايا فيها علاج ناجع - بإذن الله تعالى – لما أنت فيه، وإذا أخذت بها فنأمل - إن شاء الله تعالى – أن تكون سبباً في جلب السعادة إليك، فتعيشين حياة هنية رضية، وإليك أهم هذه الوصايا:

1) حافظي على حجابك وتجنبي محادثة الرجال الأجانب إلا للحاجة، مع التزام الآداب الشرعية من عدم تليين الصوت والحديث بما يجر إلى الفتنة والفساد.
كوني على ثقة بأن الرجال الطيبين الذين يقدرون الزوجة ويرعونها ويحفظون حقوقها لا يختارون أي امرأة لتكون ربة لبيوتهم وأمّاً لأولادهم، فالواحد منهم حريص كل الحرص على اختيار المرأة المحتشمة شديدة الحياء، بعيدة عن العلاقات والصلات بالرجال الأجانب.

2) اقطعي صلتك بهذا الرجل الذي ذكرته، فقد حصل ما يكفي، فإنه إن كان راغباً في الزواج بك سيسعى في ذلك وسيتقدم لطلبك، وإن لم يكن راغباً فيك فإن اتصالك به لا يزيده إلا قناعة بعدم صلاحيتك له، وقد حاول أن يوصل إليك رسالة ما عندما قال لك أنك (جريئة).

3) تيقني ما قلنا قبل من أنه ليس بالضروري أن يكون من الخير لك أن تتزوجي هذا الرجل، ولذا فأقبلي على الله تعالى وأكثري من دعائه أن يختار لك الخير ويقدره لك ويرضيك به.

4) حاولي شغل نفسك بالنافع من أمور الدين والدنيا، وأكثري من مجالسة الأخوات الصالحات وحضور مجالسهنَّ، ولا بأس في أن تستعيني بهنَّ في البحث عن زوج صالح.

5) اجتنبي العزلة والوحدة ما استطعت، وإذا عرض لك ما يذكرك بالماضي وهذا الرجل فادفعي عن نفسك ذلك، وانتقلي إلى شيء تشغلين به نفسك، وبتكرر هذا ستنسين هذا التعلق وتعودين إلى حياتك الطبيعية.


هذه وصايانا أيتها الأخت الكريمة، ونتمنى أن تأخذي نفسك بالجد لتطبيقها، وسترين أثرها على حياتك سكينة وهدوءاً وطمأنينة، وسيجعل الله لك فرجاً ومخرجاً، فهذا وعده لمن اتقاه، قال تعالى: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ))[الطلاق:2-3].
وفقك الله لكل خير ويسر أمرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً