الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتاة ترغب في قطع علاقتها بشاب وتخاف من أثر ذلك.

السؤال

السلام عليكم..

أنا أحببت شخصاً عن طريق الإنترنت وهو أحبني كذلك، تعرفت عليه، وأصبحت علاقتنا أقوى من بعد إضافتي له بالماسنجر، ولكنني الآن أريد أن أبتعد عنه حتى لا تزيد هذه العلاقة، ولا أعرف كيف لي هذا؟ لأنه متعلق بي جداً ولا يريدني أن أتركه، وأنا حنونة ولا أريده أن يغضب مني، فقط ماسنجر بيننا ولم تتطور العلاقة إلى الجوال أو إلى الصور، فأنا محافظة كثيراً، ولا أريد استمرار هذه العلاقة، ولكنني لا أريد تركه، فأنا كذلك أنصحه، وأحل مشاكله، وأقف بجانبه كثيراً وهو يسمع مني...ماذا أفعل؟

رغم أنني لا أحبه بجنون، ولكنني خائفة عليه وعلى تدهوره.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوسو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فمرحباً بك أيتها الأخت في موقعك استشارات إسلام ويب، وقد أحسنت في عدم التمادي في علاقتك بهذا الرجل بحيث لم توصيلها إلى تبادل الصور ونحو ذلك.

ولكن مع ذلك فقد وقعت فيما حرّم الله عليك بإقامة علاقة حب ومراسلة معه، وقد جرك الشيطان إلى أولى خطواته، فإن للشيطان خطوات نهانا الله سبحانه عن اتباعها، قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ))[النور:21].
وإن لم تتوبي وتقطعي علاقتك بهذا الشاب تماماً فسيجرك إلى ما يلي هذه الخطوة حتى تقعي فيما لا تُحمد به عاقبته، وإن معظم النيران من مستصغر الشرر.

فنحن نذكرك بأن الإسلام يحرم هذه العلاقات ولا يقر علاقة بين المرأة والرجل إلا في إطار الزواج، قال تعالى: (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ...))[النور:31]. فبادري بالتوبة إلى الله تعالى بالندم على ما كان، والإقلاع وقطع هذه العلاقة حالاً، والعزم على عدم الرجوع إليها.

واحمدي الله تعالى أنك لم تصابي بالعشق بهذا الرجل، فإن مفارقته الآن سهلة عليك، لا تكلفك أدنى عناء، فاتقي الله تعالى وخافي عقابه، والتزمي حدوده، تجدين الفلاح والخير في الدنيا والآخرة.

واحذري من تزيين الشيطان لك هذه العلاقة المحرمة بأنك تقدمين معروفاً لهذا الشاب، واحذري كذلك ما قد يبديه لك هذا الرجل من التعلق بك، فإن كثيراً من هؤلاء الرجال الذين يفعلون ذلك يستدرجون الفتيات بهذه الأساليب الخادعة الماكرة، فإذا وقعت الفتاة في المحرم والفضيحة رموها كرمي المنديل في الزبالة والقمامة.

فلا تصدقي ما يقال لك، ولو كان هذا الرجل صادقاً فليأت البيوت من أبوابها فيطلبك من أهلك ويعقد عليك.

والخلاصة -أيتها الأخت الكريمة- أننا خائفون عليك من غضب الله تعالى وسخطه، كما أننا خائفون عليك من الذئاب البشرية وفتكها، ونوصيك بالتوبة وسد هذا الباب وإغلاق طرق الفتنة والفساد بعدم إقامة أي علاقة مع رجل أجنبي عنك، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.

نسأل الله تعالى أن يهدينا وإياك سواء السبيل، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يقر عينك به، وأن يجنبك الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرد عنك كيد شياطين الإنس والجن.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً