الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بداية طريق القرب من الله

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

أشعر بحالة نفسية سيئة منذ فترة وخصوصاً بعد أن بدأت الحرب على العراق واستلامي للعديد من الإيميلات الإسلامية بخصوص الجهاد وكيف أضاع المسلمون أنفسهم، وعلى الرغم من أني والحمد لله ملتزمة وقد هداني الله منذ فترة إلا أني أشعر أني مقصرة إلى حد ما، وأريد أن أتقرب إلى الله أكثر ولكني لا أعرف من أين أبدأ، وخصوصاً أن هناك أشياء كثيرة أتمنى أن أفعلها مثل قيام الليل والتضرع إلى الله والخشوع في صلاتي، ولكني كلما حاولت أفشل ولا أجد أي تشجيع من أهلي في البيت وكثيراً ما يقولون لي: إني متزمتة، وأجد كثيراً من الأخطاء في المنزل مثل الغيبة وسماع الأغاني ولا أعرف كيف أغيرها؟ لأني للأسف الشديد شخصيتي ضعيفة، أنا غير مرتاحة لهذا الوضع وأريد تشجيعاً من أحد ولكني لا أجد.

وفكرت في الزواج من الزوج الصالح ولكن أبي وأمي لا يهتمان كثيراً بموضوع البحث عن زوج لي، ولا أعرف كيف يمكنني التعرف على زوج صالح بالطرق المشروعة في زمننا هذا، أحس أنني ضائعة لا أجد نفسي، فأنا أنهيت دراستي ولا أعمل، أرجوكم أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة العزيزة / مون حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بدايةً إنه ليسعدنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسرنا أن نستقبل اتصالاتك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، فإخوانك هنا دائماً في انتظارك، ومستعدون لمساعدتك والوقوف معك، فلست وحدك ابنتي مون، فإخوانك المسلمون في أنحاء الدنيا معك بألسنتهم وقلوبهم ودعائهم، ونحن من هذا الموقع نضرع إلى الله أن يثبتك على الحق، وأن يحفظك من كل سوء، وأن يجعل لك من لدنه ولياً ونصيراً، وأن يمن عليك بزوج صالح يكون عوناً لك على طاعته وعوضاً لك مما تعانيه.

وأما بخصوص التعرف على الزوج الصالح، فأفضل طريقة هي ما جرى عليه الناس، ولك نصيب سيصل إليك بلا شك، وعلى قدر طاعتك وتقواك تكون نصرة الله لك ووقوفه معك، وبتوكلك عليه ودعائك له سيمن عليك بالزوج الصالح ما دمت ملتزمة بطاعته، فسيجعل الله لك مخرجاً، فعليك بالدعاء ومزيد من الالتزام، واتركي أمر الزوج إلى الله، وسيوفه الله إليك بالقريب العاجل بإذن الله بالطرق المألوفة.

وأما عن البداية التي تبحثين عنها فهي كالتالي :
1- طلب العلم الشرعي الضروري، الذي لا بد لكل مسلم أن يتعلمه، مثل العقيدة من كتاب مبسط يتناول العقيدة الصحيحة، وكذلك أي كتاب في الفقه، وأيسر كتاب هو كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق، كذلك كتاب في المحرمات والمحظورات مثل كتاب الكبائر للذهبي، كذلك كتاب في الأخلاق والمعاملات مثل كتاب منهاج المسلم للشيخ الجزائري، وفي العقيدة كتاب أعلام السنة المنشورة أو كتاب معارج القبول شرح سلم الوصول، أو كتاب الثمرات الزكية في العقيدة السلفية، وكتاب الإيمان للدكتور محمد نعيم ياسين، أو أي كتاب آخر مبسط بأسلوب عصري ومنهج سلفي سليم، خالٍ من البدع والشبهات .
2- حضور مجالس الذكر والمحاضرات الإسلامية التي تعقد في المساجد السلفية، أو ذات التوجه الصحيح، وإياك ومجالس التصوف والبدع والخرافات .
3- الاستماع إلى الأشرطة الإسلامية لكبار مشايخ الدعوة أمثال الشيخ محمد حسان، والشيخ محمد حسين يعقوب، وبعض علماء الأزهر الأفاضل، والشيخ كشك رحمه الله وغيرهم.
4- جعل برنامج يومي لحفظ القرآن الكريم، ويفضل وضعه حسب ظروفك ووقتك، ويمكن أن يساعدك فيه أحد المشايخ أو الأخوات طالبات العلم الشرعي .
5- التعرف على الأخوات الملتزمات والاستفادة منهن، وربط نفسك بالصالحات المتميزات من الداعيات، والتعاون معها في النهوض بنفسك وخدمة دينك .
6- برنامج عملي تطبيقي تطبقين فيه بعض الآداب الإسلامية العامة، كصيام النوافل مثل الاثنين والخميس، أو الأيام البيض، وكذلك قيام الليل ولو بركعات قلائل وسورة قصيرة .

7- بالنسبة لدعوة أهلك فأفضل طريقة لدعوتهم وكسب ثقتهم ومودتهم هي الدعوة بالقدوة والتطبيق العملي على نفسك أولاً، والصبر والتواضع لهم، ودعوتهم من باب الحب لهم والحرص عليهم لا من باب أنهم عصاة أو جهلة أو غير ذلك، والاستعانة بالهدايا الرمزية، وتقديم الخدمات قدر الاستطاعة، والابتسامة المستمرة، والكلمة الهادئة، والأفضل أن تبدأِ بأقربهم إلى قلبك وأكثرهم محبة لك ولا تبدأِ دعوتك بعبارة هذا حلال وهذا حرام حتى لا ينفروا منك، وإنما عرفيهم على الله، وأظهري لهم مدى عظمة الله وإحسانه إليهم، والحديث عن فضائل الأعمال والجنة ونعيمها، وما أعده الله للصالحين من عباده، واستعيني في ذلك بكتب السيرة الصحيحة للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، خاصةً ما يتعلق بالنساء؛ لأنه أقرب إليهم، لذلك يلزمك اقتناء كتاب في السيرة بأسلوب عصري، مثل كتاب الرحيق المختوم للشيخ المباركفوري، أو كتاب مواقف تربوية من السيرة النبوية للشيخ أحمد فريد، أو كتاب نساء صحابيات، وبذلك تربين نفسك تربية إيمانية علمية عالية، وتساعدين غيرك، وإذا أشكل عليك أمر من الأمور فاسألي أخواتك الداعيات أو المشايخ والعلماء حتى تظلين على جادة الطريق وستصلين بإذن الله.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً