أنا شخص أعمل في شركة خاصة ومثل ما هو معروف أن أوقات العمل في الشركات محددة، وأنا تعودت على الاستيقاظ صباحاً من الساعة (5 أو 6) صباحاً ولكن المشكلة أيام إجازتي أستيقظ في نفس الوقت حتى لو كنت سهران وما نمت إلا ساعات قليلة أو ما نمت، وأجلس إلى الظهر أو العصر أحياناً لا أستطيع النوم!

فأرجوكم أريد حلاً ساعدوني، وجزاكم الله ألف خير..
وتقبل الله صيامنا وقيامنا اللهم آمين.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله أن يتقبل صيامكم وقيامكم وطاعاتكم، وأن يجعلنا وإياكم من عتقائه من النار في هذا الشهر الفضيل.

فمما لا شك فيه أن الإنسان له ما يعرف بالساعة البيولوجية، وهذه الساعة البيولوجية تنظم جميع أنماط حركة الإنسان، وحتى حاجته الغريزية من نوم وحاجة الطعام وخلافه تكون تحت هيمنة وسيطرت هذه الساعة البيولوجية.

وأنت بلا شك قد تعودت على نظام ونمط معين حتمه طبيعة عملك، وهذه الشبكة التنظيمية للنوم واليقظة – إذا جاز التعبير – أصبحت متهيئة ومتوائمة على هذا النمط، لذا من المنطق جدّاً أنك في خلال فترة الإجازة تجد نفسك أنك لا تستطيع النوم.

أنا أعرف أنك تقصد أنك تريد أن تستغل فترة الإجازة لتنام فترات طويلة أو تأخذ قسطا كبيراً من الراحة.

أرجو ألا تنزعج لذلك؛ لأن هذا حقيقة يحدث لمعظم الناس، فإني أعرف من يكون متشوقاً وينتظر الإجازة الأسبوعية رغبة منه في أن يأخذ قسطا أفضل من النوم وأطول، ولكنه يجد نفسه أكثر يقظة حتى من الأيام التي كان يذهب فيها إلى العمل.

هذا شعور طبيعي، كما قلت لك تتحكم فيه الساعة البيولوجية لدى الإنسان، فأرجو ألا تنزعج أبداً.

أنا أنصحك بأن تثبت وقت نومك بقدر المستطاع، ولا شك أن العمل في الشركة لن يستمر بعد الساعة التاسعة مساءً مثلاً، ففي رأيي أنك حين تأتي بيتك من العمل حاول أن تنام مبكراً، واجعل نفس النمط هذا في خلال أيام العطلة الأسبوعية، وحاول أن تستفيد من العطلة الأسبوعية لإنجاز ما تود إنجازه من أعمال كنت لا تستطيع القيام بها مثلاً خلال الأسبوع لأنك منشغل بعملك الوظيفي.

أنا لا أريد حقيقة أن أضعك في وضع تكون فيه مجهداً، ولكني لا أريدك أبداً أن تعطل أو تعدل نظام الساعة البيولوجية لديك.

والاستفادة من فترة الصباح حتى في أيام الإجازات في نظري هو أمر جيد جدّاً والإنسان يحس بالرضا، ونعرف أن في البكور البركة، فأنا حقيقة لا أؤيد أبداً النمط الذي يسعى إليه البعض وهو أن ينام وأن يتكاسل في خلال العطلة الأسبوعية.

وبمجرد أن تكون على الفراش مثلاً إذا أردت أن تأخذ راحة هذا يكفي، فليس من الضروري أن يكون الإنسان في حالة نوم حتى يرتاح.

هذا هو الذي أراه ولا أرى أن لديك مشكلة معينة، فقط حاول أن تثبت وقت نومك في أثناء أيام العمل الأسبوعي، واستمر على نفس النمط في أثناء الإجازة، واستفد من إجازاتك للإنجاز.

أرجو ألا تتناول أدوية منومة كما يقوم البعض بذلك، وفي رأيي ممارسة الرياضة أيضاً إذا وجدت لها فرصة سوف تكون مفيدة، ويمكن أن تكون رياضتك في أثناء الإجازة الأسبوعية.

هذا هو الذي أنصح به، وهذه هي المساعدة التي يمكن أن نقدمها لك، وربما تكون أنك كنت متوقعاً أن نصف لك أدوية منومة في أثناء الإجازة، هذا ليس صحيحاً من الناحية العلمية أو من الناحية الصحية، فأنت لا تعاني من مشكلة حقيقية أبداً، هذا أمر شائع وسط الناس، فقط -أكرر- أن تحاول أن تنام مبكراً، هذا جيد، والاستيقاظ المبكر أيضاً هو أمر جيد وأمر صحي جدّاً.

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وكل عام والجميع بخير.