الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سوء العلاقة الزوجية وإدخال الأبناء في مشاكل الزوجين

السؤال

الحمد لله أولاً وآخراً، فقد رزقنا الله بخمسة من الأبناء، ثلاث إناث وولدين، أكبرهم في المتوسطة، رزقنا باثنين منهما بعد الطلاق الأول، وقد تمت الرجعة بشرط صريح لي ولها وهو الرغبة الشخصية في كزوج وفيها كزوجة بعيداً عن الأولاد.

بعد فترة وجيزة تبدل الحال، ومع كل خلاف طبيعي بين أي اثنين تكبر المشكلة بصورة مبالغ فيها، كما يقولون: (تعمل من الحبة قبة)، وتحاول محاولة مستميتة استقطاب الثلاثة أولاد الكبار بجانبها، وتظل تشرح لهم المشكلة، وتصور لهم السوء الذي أنا فيه، والضلال والظلم الواقع عليها، لدرجة أن الأولاد أصبحوا الآن يكرهوني جداً لهذا السبب، ولما عانوه حال وجودهم معها في الطلاق الأول.

صارت مع كل مشكلة صغيرة تعتصم في غرف الأولاد وتنام معهم، وتبتعد تماماً عن فراشي، ناهيك عن السباب الذي يلحقني منها بأقذع الكلمات، بالطبع أنا أرد عليها بعد فراغ الصبر .

الوضع محتقن تماماً الآن في البيت، وكأنه أحزاب هي والأولاد الكبار حزب، وأنا حزب آخر .

انصحوني ما هو الوضع المناسب لي، ولأولادي، ولها؟ هل ما زالت تصلح زوجة أم الأفضل أن نفترق، وأترك لها تربية الأولاد في هذا السن الخطر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Magdi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
مرحباً بك أيها الأخ الكريم ونشكرك على تواصلك معنا في موقعك إسلام ويب.

نسأل الله تعالى أن يصلح لك زوجتك وأولادك، ويقدر لك السعادة في دنياك وآخرتك.

نحن وإن كنا نشعر بما تحس به من ضيق من أخلاق زوجتك، وتصرفها معك، إلا أننا لا نرى ما يدعو إلى الطلاق وتفريق شمل الأسرة، وحرمان الأولاد من أن يعيشوا في ظل رعاية الوالدين، مما قد يؤدي إلى انحرافهم.

ينبغي أن تتذكر أيها الأخ الحبيب أن المرأة لا تخلو من عيب واعوجاج، فهذه طبيعتها جبلت عليها، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، لكن في المقابل تذكر أيضاً أن فيها صفات حسنة ولا بد، فلا تنس هذا الجانب، وهذا ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر) أي لا يبغض مؤمن مؤمنة.

نتمنى أن تتعامل في وضعك مع زوجتك بقدر من الصبر والتحمل للجانب المؤذي في مقابل الجانب الحسن، ونوصيك بما يلي:
1- تذكر الجوانب الحسنة في زوجتك، وستجد كثيراً منها، وأعدها على نفسك، فإن هذا من شأنه أن يقلل بغضك لها ونفورك منها، ويدعوك إلى محبتها ومحاولة إرضائها.

2- حاول تغيير الوجه الذي كنت تعامل به مع زوجتك، وتبديل أجواء علاقتك بها، وجاهد نفسك لتحمل هذا، فبدلاً من التهديد والوعيد واشتراط أن تتعامل معك كزوج وغير ذلك مما قد كان، بدلاً من هذا كله دعها تراك وأنت تدخل إليها حاملاً الهدية التي تحبها لتهديها إليها، وتسمع منك كلمات الحب والثناء عليها، وما يفيد تعلقك بها ونحو ذلك، فإن هذا سبب أكيد لتغيير نفس الزوجة.

3- تجنب الإساءة لها أمام الأبناء، وما دام الأبناء قد شاركوكما المشكلة فينبغي أن تشاركوهما في الحل، بأن تقترح عليهم إجراء مصالحة بينك وبين أمهم، وهيئ نفسك لأن تكون مغلوباً بأن تبادر زوجتك بفتح صفحة جديدة، واطلب من أولادك أن يقترحوا حلولاً ترضي الطرفين، وستجد أنهم عامل تقريب بينكما أكثر مما هو عامل فرقة.

4- نوصيك بتقوى الله تعالى، والإكثار من دعائه أن يصلح لك زوجتك وأبناءك، فإنه سبحانه على كل شيء قدير.

5- حاول مع هذا كله أن ترفع المستوى الإيماني لزوجتك، بأن تربطها بالنساء الصالحات، وتسمعها المواعظ الدينية، حول الجنة والنار والحساب والجزاء بعد الموت، فإذا رق قلبها ستعلم أهمية القيام بحقوق زوجها، فترفق بها وحاول تعليمها وستجد أثر هذا في بيتك وأولادك.

نسأل الله تعالى أن يصلح شأنك كله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً