الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأرق وصعوبة النوم .. الأسباب والعلاج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت أعاني قبل 3 سنوات من الأرق وبعدها زرت خالتي وبالصدفة قالت لي أنها قابلت سيدات بالمستشفى وأنهم ما يقدرون ينامون إلا بالحبوب.

بعدها أحسست بخوف فضيع أول مرة يأتيني بحياتي، ولما جاء وقت نومي خفت وبكيت وجاءتني برودة بأطرافي ولم أستطع النوم، وخفت أن يكون مصيري نفس الذي قالت عليهم خالتي.

وبعدها بدأت معاناتي 6 شهور اكتئاب وخوف وقلق وبرد شديد وقت النوم!

بعدها ذهبت لأهلي -ساكنين بمنطقة بعيدة عني- ورحت لطبيب نفسي صرف لي دواء ريميرون، وبعدها زاد وزني فحولني على البروزاك وارتحت على البروزاك أكثر واستمريت سنة.

بعدها رجع لي الأرق وبعدها الاكتئاب ورجعت للبروزاك وأنا في شهري الثامن، واستمريت سنة، الآن لي سنة منذ تركتها.

ولكن رجع لي الأرق، وأنا تكون نفسيتي مرتاحة إلى أن تأتيني حالات صعوبة بالنوم، وبعدها تعود لمخيلتي معاناتي فأخاف، ولا أستطيع النوم، ويرجع لي الاكتئاب.

المشكلة لما أكون عند أهلي أقدر أتخطى المشكلة، لكني عند زوجي في مدينة ثانية وتزيد حالتي لأنه بعيد عني، وأجلس بالساعات، وأنا وحدي لكن أفكر أفكاراً سلبية، أني قد لا أقدر أنام بالليل، وأتضايق، وأرجع مثل أول!

حتى صرت لا أسافر مع الأهل لأني من جد أعاني في نومي، الكل ينام إلا أنا لا أستطيع، ومن قبل كنت أحب أسافر وأروح معهم، تغير حالي من بعد ما مرضت صرت أكره السفر معهم، وأحياناً أرفض بسبب أني أخاف أني لا أستطيع النوم!!

وترجع حالتي، وعندي أيضاً مشكلة ثانية لما أغضب أو تصير أتفه مشكلة يأتيني صداع، وألم بمفاصلي وخفقان وخاصة من جهة اليسار، ولا أستطيع النوم ليومين أو أكثر.

الآن أريد أن تنصحوني أريد أرجع كما كنت متفائلة، أريد أن أنسى معاناتي التي لا تفارقني أبداً ودائمة التفكير فيها وزوجي وأهلي ضد أن أرجع للحبوب. فبماذا تنصحوني؟ الله يجزيكم خيراً.

أنا لي شهر على عشبة القديسين من ارمال آخذ كبسولتين 500جرام باليوم ولا ألاحظ فرقاً.

كيف أتصرف عندما تأتيني صعوبة بالنوم؟ أو ماذا أستخدم حتى أستسلم للنوم بسهولة بدون معاناة؟

السؤال موجه للدكتور محمد عبد العليم

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كلي أمل بالله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأرق يمكن يكون لأسباب نفسية أو يكون لأسباب جسدية عضوية، أو قد يكون ناتجاً من سوء إدارة الصحة النومية.

الأسباب العضوية التي تفقد الإنسان النوم أهمها الآلام الجسدية خاصة آلام المفاصل، كما أن زيادة إفراز الغدة الدرقية قد تكون سبباً في قلة النوم أو اضطراباته.

أما بالنسبة للحالات النفسية فالقلق النفسي قد يؤدي إلى اضطراب في النوم وصعوبة في بدايات النوم. أما الاكتئاب النفسي فيعتبر هو السبب الرئيسي لقلة النوم والسهر والأرق.

أما الأسباب الأخرى وهي سوء إدارة الصحة النومية فهي أن بعض الناس يتناولون كميات كبيرة من المنبهات كالشاي والقهوة في أثناء الليل، البعض ينام نهاراً لساعات طويلة، وبعض الناس أيضاً لا يمارس الرياضة، وهكذا. كما يُعرف أن الذين يعملون في نظام النوبات أو الشفتات يكونون عرضة لاضطراب النوم، وهذا بالطبع لا ينطبق عليك.

أنا أعتقد أن لديك درجة من القلق الاكتئابي، أنت قلقة ومن الواضح أنك تتوقعين أنك لن تنامي نوماً جيداً، وهذا في حد ذاته يؤدي بالطبع إلى ضعف النوم أو عدم الارتياح فيه وفقدان عمقه، والنوم له أربع مراحل معروفة من الناحية الفسيولوجية، فمن الواضح أن المرحلة الثالثة والرابعة مضطربة لديك.

الذي أنصحك به هو أولاً أن تحسني صحتك النومية وذلك بتجنب النوم النهاري، وتجنب الشاي والقهوة وكذلك الشكولاتا والبيبسي والكولا ليلاً، هذه لأنها تحتوي على مادة الكافيين، وهذه مادة مانعة للنوم.

لابد أن يهيأ المكان للنوم أيضاً، فإن بعض الناس يضعون التلفزيون مثلاً في غرفة النوم، وهذا خطأ جسيم وكبير، والبعض أيضاً لا يذهب الفراش في وقت ثابت، تجده ينام في يوم الساعة التاسعة مساءً وفي يوم آخر يذهب إلى الفراش للساعة الواحدة صباحاً، وهكذا.

إذن انتظام وقت النوم أيضاً ضروري لأن ذلك يساعد الساعة البيولوجية حتى تكون أكثر ترتيبية، وهذا يساعد في الصحة النومية، وأذكار النوم مهمة جدّاً، فأرجو الحرص عليها.

أما فيما يخص الدواء فأنا أنصحك بالرجوع إلى البروزاك، ولكن تناوليه نهاراً، البروزاك دواء طيب وجيد وهو يساعد كثيراً في إزالة القلق والتوتر والاكتئاب.

ويمكن أن تكون جرعته حتى كبسولتين في اليوم، وأعتقد أنه لابد أن تستمري عليه لمدة عام على الأقل.

يوجد دواء آخر يسمى تجارياً باسم (أتراكس Atarax) ويعرف علمياً باسم (هايدروكسين Hydroxzine)، هذا يمكن تناوله ليلاً بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً، هو من الأدوية البسيطة غير الإدمانية وغير التعودية، وحين يتحسن النوم لديك يمكن أن تخفضي الجرعة إلى عشرة مليجرام ليلاً.

هذا هو الذي أود أن أنصح به، وحقيقة حاولي أن توضحي لأهلك أنك في حاجة للعلاج الدوائي، والدواء الذي يُعطى لك ليس لتحسين النوم فقط، إنما لهدف إزالة القلق والتوتر وكذلك الأعراض الاكتئابية.

أرجو أيضاً أن تكوني إيجابية في تفكيرك، وتحاولي أن تستفيدي من وقتك، وذلك بأن تديري زمنك بصورة صحيحة.

هنالك واجبات منزلية وهنالك واجبات اجتماعية، ونصيحتي لك أيضاً هي أن لا تفكري سلبياً؛ لأن بعض الناس ينشغل بصعوبات ومشاكل حياة قد تكون عادية جدّاً ومتوقعة، فكوني إيجابية وإن شاء الله هذا سوف يفيدك كثيراً.

بالنسبة لما يسمى بعشبة القلب أو عشبة القديس جون، هي من مضادات القلق البسيطة، وأنا شخصياً لا مانع لدي من تناولها، ولكن أعتقد أن البروزاك أفضل؛ لأنه يؤدي إلى تصحيح مسار مادة السيروتونين بصورة أفضل.

أما إذا كان إصرارك هو الاستمرار على عشبة القلب فلا مانع في ذلك، ولكن لا داعي في هذه الحالة من استعمال البروزاك، إنما يمكنك استعمال الدواء الذي يتم تناوله مساءً وهو أتراكس.

أنصحك أيضاً بممارسة تمارين الاسترخاء خاصة قبل النوم: وأنت مستلقية خذي نفساً عميقاً وبطيئاً واملئي صدرك بالهواء، وبعد ذلك اقبضي على الهواء لفترة قليلة، ثم أخرجي الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم.

كرري هذا التمرين خمس مرات قبل النوم، وإن شاء الله تجدي فيه مساعدة كبيرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله أن يكتب لك الشفاء والعافية، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً