الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الزوجة التي تكثر من الخروج من بيتها عند أي مشكلة وتطلب الطلاق إثر ذلك؟

السؤال


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

في البداية منذ فترة وأنا حائر ماذا أفعل؟ إلى أن يسر الله لي هذا الموقع المبارك.

مشكلتي هي أن زوجتي تترك البيت على أقل مشكلة، وأهلها يؤثرون عليها! وقد حاولت مرات عدة أن أشرح لها أن هذا الأمر يضايقني واستخدمت كل الأساليب الشرعية لكي ترجع عن هذا الأمر وتدخل بعض الإخوة المصلحين وتوعدهم بالسير بما يرضي الله، ولكن بعد فترة تعود لنفس الحال على أقل سبب تافه، علماً بأن لدي أطفالاً، ولا أريد أن أطلقها خوفاً من الله ومن ضياع الأطفال، فماذا أفعل وأنا لي شهر ونصف بعيد عنها.

حاولت معها عدة مرات أن تعود ولكن لا فائدة لأني تعبت كثيراً من حالها فماذا أفعل؟ لأنها تطلب الانفصال..

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فجزاك الله خيراً بحرصك على الحفاظ على أسرتك ومستقبل أبنائك، ونسأل الله تعالى أن يصلح لك زوجتك ويقر عينك بصلاحها وصلاح أبنائك.

إننا نرى أيها الأخ الحبيب أنه من المهم جداً أن تتعرف على أسباب النفور حتى تتمكن من معرفة الداء فتضع له الدواء المناسب.
إننا نقول هذا الآن الغالب أن المرأة لا تحب ترك بيتها وأبنائها وزوجها وتفضل الطلاق إلا إذا وجد شيء يدعوها إلى ذلك، لكن قد يكون هذا الشيء تافهاً في نظر الرجل لكنه كبير في نظرها هي، وقد يكون لأهلها دور أيضاً في هذا، والذي يهمنا الآن أيها الأخ الحبيب هو أن تتلمس ما يمكن أن يكون سبباً للنفرة بينكما فتحاول إصلاحه وتوصل هذا إلى زوجتك.

إن من المهم جداً أيها الأخ الحبيب أن تدرك أنت أن المرأة لابد أن تجد فيها عيباً، وأنها قد تستمر على هذا العيب ويعسر عليك إصلاحه، فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن فيها عوجاً وأن هذا العوج لا يزول وأنه قد يحاول الزوج إزالته فيقع في الطلاق، هذا شيء نظن أنك بحاجة ماسة إلى تذكره دائماً وأنت تتعامل مع زوجتك.

ولا شك أنك إن كرهت منها خلقاً من الأخلاق فإنك تجد فيها أخلاقاً عديدة تحببها إليك وتذكر أيها الأخ الحبيب ما يدعو إلى الطلاق وتفريق الأسرة وتجريع الأبناء غصص مفارقة الوالدين وأنت بلا شك أرجح منها عقلاً وأقدر منها تحملاً، والذي نوصيك به الآن ما يلي:

1- حاول أن تعود إلى زوجتك وإرجاعها إلى بيتك، واستعن بمن تظن فيهم الحرص على إصلاح ذات البين من أهلك وأهلها.

2- أظهر لزوجتك حبك لها وحرصك عليها وعلى الأسرة، وحاول أن تحسن عشرتها بقدر الاستطاعة، فإن القلوب مجبولة على حب من أحسن إليها، فكيف إذا كان المحسن هو الزوج؟

3- حاول أن تتغلب على ما يقع من زوجتك من أخطاء في حقك بالصبر والوعظ الجميل.

4- نوصيك أن لا تلجأ إلى الطلاق ما دام الإصلاح ممكناً فالله عز وجل لما تكلم عن حالة الخلاف بين الزوجين قال: ((وَالصُّلْحُ خَيْرٌ))[النساء:128] أي والصلح خير من الفراق.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير وييسره لك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً