الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاج المناسب للاكتئاب في حالة التأكد من وجوده

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أمي تعاني من اكتئاب نفسي ولم أعرف هذا إلا مؤخراً، فقد كانت بعيدة عنا بسبب العمل لفترة طويلة، وكنت لا أعرف شيئاً عن الحالات النفسية، وحتى كنت أعتبرها بعيدة عني أو حتى محض خيال، وما عرفت حالة أمي إلا بعد فترة عصيبة.

أصبحت أنا أيضاً مكتئباً، وكأن الاكتئاب انتقل لي أنا الآخر، وللأسرة كلها.

أصبحت على هذا الحال وتدنى مستواي الدراسي، وأصبحت أحس أنني غبي وأفكر بطريقة غريبة بعد أن كنت من الأوائل في دراستي.

أنا لا أعرف ماذا أفعل؟ مع العلم أن أمي كانت مصابة بسحر منذ فترة، وكنا نرقيها وأظن أنها شفيت منه أو على الأقل قلت حدته.

أرجو توجيهي إلى الطريق الصحيح مع العلم أنه من الصعب أن يذهب أي منا إلى الطبيب المعالج، فنحن في بلد ريفي ومن الصعب إقناعهم، بل أظن أن ذلك سيجعل الوضع يسوء.

أرجو من الله أن يشفينا.

ماذا أفعل وما الأسلوب الصحيح لهذه الحالة؟

أرشدك الله إلى طريق الخير والصواب دائماً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الاكتئاب النفسي من الأمراض الشائعة جدّاً خاصة وسط النساء، ونرى ذلك كثيراً في منتصف العمر، ولكن الاكتئاب النفسي أيضاً أصبح يصيب كل الفئات وكل المراحل العمرية وهذا لا شك أنه يسبب قلقاً وإزعاجاً حتى بالنسبة للمعالجين، ونحن نرى الكثير من المتغيرات الاجتماعية والبيئية والعلمية والقيمية ونعتقد أن ذلك قد يكون سبباً في أن الاكتئاب أصبح يصيب جميع الفئات العمرية، ولكن بفضل الله تعالى أيضاً وسائل العلاج وطرقه قد توسعت وقد تيسرت وأصبحت أكثر فعالية.

أنا حقيقة قد أتردد قليلاً في وصف العلاج حينما لا أكون متأكداً من التشخيص، بمعنى -على سبيل المثال- في حالة والدتك هل فعلاً نحن على قناعة كاملة أنها مصابة باكتئاب نفسي أم هو مجرد أمر ظرفي وطارئ؟ وماذا نعني بالاكتئاب النفسي؟ هل هو كدر حقيقي وشعور بعدم السعادة وشعور بالضيق والانسحاب الاجتماعي وافتقاد المقدرات الاجتماعية واضطرابات النوم والأكل وغيرها؟ .. الاكتئاب له أسس تشخيصية.

لا شك أنني آخذ كلامك بكل اعتبار وكل تقدير وبكل احترام، ولكن بما أن والدتك لم تُعرض على طبيب فهذا ربما يجعلنا حقيقة نستقصي أكثر في الموضوع.

لكن إذا كنت ترى أن هذه الحالة هي فعلاً اكتئاب نفسي فأقول لك أن العلاج الدوائي مطلوب جدّاً في مثل هذه الحالات، ومن أفضل العلاجات عقار يعرف تجارياً باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى تجارياً في مصر باسم (فلوزاك Flozac)، واسمه العلمي هو (فلوكستين Fluoxetine)، وهو من أفضل الأدوية وأسلم الأدوية التي تعالج مرض الاكتئاب، فوالدتك يمكن أن تبدأ في تناول هذا الدواء بمعدل كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل وتستمر عليها لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم وتستمر عليها لمدة عام، وبعد ذلك تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم وتستمر عليها لمدة عام آخر كجرعة وقائية.

هذه المدة ليست طويلة، وهي المدة التي نوصي فيها بعلاج الاكتئاب حينما يكون لفترة طويلة، خاصة لمن هم فوق الأربعين.

لا شك أن مساعدتها ومساندتها وبرها وإشعارها بأهميتها في الأسرة هذا أيضاً يجعلها إن شاء الله تكون أكثر انشراحاً ويزول عنها هذا الاكتئاب.

لا بد أيضاً أن نوصيها بالحفاظ على صلواتها وأذكارها وأن تقرا القرآن أو أن تستمع له، ويجب أن يكون هناك دور في مساعدتها.

بالنسبة لك أنا أعتقد أن أمر والدتك قد يكون قد أثر عليك وليس ذلك بالفعل الوراثي، إنما بالفعل البيئي والتفاعل الاجتماعي.

أنت حقيقة لا أعتقد أنك في حاجة إلى علاج دوائي في هذه المرحلة، أعتقد أن مساندتك لوالدتك وإحضار العلاج لها سوف يساعدك كثيراً، وحين ترى أن والدتك قد أصبحت أكثر انشراحاً هذا أيضاً سوف يؤدي إلى تحسنك بصورة واضحة.

عليك بأن ترتب وتنظم وقتك ويجب أن يكون لك هدف مدروس وواضح، وأن تجتهد اجتهاداً يجعلك إن شاء الله من المتميزين ومن المتفوقين.

أنا أعطيك جرعة علاجية مهمة وهي أن تتذكر أنك في عمر العشرين، وأنه لديك طاقات فكرية وجسدية ونفسية ووجدانية، وأن المستقبل لك كشاب إن شاء الله، وعليك أيضاً بأن تحفظ الله لأن الله سوف يحفظك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة)، وأنا لا أريدك أبداً أن تخوض في موضوع السحر والعين، بالرغم من أننا نؤمن بذلك وهي موجودة ولا شك في ذلك، ولكننا أيضاً نؤمن أن المؤمن إن شاء الله في حرز الله وفي حفظه، والله خيرٌ حافظاً، من يحافظ على صلواته ويقرأ القرآن ويقرأ الأذكار ويرقي نفسه نعتقد أن هذا كافٍ جدّاً.

أسأل الله لكم الصحة والعافية، وأنا في رأيي أن تتحدث مع والدتك وتحضر لها العلاج، وتوضح لها أن هذه حالة بسيطة وقد سمعت أو قرأت أو اطلعت أن هذا الدواء يفيدك، وهذا هو عين الحقيقة.

جزاك الله خيراً، وبارك الله فيك، ونشكرك كثيراً على تواصلك معنا في إسلام ويب.

يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للاكتئاب:
(237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121 )
وللاستزادة حول موضوع الرقية الشرعية: (237993- 236492-247326).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً