الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية إخبار الرجل صاحبه أنه يحبه في الله

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بدايةً أقدم شكري لكم على هذا المجهود الجبار المتواصل الذي تقدمونه للناس كافة لتعمّ الفائدة على الجميع، وأسأل الله أن يديمها من نعمة ويحفظها من الزَوال، أما بعد:

لدي صديقان هما الأعز لدي حتى الآن، أعرفهما منذ مدة ليست بطويلة، لكن هذا لم يمنع من تكون علاقة طيبة بيني وبينهما، فلقد تعودنا على بعضنا بشكل سريع وذلك بسبب تشابه الكثير من الصفات الجميلة بيننا كالطيبة والاجتهاد والتفوق، والأهم من ذلك تشابهت أفكارنا وأهدافنا المستقبلية، وهذا ما خلق صداقة قوية بيني وبينهما بفضل الله طبعاً.

مطلبي هنا هو أنني أريد إبداء حبي (الأخوي) لهما ولكن بطريقة غير مباشرة، فإن لهما معزّة كبيرة في قلبي وأكن لهما كل الطيبة والاحترام.

لقد سمعت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي يقول فيه: (إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه) رواه أبو داود وصححه الألباني، مرت عدة أيام لكنني أجد الصعوبة في التنفيذ المباشر وذلك لأن كلمة الحب في مجتمعنا الحالي تعني أنه في الغالب يكون الطرفان هما رجل وامرأة، وإذا كان بين رجلين فإما في الله (وهي قليلة عندنا)، وإما لمصالح أخرى يعلمها الله (وهي الفئة الغالبة)، ولذلك أنا لا أعلم ماهية الطرق المؤدية إلى إخبارهما بمدى حبي ومعزتي لهما بالطرق غير المباشرة، لا مانع من تطبيق سنة الله ورسوله كما ورد في الحديث لكنني أشعر بأن المجتمع لن يتقبلها كما يجب.

ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنه لا مانع من أن تبدأ بذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بإخبارهما بمشاعرك بعد أن يفهموا أن هذا من الدين، ولكن أطالبك قبل ذلك بأن تتأكد من طاعتهما لله، فإن أسباب الوفاق والتقارب المذكورة في استشارتك جيدة وطيبة، ولكن جانب الالتزام لم يظهر لنا وهو الأساس في الأخوة الناجحة، وهي ما كانت لله وبالله وفي الله وعلى مراد الله، وهي كذلك تزداد وتقوى بطاعة المحبوب لربه وبمقدار حبه للأعمال والأقوال التي يرضاها الله ويحبها.

ولا يخفى عليك أن أي أخوة وصداقة ومحبة لا يكون أساسها الدين تنقلب إلى عداوة قال تعالى ((الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ))[الزخرف:67]، وهذا في الآخرة وفي الدنيا أيضاً نهايتها التلاوم والتقاطع والتحاسد والتدابر، وعندما يتأمل الإنسان في الدين يحدث حوله يلاحظ أن شدة الحب كثيراً ما يعقبها شدة البغض بخلاف الأخوة في الله فإن عمرها طويل وهي نصح وحب وتعاون على البرد والتقوى.

وأرجو أن تعلم أن المسلم يحب إخوانه من أهل الإسلام ويزيد في محبة المطيع لله ويكره في أهل المعاصي عصيانهم لله، ولا مانع من أن تستمر علاقاتك الطيبة مع إخوانك المذكورين، واجعلوا الرابط بينكم طاعات مشتركة وتناصحوا وتعانوا على البر والتقوى فإن وجدت حباً للدين والطاعات ورعاية للقيم والآداب فاقترب منهم وأعلن لهم عن حبك لهم، وإن وجدت فتوراً وضعفاً في الاستجابة فواصل التذكر لهم بالله، وحافظ على الحد الأدنى من الصلاة وأكثر لهم من الدعاء.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يوفقك للخير ومرحباً بك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً