الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتصرف مع إصرار زوجتي على مقاطعة أهلي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا موظف، متزوج منذ 5 سنوات، وأب لطفل عمره 3 سنوات، أسكن مستقلاً عن أهلي، أعاني من مشكلة مع زوجتي وهي: أنها لا تريد قضاء عيد الأضحى مع والديِّ اللذين يقطنان في مدينة بعيدة عن مسكننا في نفس البلد، بدعوى أن أفراد عائلتي يعاملونها معاملة سيئة، وأنها كلما التقت مع أخواتي وأمي يكون هناك مشادات كلامية، وتقول لي: إنها تكرههم، ولا يمكن أن تلتقي بهم.

علماً: بأن أسباب كل هذه المشاكل تافهة جداً من وجهة نظري، إلا أن زوجتي لا تصبر على هذه المشاكل، وتقول: إنها إذا صبرت ستمرض عقلياً، لقد حاولت إقناعها بأدلة شرعية من القرآن والسنة، إلا أنها مصرة على أن المقاطعة هو الحل الوحيد، وقد هددت بالطلاق إذا ذهبنا لقضاء العيد مع والديِّ.

علماً أننا من عائلة واحدة، ونسكن بمنزل مستقل منذ أن تزوجنا، ونزورهم ويزورونا لفترات قصيرة ومتباعدة، وأنا أحب أهلي كثيراً، وهم يحبونني، أريد منكم أن تنصحوني كزوج، وتنصحوا زوجتي.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله تعالى أن يصلح لك زوجتك وولدك ويجمع شملك، ونحن نشعر بما تشعر به من الضيق لسوء علاقة زوجتك بأهلك، كما نحس أيضا بمدى حرصك ورغبتك في لم شمل الأسرة، والعيش في جو ملؤه المودة والمحبة.

ونحن نرى أن هذا -بإذن الله- ليس أمراً عسيراً إذا عرفت أسباب هذا الجفاء، وحاولت إزالة هذه الأسباب ومعالجة الداء، وقد ذكرت أنت أن أهلك يعاملون زوجتك معاملة سيئة، ولكنك لم تبين لنا ما هي أسباب ذلك، وزوجتك معذورة على كل حال ما دام الأمر كذلك، وعلاج هذا المشكلة لن يكون بالضغط على الزوجة للذهاب للأهل والحال باق كما هو، بل قد يكون ذلك مدعاة إلى مزيد من المشاكل بينهم.

ونصيحتنا -أيها الحبيب-: أن تبدأ أولاً بتهيئة زوجتك لقبول هذا الطلب، وكذا تهيئة أهلك وذلك باتباع الآتي:

1- حاول أن تنقل لكل طرف منهما أنه يحمل للآخر الود والمحبة، فلا بأس بأن تبلغ زوجتك مثلاً: بأن أهلك يثنون عليها خيراً، ويمدحونها ويتمنون رؤيتها، وهذا ليس كذباً محرماً، بل الكذب للإصلاح بين الناس جائز، كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، والأمر نفسه تفعله مع أهلك.

2- حاول أن ترسل هدية لكل طرف مظهراً أنها هدية من الطرف الآخر؛ فإن الهدية تجلب المودة وتذهب وحر الصدر، كما دلت على ذلك الأحاديث الكثيرة.

3- إذا تهيأت الظروف -ونرى أن هذا ممكن باتباع ما ذكرنا- فينبغي أن تكون الزيارة قصيرة بحيث يحصل بها المقصود من صلة الرحم والتآلف بين أفراد الأسرة.

4- إذا حدثت إساءة من أهلك في حق زوجتك فنرى أن تسارع إلى الاعتذار منها، وتطلب منها أن تتحمل ذلك من أجلك أنت، وأظهر لها أنك تقدر ظروفها وتقدر ما تتحمله من أجلك، واحذر أن تبسط الأمور إذا كانت تشعر هي بالإساءة من قبلهم، فتقديرك لحالها وإشعارها بأنك تشاركها ألم الإساءة يجعلها أكثر صبراً وقدرة على تحمل الإساءة، بل أكثر رغبة في تحملها من أجلك.

5- أكثر من الدعاء أن يصلح الله زوجتك ويرزقها الصبر، وكن على علم بأنه لا يلزمها أن تذهب لتعيش مع أهلك، فأظهر لها هذا، وأنك إنما تطلب ذلك منها تكرماً منها، وحرصاً على جمع شمل الأسرة، وهذا سيجعلها أكثر إقداماً على تنفيذ هذا الطلب والصبر على ما قد تلقاه في سبيله.

وفقنا الله وإياك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً