الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التصرف مع الطفل كثير البكاء ويميل إلى العنف

السؤال

السلام عليكم.

لدي طفل متعب جداً، كثير البكاء ويميل إلى العنف، وأحس أن لديه غلاً من باقي الأطفال، لا يريد أن يلعب معه الأطفال، ولا أن يلمسوا ألعابه، ولكني أحس أنه غاية في الذكاء، مع العلم أن أباه وأمه منفصلان، وقد تربى مع أمه سنة وكانت تعامله بقسوة، وكان لا يفعل معها ما يفعله معنا الآن، ولما رأيناه يفعل ذلك، قلنا له: هل تريد العودة إلى أمك؟ فقال: لا! لأنها كانت تضربني هي ومن حولها، وقد كررنا عليه ذلك السؤال، فكان يرفض في كل مرة! فهل هذه حالة نفسية، أم أنه طفل عادي؟ وهل هناك حل لذلك؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أدهم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذا الطفل لم يُذكر عمره، والأطفال لديهم سلوكيات وتفاعلات وانفعالات مرتبطة بالمرحلة العمرية، وهذا الطفل -حفظه الله- يميل كما ذكرت إلى البكاء وكذلك العنف، ولديه مشاعر ونزعات سالبة حيال الأطفال الآخرين، ولكنه بفضل الله تعالى يتمتع بدرجة عالية من الذكاء.

لا شك أن انفصال الأبوين يعتبر أمراً سلبياً وغير مريح أبداً من الناحية التربوية بالنسبة للطفل، ولكن يمكن أن تكون هنالك علاقات تعويضية تربوية جيدة، تعوض للطفل ما افتقده من الرعاية الوالدية المباشرة.

إن هذا الطفل بتصرفاته هذه ربما يكون يحتج على وضعه الحالي وليس على وضعه السابق، ولا أوجه أي نوع من اللوم على أي جهة، ولكن مثل هذه الانفعالات والدفاعات والنزعات السلبية للطفل تشير إلى أنه يحتج، أو أنه يريد أن يُسمع صوته وأن يعامل بصورة معينة، ربما يكون باحثا أيضاً عن المزيد من العناية والرعاية ولفت وشد الانتباه.

وعموماً فإن سلوك الطفل يمكن أن يعدل، ويعدل السلوك بتجاهل هذه السلوكيات السالبة، أعرف أن بعضها قد يصعب تجاهلها، ولكن إذا تجاهلنا ستين إلى سبعين بالمائة من سلوك الطفل غير المرضي هذا، فإنه إن شاء الله يؤدي إلى إضعاف هذا السلوك، وفي نفس الوقت نقوم ببناء سلوك أكثر إيجابية وذلك بترغيب الطفل وتحفيزه وإثابته لأي عمل إيجابي يقوم به.

وبالنسبة للأطفال من عمر الرابعة حتى عمر الثامنة مثلاً، فإن طريقة النجوم هي طريقة ممتازة جدّاً، وكما هو معلوم فإنه يُشرح للطفل ويُتفق معه أن أي عمل أو تصرف إيجابي يقوم به سوف يكسبه ثلاثة نجوم مثلاً، وأي عمل سلبي يقوم به سوف يؤدي إلى سحب نجمة أو نجمتين مما اكتسبه، وتحدد لكل نجمة قيمة، وفي نهاية الأسبوع مثلاً تُستبدل النجوم التي اكتسبها بهدية معقولة حسب عدد النجوم الذي اكتسبه بالطبع، وحسب القيمة المتفق عليها.

هذه الطريقة إذا طُبقت بصورة صحيحة، وحاولنا أن نضع نجوماً للطفل متى ما اكتسب سلوكاً إيجابياً أو قام به، ونسحبها منه عند السلوك السلبي، كما يجب أن ننبهه لذلك أنه الآن قد كسب نجمة وهذا شيء جيد، ويجب أن يكون هناك ثناء عليه في وقت وضع النجوم، ويمكن هو أن يشارك في وضع هذه النجوم، وفي وقت سحبها يمكن أن يُوبخ قليلاً وتُسحب منه النجوم، وهكذا.

هذه طريقة جيدة وطريقة فاعلة، فأرجو أن تطبق على هذا الطفل، وليس هناك طرق أسلم من طرق التحفيز والترغيب والتجاهل، وهذا ما اتفق عليه علماء السلوك، والأمر الآخر: هو أن ننظر إلى ما هو إيجابي حول هذا الطفل ونحاول أن ننميه.

ثالثاً: يجب أن يتاح للطفل اللعب مع بقية الأطفال، حتى وإن كان لديه مشاعر سالبة حيالهم، إلا أنه إن شاء الله بالاستمرارية سوف يغير ويعدل من سلوكه.

رابعاً: التركيز على الألعاب الحركية ذات القيمة التعليمية سوف يكون أيضاً أمراً مفيداً وجيداً بالنسبة له.

وختاماً أقول لك أن هذه الحالات هي حالات عارضة، ومعظم الأطفال ينتقل سلوكهم إن شاء الله إلى الانضباط، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً