الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف للمرء أن يجدد خوفه من الله حتى يصل لدرجة الإخلاص؟

السؤال

السلام عليكم.

كيف للمرء أن يجدد خوفه من الله حتى يصل لدرجة الإخلاص؟ وكيف يكون هذا الخوف من الله سراً وجهراً؟ فأنا أخشى من النفاق، أشعر أني سأسقط في درك النفاق، أعوذ بالله من النفاق.

وهل هناك برنامج لفتاة بحيث يمكن لها ترتيب أولوياتها فيه فتعمل كل ما عليها دون إخلال بشيء من الأعمال؟ مثل أعمال المنزل لغير المتزوجة، مع حفظ ومراجعة ودورة تجويد، ورياضة، وتصفح للمواقع النافعة، كذلك الأخبار والدورة الشرعية حين إقامتها.

أحس بالتقصير حقيقة في كل ما ذكر، وما لم أذكر، لا أدري كيف أرتب الأولويات ولا أخل بشيء؟ والوقت يمضي وأنا أنتظر، لا أدري ماذا أنتظر؟ فكيف أرتب أعمالي؟!

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شموخ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن خوفك من النفاق أمارة -إن شاء الله- على وجود الإيمان في قلبك، فإن المؤمن يخاف على نفسه النفاق فيسعى جاهداً لتخليص نفسه منه، وقد قال بعض السلف: (لا يأمن النفاق إلا منافق)، وقد كان كبار أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخافون على أنفسهم من النفاق كما ثبت ذلك عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وغيره من الصحابة.

وهذا لا يكون محبوباً عند الله إلا إذا أثمر عملاً صالحاً يباعد بين المسلم وبين النفاق، فهذا الخوف ينبغي أن يكون باعثاً على إخلاص الأعمال لله عز وجل، وباعثاً كذلك على تجنب أخلاق المنافقين وصفاتهم.

ومما ينبغي لك -أيتها الأخت الكريمة- الاعتناء به ما يلي:
1- المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها، وأدائها بخشوع وذكر الله تعالى فيها.
2- الإكثار من ذكر الله تعالى وقراءة القرآن، وحضور مجالس العلم والذكر.
3- الاعتناء باختيار الجليسات الصالحات، فإن مجالسة أهل الصلاح تزيد في الإيمان.
4- مجاهدة النفس للتخلق بأخلاق المؤمنين، مثل الصدق في الحديث، والوفاء بالوعود، والمسامحة عند الخصومة، ونحو ذلك من الأخلاق الفاضلة؛ لتبعدي بنفسك عن أخلاق المنافقين.
5- الإكثار من دعاء الله تعالى أن يجنبك الرياء والنفاق.

وما يعينك على الإخلاص ما يلي:
1- التذكر أن العمل إذا لم يكن خالصاً لوجه الله تعالى فإنه يكون سبباً للعذاب الشديد في الآخرة، فكيف يرضى العاقل لنفسه بأن يؤدي العبادات ليغضب الله عز وجل بها؟ وقد جاء في الحديث أن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة هم القارئ للقرآن ليقال قارئ، والمنفق ليقال كريم، والمجاهد الذي قتل في المعركة لكنه قاتل ليقال شجاع، فكانوا أول من دخل النار، فتذكر هذا يولد في النفس الخوف من الرياء.

2- محاولة إخفاء العمل عن أعين الناس بقدر الاستطاعة، ولهذا كانت أفضل الصلوات بعد الفريضة صلاة الليل، والصلاة في البيت أفضل من الصلاة في المسجد إلا الفريضة للرجال.

3- الإكثار من دعاء الله تعالى أن يعينك على الإخلاص ويجنبك الرياء.

ونوصيك -أيتها الكريمة- بالاعتناء بترتيب وقتك بقدر الاستطاعة ليتسنى لك أن تستفيدي منه بقدر الإمكان، فضعي برنامجاً متوازناً وينبغي أن يتضمن الأمور الآتية:
1- أوقات الصلاة المفروضة في وقتها.
2- أداء أذكار الصباح والمساء بعد الفجر وبعد العصر.
3- نصف ساعة على الأقل لحفظ آيات من القرآن الكريم، ويستحسن أن تكون عند الاستيقاظ من النوم قبل الفجر أو بعد صلاة الفجر.
4- وقت للدراسة أو العمل في النصف الأول من النهار.
5- وقت للراحة في منتصف النهار.
6- وقت يسير للرياضة في أول النهار أو آخره.
7- مذاكرة الدروس ويستحسن أن يكون ذلك قبل النوم.
8- جعل حصة يومية يتنوع فيها ما تشغل به كل يوم، وينبغي أن تكون هذه الساعة بعد العصر، وتشغل ببرامج متنوعة فمرة لسماع درس ديني أو مشاهدة برنامج نافع، ومرة لزيارة الأقارب والصديقات، ومرة للفسحة..، وهكذا بحسب أيام الأسبوع.

وإذا قدرت على حفظ أوقاتك من الضياع فيما لا فائدة ستستطيعين إنجاز الشيء الكثير من الأمور النافعة.

وفقنا الله وإياك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً